باتت مباريات مانشستر سيتي الإنكليزي ضد ريال مدريد الإسباني، واحدة من كلاسيكيات بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في العصر الحديث، لكن الصدام بينهما هذه المرة يأتي في سيناريو لم يعتد عليه كل منهما، وهو الملحق المؤهل إلى دور الـ16.
وفرض النظام الجديد للمسابقة القارية الأهم في أوروبا، واقعا جديدا أسفر عن تأهل أستون فيلا الإنكليزي وليل الفرنسي وباير ليفركوزن الألماني مباشرة إلى الدور ثمن النهائي، فيما تجد أندية أخرى مثل عمالقة القارة؛ ريال وسيتي، وميلان ويوفنتوس الإيطاليين وبايرن ميونخ الألماني، نفسها وهي تقاتل من أجل حياتها في ملحق من 8 مواجهات لتحديد من سيلحق بركب الثمانية الأوائل.
وبعدما حل في المركز الـ12، وجد ريال مدريد نفسه يجدد الموعد مع مانشستر سيتي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من توديع المسابقة التي أحرز لقبها للمرة الأولى في تاريخه عام 2023، قبل أن ينقذ نفسه في الرمق الأخير ويحل في المركز 22 بنفس رصيد دينامو زغرب الكرواتي، صاحب المركز الـ25، وهو الأول خارج الملحق.
وستكون مواجهة الملحق التي يقام ذهابها يوم الثلاثاء في مدينة مانشستر قبل أن يستضيف ريال الإياب الأربعاء بعد المقبل، امتدادا لسلسلة من 5 مباريات بينهما خلال العقد الأخير، وهو ما نلقي عليه الضوء في السطور التالية، دون احتساب مواجهتهما الأولى التي كانت في دور المجموعات خلال موسم 2012-2013 (3-2 ذهابا لريال و1-1 إيابا).
اعرف أكثر
كان سيتي بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني يأمل في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة، لكن تمريرة عرضية من الويلزي غاريث بيل تحولت بالخطأ في الشباك وقضت على حلمه.
وبعد التعادل السلبي ذهابا في مانشستر، اصطدمت عرضية الجناح الويلزي المعتزل بمدافع سيتي، البرازيلي فرناندو وسقطت الكرة من فوق الحارس جو هارت.
وطالب سيتي بطرد مدافع ريال لوكاس فاسكيز في وقت متأخر من اللقاء بسبب خطأ قاس على رحيم ستيرلينغ، لكن شكواه لم تلق صدى ووصل فريق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النهائي للمرة 14 في إنجاز قياسي.
واصل العملاق الإسباني بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مشواره حتى اللقب بفوزه على جاره أتلتيكو مدريد في ميلانو في تكرار لنهائي 2014، رافعا رصيده إلى 11 لقبا في المسابقة آنذاك.
بوجود الإسباني بيب غوارديولا على رأس الإدارة الفنية لسيتي، حول الفريق الإنكليزي تخلفه في مدريد بهدف لإيسكو إلى فوز متأخر 2-1 بفضل البرازيلي غابرييل جيسوس والبلجيكي كيفن دي بروين في فبراير 2020.
لكن الفريقين انتظرا 6 أشهر لمعرفة أي منهما سيتأهل إلى ربع النهائي بعدما تسببت جائحة كوفيد في تعليق النشاط الرياضي حول العالم، وعادا إلى الملعب في أغسطس من ذلك العام لإكمال المواجهة في مانشستر خلف أبواب موصدة.
وكان جيسوس على الموعد مجددا بتسجيله هدف الفوز 2-1 أيضا، فيما كان الهدف الأول بواسطة سترلينغ والتعادل للفرنسي كريم بنزيما.
وصل سيتي إلى الدور ربع النهائي الذي أقيم من مباراة واحدة في لشبونة بسبب كوفيد، لكن المشوار انتهى بالخسارة أمام ليون الفرنسي 1-3.
يمكن القول من دون تردد إن ريال مدريد عاد في هذه المواجهة من تحت الأنقاض وقدم إحدى أعظم الملاحم الكروية، واحتضن سيتي ذهاب نصف النهائي الذي سيطر عليه تماما وتقدم فيه على منافسه "الملكي" مرتين بفارق هدفين قبل أن يكتفي في النهاية بأفضلية هدف وحيد 4-3.
في العاصمة الإسبانية، بدت بطاقة النهائي محسومة لصالح الضيف الإنكليزي بعدما وضعه الجزائري رياض محرز في المقدمة قبل 17 دقيقة على النهاية، لكن العملاق الإسباني لم يلق سلاحه ورد بهدفين قاتلين للبرازيلي رودريغو غوس في الوقت بدل الضائع، فارضا التمديد الذي حسمه بنزيما بركلة جزاء حملت فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى النهائي في باريس حيث تغلب على ليفربول الإنكليزي 1-0 وحصد لقبه الـ14.
تعلم سيتي الدرس وكان الرد هذه المرة قاسيا في طريقه إلى غزو أوروبا أخيرا، وبعدما تقدم ريال ذهابا بواسطة البرازيلي فينيسيوس جونيور، رد الفريق الإنكليزي بواسطة دي بروين وعاد من برنابيو بالتعادل 1-1.
وعلى أرضه، بدا سيتي قوة لا يمكن إيقافها، منهيا الشوط الأول بثنائية البرتغالي برناردو سيلفا، قبل أن يوجه السويسري مانويل أكانجي والأرجنتيني خوليان ألفاريز الضربة القاضية للضيف الملكي بهدفين متأخرين حسم بهما الفريق اللقاء 4-0 وبلغ النهائي حيث حقق حلم اللقب بفوزه في اسطنبول على إنتر الإيطالي 1-0.
لم ينتظر ريال أكثر من 12 شهرا لتحقيق ثأره والعودة من ملعب منافسه ببطاقة نصف النهائي بعد حسمه المواجهة بركلات الترجيح.
وكان باب التأهل مفتوحا على مصراعيه بعد التعادل المثير ذهابا في مدريد 3-3، واعتقد سيتي أن هذه النتيجة كفيلة بتخطيه ريال مجددا لكن رودريغو منح الضيوف التقدم في مانشستر منذ الدقيقة 12 ثم انتظر المضيف حتى الدقيقة 76 لإدراك التعادل عبر دي بروين.
واستحوذ سيتي على الكرة بنسبة 70% تقريبا وكانت لديه 33 محاولة على المرمى، لكن غريزة البقاء عند ريال منحته بطاقة التأهل والسير نحو لقبه الـ15 بعد تخطيه ممثلي ألمانيا بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند في نصف النهائي والنهائي تواليا.