في مارس الماضي 2024 وعندما بلغت تكهنات انضمام المهاجم كيليان مبابي إلى ريال مدريد مرحلة اليقين، خرج رئيس برشلونة خوان لابورتا بتصريح مثير، حذر فيه الفريق الملكي من خطورة التعاقد مع الغلاكتيكوس الفرنسي.
وقال لابورتا بكلمات مقتضبة: "لا أحسد ريال مدريد على صفقة مبابي.. لكنه سيشوه غرفة الملابس هناك".
ويبدو أن تصريح لابورتا دق جرس الإنذار، وقتها، في ريال مدريد، إذ اجتهد الجميع في عكس نبوءة الرئيس الكتالوني، ليعيش الفريق الملكي أشهر عسل من التفاهم بين النجم الجديد وبقية اللاعبين، لم يقلقها سوى النتائج المتذبذبة للفريق بين فترة وأخرى، التي نُسبت أساسا إلى موجة إصابات فتكت بكتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي بدون رحمة.
لكن الآن، وبعد مرور 8 أشهر على وصول مبابي إلى ريال مدريد، يبدو أن هنالك تحولات قد بدأت للتو، لتعيد معها تباعا كوابيس نبوءة لابورتا إلى السطح الملكي.
والمقصود هنا، تقرير لموقع كادينا سير الإسباني، حذر فيه من إمكانية انفجار العلاقة بين مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور، إذ وصفها بأنه شبه خامدة.
ورغم إصرار المصدر على أن مبابي وفينيسيوس لا يمكن اعتبارهما خصمين ولا صديقين، فإنه أشار إلى حقيقة تنافسهما وغيرة كلاهما من الآخر.
فما هي تفاصيل العلاقة بين مبابي وفينيسيوس؟ ولماذا تثير القلق في مدريد؟ وهل يمتلك الأول سيناريو لإقصاء الأخير؟
اعرف أكثر
منذ تقديم كيليان مبابي لـ80 ألف مشجع من ريال مدريد بملعب سانتياغو برنابيو في 16 يوليو 2024، بدأت المخاوف تتزايد من شبح صراع قادم بينه وبين فينيسيوس جونيور.
وسبب هذا الصراع هو مركز الجناح الأيسر، الذي تخصص وأبدع فيه فينيسيوس، فيما يفضله مبابي كمركز لعب، ظل يرعب من خلاله خصومه، ويكبدهم الخسارة تلو الأخرى.
لكن سرعان ما جاء الرد من المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي حسم الأمر منذ الساعات الأولى في الموسم لصالح النجم البرازيلي فينيسيوس، وذلك مكافأة له عن تألق غير مسبوق منذ وصول أنشيلوتي لتدريب مدريد في حقبته الثانية في 2021.
ولعب فينيسيوس دورا حاسما في تتويج ريال مدريد بدوري أبطال عامي (2022 و2024)، وسجل أهداف الحسم في كليهما.
ووضع أنشيلوتي مبابي كمهاجم صريح (رقم 9)، مع تبديل تكتيكي طفيف، خلال مجريات اللعب، بينه وبين فينيسيوس، ليدخل الأخير إلى العمق، ويميل مبابي إلى الجهة اليسرى.
خطف الثنائي كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور الأضواء، السبت، الماضي بعدما قادا ريال مدريد إلى فوز ثمين 2ـ1 على رايو فايكانو في الليغا.
وسجل مبابي الهدف الأول بطريقة رائعة، بعدما راوغ مدافع رايو فايكانو، ليسدد بقوة على يسار الحارس.
لكن لم تمر سوى 4 دقائق حتى أعلن فينيسيوس عن نفسه، إذ لم يكتف بمراوغة مدافع واحد فقط، بل تلاعب بالدفاع بأكمله ليسجل الهدف الثاني بطريقة مبهرة.
وبحسب موقع كادينا سير، كشفت ردة فعل فينسيسوس عن غيرته من كيليان مبابي، ورغبته في عدم منحه الفرصة ليسرق الأضواء مرة أخرى مثلما فعل أمام مانشستر سيتي الإنكليزي.
وكان مبابي سجل هاتريك في مرمى السيتي ليقود فريقه للفوز 3ـ1، ويعبر به إلى ثمن نهائي الأبطال، إذ يواجه، الأربعاء، أتلتيكو مدريد إيابا، بعد فوزه عليه 2ـ1 في الذهاب.
وأكد الموقع أن العلاقة بين فينيسيوس ومبابي لا تبدو جيدة الآن.
وعلى الرغم من عدم اعتبارهما عدوين حاليا، فإن الموقع شدد على أن العلاقة بينهما ليست كتلك التي يظهراها للإعلام، وأشار إلى عدم التفاهم بينهما على الصعد كافة، إذ يفكر كل واحد منهما في نفسه داخل الملعب.
بحسب الصحافي الإسباني أنتون ميانا فإن مبابي نجح الآن في التقرب أكثر إلى الثنائي رودريغو وجود بيلينغهام، وباتت علاقته معهما أقرب إلى الصداقة الكاملة.
واستخدم مبابي من أجل ذلك تكتيك ذكي، ظل يعمل به منذ فترته في باريس سان جيرمان.
واستطلع الصحافي الإسباني عددا من الأشخاص المقربين لمبابي، ولخص فلسفته في أنه "شخص يتمتع بالذكاء، ويسعى لقياس كل كلمة قبل النطق بها خارج غرفة الملابس، كما يهتم بشكل كبير أن يظهر بصورة متواضعة وأن يكون محبوبا للجميع".
وبعد وصوله لمدريد، أدرك مبابي سريعا اختلاف غرفة ملابسه عن تلك التي في باريس سان جيرمان، إذ تضج غرفة الملكي بأسماء كبيرة، لديهم تاريخ لا يمكن تصوره.
ومن أجل ذلك وسع تكتيكه للتعامل معهم.
وفضل مبابي البقاء بعيدا عن الأضواء، وحتى داخل غرفة تبديل الملابس ظل يتحفظ على قول كل ما يعتقده، عكس ما يفعل البقية، وذلك حتى يتجنب أي سوء فهم، كما ظل يصدر صورة معينة مفادها أنه غير مهتم بفرض نفسه في مكان أو وضع معين داخل الملعب.
يبدو أن الصورة التي رسمها مبابي لنفسه حاليا في ريال مدريد، هي مجرد وضع مؤقت، إذ يمتلك الفرنسي تصورا كاملا من أجل الهيمنة على الأضواء في مدريد.
وبحسب كادينا سير فإن مبابي يحاول السير على خطى الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، مثله الأعلى، في كل شيء بما في ذلك طريقة تسجيل الأهداف، والاحتفالات والظهور أمام الجماهير الملكية.
وبسبب ذلك لا يفكر مبابي في قيادة ريال مدريد كقائد للفريق، وإنما في قيادة النادي كنجم أوحد، يحمله على أكتافه ويجلب له الألقاب الكبيرة.