كرة قدم

"غوارديولا 2025".. هل بدأ بيب في التخلي عن فلسفته؟

نشر
blinx
ظهر بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي بطريقة لعب غير مألوفة تماما عندما لعب ضدّ أرسنال في ملعب الإمارات بلندن في لقاء انتهى بالتعادل بهدف لمثله، ليثير الشكوك حول تخليه عن فلسفته الهجومية التي تعتمد على الاستحواذ.
وسجّل بيب في مباراة أرسنال أقلّ نسبة استحواذ على الكرة طوال تاريخه التدريبي والتي بلغت ٣٢.٨٪، وكانت النسبة الأقلّ قبل المباراة ٣٦.٥٪ وسجّلت أيضا أمام أرسنال في مارس ٢٠٠٣.
واعتمد غوارديولا على طريقة الدفاع الإيطالي المحكم "كاتيناتشو" والتي حظيت باسم آخر من كثرة اعتماد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو والأرجنتيني دييغو سيميوني عليها، "اركن الحافلة" كناية عن غلق المرمى بالمدافعين وكأن حافلة ضخمة تقف أمامه وتمنع الكرة من العبور.

لماذا تغير بيب؟

غوارديولا قال بعد تعادل فريقه مع أرسنال ١-١ في البريميرليغ مساء الأحد ٢١ سبتمبر: "نحاول ألا نلعب بهذه الطريقة، لكن عندما يكون الخصم أفضل، ندافع بعمق أكبر، ونعتمد على المرتدات، لكننا نحاول ألا نلعب بهذا الأسلوب".
لكن بيب اعتمد على هذه الطريقة أكثر من مرّة خلال الموسم الجاري، وهذا ما تشير إليه الأرقام، إذ يحتل مانشستر سيتي المركز الـ٨ في قائمة أكثر أندية الدوري الإنكليزي استحواذا على الكرة هذا الموسم، وهو أدنى ترتيب على الإطلاق للفريق الذي اعتاد صدارة هذه القائمة خلال سنوات بيب الماضية.
وبلغ متوسط استحواذ السيتي على الكرة هذا الموسم في البريميرليغ ٥٢.٣٪ فقط، وهو أقلّ من النسبة الطبيعية، حتى عندما اكتسح يونايتد ٣-٠ في الديربي كانت نسبة الاستحواذ ٦٢٪ وهي أقلّ من المعتاد في مثل هذا النوع من المباريات التي يُهيمن عليها بيب.
وحاول بيب في حديثه مع "سكاي سبورتس" بعد مباراة أرسنال تبرير طريقته، وقال إنّها ليست جديدة، وعلّق: "هل تتذكر رحيم سترلينغ وليروى ساني وكيفين دي بروين، هل تعرف كم عدد الهجمات المرتدة الخاطفة التي شنناها معهم؟"، في إشارة إلى أن أسلوب الاعتماد على المرتدات ليس جديدا.

هالاند المستفيد

طريقة السيتي الدفاعية منحت إيرلينغ هالاند انفرادين في آخر مباراتين بفضل الهجمات المرتدة السريعة التي يطبقها فريق غوارديولا بدقة شديدة.
هالاند سجل في مانشستر يونايتد من مرتدة خاطفة، وكرر الأمر أمام أرسنال، وهو أمر لم يحدث خلال الموسم الماضي، ما يشير إلى أنّ بيب بدأ بالفعل تغيير أسلوب لعبه، والذي يصب أيضا في مصلحة المهاجم النرويجي الذي يستغل سرعته جيدا في مثل هذه المواقف.

تغيير اضطراري

في بداية مسيرة بيب مع مانشستر سيتي كان يقول دائما إنه لن يغير أسلوبه، حتى عقب الهزيمة المدوية أمام برشلونة برباعية نظيفة في دوري أبطال أوروبا عام ٢٠١٦ ظلّ متمسكا بطريقته.
وقال بيب بعد السقوط أمام فريقه القديم في أوّل مواسمه مع السيتي في تصريحات نقلته صحيفة "ميرور" البريطانية: "آسف، سأواصل الاعتماد على حارس المرمى في بداية الهجمات حتى آخر يوم في مشواري التدريبي ولن أغير فلسفتي".
لكن بيب اضطر إلى التغيير بعد نحو ١٠ أعوام مع الفريق ذاته، إذ اعتمد على الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما الذي لا يعد اللعب بالقدمين وبناء الهجمات ضمن أبرز مميزاته، وتخلى تدريجيا عن أسلوب الاستحواذ والتحكم والهيمنة الكاملة في المباراة.
وحتى في مباراة أرسنال، عندما تخلى عن الدفاع المتأخر والمتكتل في آخر الدقائق، نجح أصحاب الأرض في اختراق الدفاع بانفراد تام وتسجيل هدف التعادل في الدقيقة ٩٠+٣.
وفي يناير الماضي خلال أسوأ مواسم بيب على الإطلاق علق على تغيير طرق اللعب وما يطلق عليه الكرة الحديثة قائلا: "كرة القدم الحديثة هي أسلوب لعب بورنموث ونيوكاسل وبرايتون، وهذه الكُرة ليست مركزية للغاية، عليك أن تواكب إيقاع اللعب".
وشهد الموسم الحالي تطبيقا عمليا لمسألة محاكاة ومواكبة إيقاع اللعب، إذ عانى غوارديولا في الموسم الماضي أمام الفرق التي تعتمد على اللعب المباشر واختراق الدفاع المتقدم للسيتي وصنع مرتدات في غاية الخطوة عند افتكاك الكرة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة