هل يدفع "تاريخ الصلاحية" يامال للاعتزال المبكر؟
لعب الإسباني لامين يامال 8 آلاف و158 دقيقة منذ ظهوره مع الفريق الأول لبرشلونة، وشارك في 130 مباراة مع بلوغه 18 عاما، لكن البداية الرائعة للاعب أفسدها الإرهاق والإصابات العضلية التي تهدد مستقبل أحد أبرز اللاعبين الشباب في العالم.
وتوج يامال بجائزة أفضل لاعب شاب في العالم، كما حصل على المركز الثاني في جائزة بالون دور لأفضل لاعب في العالم 2025، ليتوقع له الفوز بالكرة الذهبية في الأعوام التالية إذا حافظ على تألقه وتأثيره الكبير مع فريقه ومنتخب بلاده.
ولم يسجل أي لاعب في المستوى المتقدم من كرة القدم في أوروبا عدد دقائق ومباريات أكثر من يامال قبل بلوغ 18 عاما، الأمر الذي يشير إلى المجهود البدني الكبير الذي يبذله اللاعب الغائب عن توقف أكتوبر الدولي بسبب الإصابة.
أصبح يامال أصغر لاعب على الإطلاق يصل إلى 100 مباراة في عمر 17 عاما و7 أشهر، بعدما حطم رقم البلجيكي روميلو لوكاكو بأربعة أشهر.
أما الإنكليزي جود بيلينغهام لاعب ريال مدريد فقد سجل 100 مشاركة عندما بلغ 18 عاما و10 أشهر، رغم أنه بدأ مبكرا كلاعب في الفريق الأول في عمر 16 عاما.
اتحاد اللاعبين المحترفين "فيفبرو" أجرى دراسة عن يامال في موسم 2024-2025 من 51 صفحة بعنوان "إرهاق العمل وعدم الحماية - تأثير صحة اللاعب والأداء"، لمناقشة تأثير اللعب لدقائق ومباريات غزيرة قبل 18 عاما على اللاعبين.
وقال دارين بيرغس، رئيس شبكة "فيفبرو" الاستشارية للأداء العالي: "تشكل كرة القدم الحديثة ضغوطا هائلة على اللاعبين المحترفين المخضرمين، لكن بالنسبة للاعبين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاما، فإن المخاطر أكبر".
وأشار بيرغس إلى أنه "في مرحلة ما، لا تزال أجسام الشباب وعقولهم في طور النمو، قد تتسبب متطلبات الجداول المكثفة والمزدحمة والتدريبات الشقة في عواقب وخيمة على الأداء"، وكشف عن مفاجأة مفزعة ليامال وهي أن ذلك سوف يؤثر على "طول العمر المهني"، في إشارة إلى أنه سيضطر إلى الاعتزال المبكر أو سيفقد لياقته البدنية في وقت مبكر.
ولعب يامال أكثر من ضعف أي لاعب في عمره مباريات محلية ودولية، إذ لعب باو كوبارسي 69 مباراة وغافي 60 مباراة وبيدري 49 مباراة، وجميعهم لعبوا للمنتخب الإسباني وفريق برشلونة.
وأشار تقرير لشبكة "إي إس بي إن" إلى أن يامال قد يتشابه في مسيرته مع الثنائي الإنكليزي واين روني ومايكل أوين، اللذين لعبا مبكرا لمنتخب إنكلترا ومع نادييهما مانشستر يونايتد وليفربول، وتسبب في ذلك في إصابات كثيرة وعدم الاستمرار لسن متقدمة في الملاعب.
وخرج الثنائي بعد سن الـ30 من حسابات المنتخب الإنكليزي بسبب الإصابات التي أثرت بشكل مباشر على المستوى الفني، وهي إشارة يجب أن يحذر منها "يامال" بحسب تقرير الشبكة الأميركية.
ويضيف بيرغس: "تعرض المراهقين لأحمال زائدة في مباريات وتدريبات يزيد من مخاطر الإصابات للاعبين، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى أضرار على المدى البعيد يمكن أن تؤثر على طول عمر اللاعبين في الملاعب".