"رونالدينيو السيتي".. دوكو يجتاح البريميرليغ

تحول البلجيكي جيريمي دوكو لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي إلى أفضل مراوغ في البريميرليغ هذا الموسم، بعدما بات كابوسا يهدد المدافعين، وخاصة أولئك الذين يلعبون في مركز الظهير الأيمن.

وشارك دوكو مقطعا بثه على يوتيوب قال خلاله: "أريد أن أسحق المدافعين، أريد أن يصابوا بالكوابيس"، وهو ما حققه اللاعب البلجيكي إلى حد كبير خلال الموسم الجاري بمساهماته في صناعة الفرص والأهداف.

دوكو ظهر في مباراة السيتي الأخيرة قبل التوقف الدولي الجاري، وسجل هدفا رائعا في شباك ليفربول بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، وساهم في فوز فريقه 3-0 على ملعب الاتحاد.

في مباراة ليفربول سجل دوكو المباراة رقم 13 التي يحاول خلالها مراوغة المدافعين 10 مرات أو أكثر في مباراة واحدة، وهو رقم غير مسبوق في البريميرليغ منذ انتقال اللاعب إلى مانشستر سيتي.

وعلى الرغم من محاولات دوكو العشر في المراوغة أمام ليفربول، لم يكن ذلك رقما كبيرا بالنسبة للاعب ذاته، إذ نفذ 21 محاولة مراوغة ضد ليفربول في نفس المباراة بالموسم الماضي، وهو أكبر عدد للاعب في البريميرليغ منذ 2019.

ووفقا لإحصائية نشرتها صحيفة "ديلي ميل"، لا يوجد لاعب في الدوري الإنكليزي يتفوق على خصمه الدفاعي بنسبة نجاح أعلى من دوكو منذ انتقاله إلى مانشستر سيتي.

وفي الهدف الذي سجله في ليفربول، كان كونور برادلي وغرافنبيرخ يحاولان إيقافه على الجبهة الدفاعية اليمنى لكنه راوغ الثنائي ودخل باتجاه مرمى ليفربول ليطلق قذيفة متقنة.

وفي الموسم الحالي أجرى غوارديولا تعديلات على طريقة اللعب المرتبطة بأداء الأظهرة والأجنحة، ليسمح للظهير الأيسر بالتقدم للمساندة الهجومية، مما منح دوكو حرية أكبر في الدخول إلى عمق الملعب.

ويفضل بيب غوارديولا في الموسم الجاري أن يمنح الأظهرة الدفاعية أدوار هجومية تشبه دور الأجنحة، مما يسمح للأجنحة بالتحول إلى مهاجمين لدعم هالاند في منطقة الجزاء، الأمر الذي ساعد جيريمي على التألق والحصول على مساحات وحرية أكبر.

وفي وقت بات خلاله مراوغات الأجنحة والمهاجمين للمدافعين أقل من أي وقت مضى، أعاد دوكو مهارات البرازيلي رونالدينيو واللاعبين أصحاب المهارات والمواهب في المراوغات إلى الذاكرة، وبدا وكأنه رونالدينيو جديد في البريميرليغ يقدم متعة مفقودة منذ سنوات.

في الصيف الماضي عيّن دوكو محلل أداء شخصي لمشاهدة مبارياته وتحليلها بدقة ومساعدته على تحسين وتطوير الأداء، خاصة في عملية اتخاذ القرارات في الثلث الأخير من الملعب.

وأظهر الموسم الحالي أن قرار دوكو كان مفيدا، فقد كان أول لاعب يكمل 7 مراوغات ناجحة ويسجل هدفا في البريميرليغ ويفوز في 10 مواجهات ثنائية على الأقل ويصنع 3 فرص ويسدد 3 مرات على الأقل، منذ إدين هازارد عام 2019.

لكن دور غوارديولا كان حاضرا بقوة، فقد كان الإسباني يعمل دائما مع دوكو حول وضعية جسده عند تسديد الكرة، ليعلق اللاعب لاحقا: "كنا نتحدث خلال التدريبات عن وضعية جسدي عند التسديد، وتحدثنا عنها في الملعب بعد تسجيلي في ليفربول، يصعب شرح ذلك، لقد كانت مزحة عابرة".

وأشار دوكو إلى أن غوارديولا طالبه بأن يضع جسده فوق الكرة عندما يسدد ليتمكن من زيادة قوة التسديدة، مع تعليمات أخرى تتعلق بتقنية الركلة ووضعية الجسد بشكل مثالي.

وأتم دوكو بعد الفوز على ليفربول: "سعيد لأنني أستطيع الآن اللعب بالطريقة التي أريدها دون خوف، أو شك، أشعر بثقة تامة، وهذا ما يراه الجميع اليوم".