أوضح مشوار ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا وغيره من المنافسات أن الفريق يعاني بشدة على أكثر من صعيد، أبرزها الشق الدفاعي الذي عاني من عدة إصابات مؤثرة، خاصة بعد تعرض الظهير داني كارفاخال وقلب الدفاع إيدير ميليتاو لقطع في الرباط الصليبي للركبة كتب نهاية موسمهما مبكرا.
وبجانب ذلك، ضربت الخط ذاته إصابات متعددة متكررة لكل من أنطونيو روديغر وديفيد ألابا وفيرلاند ميندي ولوكاس فاسكيز، بجانب الحلول الأخرى التي كان يلجأ إليها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، من أمثال كامافينغا وتشواميني، مما وضع الفريق في مواقف محرجة كثيرة.
ورغم معرفة ريال مدريد بالمشكلة فإن مدربه وإدارته كابرا بتجاهل تلبية المطلب الملح بدعم الفريق دفاعيا، سواء في الانتقالات الصيفية بعدما فرط النادي في ضم المدافع الفرنسي الواعد ليني يورو من ليل وتركه لصالح مانشستر يونايتد الإنكليزي، أو في الشتاء عندما وقعت الكوارث وأصيب اللاعبون ومع ذلك تم تجاهل الدعم.
وظن ريال مدريد ومدربه وإدارته أن الهجوم الكاسح الذي يملكه الفريق سيغطي على الثغرات الدفاعية، لكن الفرق المتوازنة دفاعيا وهجوميا تمكنت من فضح ذلك الاعتقاد العشوائي، وتعرية ثغرات الملكي حتى وإن لم تتمكن فرق كثيرة من استغلالها.
كم أن كبر سن اللاعبين الموجودين في الخط ذاته أمثال روديغر وألابا وفاسكيز كان نقطة ضعف واضحة أيضا، حيث وضح عجزهم عن مواجهة المهاجمين الشباب الواعدين، وآخرهم كان بوكايو ساكا في موقعة أرسنال، مما جعل الكارثة متوقعة لا محالة.
ومن المتوقع أن ريال مدريد سيتعلم الكثير من ذلك الدرس، وسيدخل خلال الفترة المقبلة مرحلة من الإحلال والتجديد التغيير الذي سيمتد في أغلب الأحوال إلى المدرب أنشيلوتي، في ظل نفاد حلوله التكتيكية في الأوقات الصعبة، ووضح أنه بات يعاني من عدة مشكلات في إدارة الفريق.
كما واجه المدرب الكثير من الانتقادات بعدم إتاحة الفرصة للاعبين واعدين مثل التركي أردا غولر والبرازيلي إندريك للمشاركة وتجهيزهم كأوراق رابحة في الأوقات الصعبة، وجعل خياراته محصورة في النجوم اللامعة التي لم تكن دائما في حالتهما المعهودة، مما أهدر على الملكي الكثير من الحلول التي كان يمكن أن تنقذه في أوقات الازمات.
وجاء ذلك الخروج الكاشف ليثبت أن الحظ لن يخدم ريال مدريد دائما، وشخصية البطل لن تحضر في كل المناسبات، وأن البقاء في مثل تلك المنافسات الكبرى سيكون في أغلب الأحوال للأقوى والأفضل والأكثر كمال ونموذجية واحتراما لكرة القدم وقواعدها الخالدة.