كأس العرب 2025.. بين كبار منتخبات آسيا ورديف الأفارقة
تُمني منتخبات عرب آسيا النفس في اقتناص فرصة مشاركة نظيراتها من أفريقيا بمنتخبات رديفة، لتعزيز حظوظها في حصد لقب النسخة رقم 11 من بطولة كأس العرب قطر 2025 لكرة القدم التي تنطلق اليوم الإثنين وحتى 18 ديسمبر.
وفيما تنظر كل من قطر، المضيفة وبطلة آسيا آخر نسختين، والسعودية والأردن إلى البطولة بوصفها فرصة ثمينة للإعداد لكأس العالم 2026، يتأهب المغرب والجزائر حاملة اللقب وتونس ومصر لخوضها بمنتخبات رديفة، بغياب أبرز نجومها المحترفين في أوروبا الذين سيلتحقون بمنتخباتهم الأساسية في كأس أمم أفريقيا في المغرب اعتبارا من 21 الشهر نفسه.
ويقص العنابي، ثالث النسخة الماضية، شريط الافتتاح مع فلسطين يوم الإثنين في استاد البيت في الخور، على أن يسبق الافتتاح مواجهة تجمع تونس وسوريا في استاد أحمد بن علي في منطقة الريان.
وتستقطب البطولة، التي انطلقت عام 1963 في بيروت بفكرة من أمين عام الاتحاد اللبناني الراحل عزت الترك وبمشاركة 5 منتخبات، اهتماما في ظل إقامتها تحت مظلة الاتحاد الدولي FIFA للمرة الثانية تواليا بعد 2021، وعلى 6 ملاعب استضافت مونديال 2022، منها ملعبا البيت (الافتتاح) ولوسيل (النهائي)، فضلا عن تخصيص جوائز قياسية تصل إلى 36.5 مليون دولار.
وتوزعت المنتخبات الـ16 على 4 مجموعات، بعدما انضمت 7 منتخبات من التصفيات إلى 9 تأهلت مباشرة بفضل تصنيفها الدولي.
متوّجاً بكأس أفريقيا للمحليين، ومعوّلاً على مراكمة الإنجازات والطفرة تشهدها الكرة المغربية بكافة فئاتها، يتقدم "أسود الأطلس" بقيادة المدرب طارق السكتيوي قائمة المرشحين للتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد 2012، قبل أن تتوقف البطولة 9 سنوات.
وسيحاول السكتيوي (47 عاما) الذي قاد المغرب إلى برونزية أولمبياد باريس 2024 وكأس أفريقيا للمحليين، تجاوز إرهاق لاعبيه المشاركين مع أنديتهم في المسابقات القارية، متكئا على كوكبة من المحترفين مثل عبد الرزاق حمد الله (الشباب السعودي)، أشرف بن شرقي (الأهلي المصري)، وطارق تيسودالي (خورفكان الإماراتي).
ويضع نجم المغرب السابق مصطفى الحداوي كل ما تحقق من إنجازات للكرة المغربية مؤخراً في سياق إيجابي للسكتيوي، رافضاً أن تشكل عامل ضغط عليه.
وقال لوكالة فرانس برس "ستكون دافعاً له ليكمل مسيرته القوية بعد الفوز بكأس أفريقيا للمحليين، خصوصاً أن اللاعبين أظهروا مؤهلات رائعة تُرجمت باكتساح الجوائز الفردية أيضا".
لكن الحداوي (64 عاما)، يترقب الـ "كلاسيكو" المنتظر، وفقا لوصفه، مع "الأخضر" السعودي في ختام الدور الأول بقوله إن "وجود (المدرب الفرنسي) هيرفيه رينارد العارف بالكرة المغربية، يمنحها نكهة خاصة".
ويضيف الحداوي، الذي احترف سابقا مع أندية سانت إيتيان ونيس ولانس وأنجيه الفرنسية "أنتظر ندّية كبيرة من لاعبي السعودية خصوصاً أن الدوري هناك أصبح أقوى بمشاركة نجوم كبار أمثال (البرتغالي كريستيانو) رونالدو".
لكن فؤاد أنور، نجم المنتخب السعودي سابقا لا يشاطر الحداوي الرأي، وهو الذي افتتاح عدّاد "الأخضر" في بطولات كأس العالم أمام هولندا في نسخة 1994، ويقول "المنتخبان سيحسمان تأهلهما في أول مباراتين أمام عُمان وجزر القمر، وبالتالي ستكون مباراة لتحديد المتصدر فقط".
يضيف أنور (53 عاماً) لفرانس برس إن الفرصة متاحة أمام عرب آسيا لتحقيق اللقب "مشاركة منتخبات شمال أفريقيا بالصف الثاني تجعل الآخرين يطمعون بتحقيق البطولة".
يتابع "بصراحة، لو شاركت المنتخبات الأفريقية بالصف الأول لن يكون هناك أمل على الإطلاق .. وسيكون اللقب محصوراً بينهم".
ويرشح أنور منتخب بلاده للمنافسة على اللقب "لأنه يمتلك نجوما وتشكيلة قوية" مردفاً "يجب ألا ننسى قطر، فهي تلعب على أرضها".
وفيما يؤكد الحداوي أن منتخب بلاده سيلعب بثوب البطل ما قد يقويه نفسيا، يضع صالح عصاد، نجم المنتخب الجزائري سابقا "الخضر" في مقدمة المرشحين لنيل اللقب للمرة الثانية تواليا.
يعتقد عصاد، أحد أبرز نجوم الجزائر في مونديال 1982، أن "التشكيلة التي اختارها المدرب مجيد بوقرة تضم أسماء كبيرة ومزيجا بين الخبرة والقوة".
ويضيف عصاد (67 عاماً) لفرانس برس "يمتلك المنتخب العنصر الشبابي متمثلاً بنجم الدحيل القطري عادل بولبينة (22 عاماً) الذي حصل على ثقة المدرب السابق للمنتخب جمال بلماضي، والذي بلا شكّ حضّره ذهنياً لهذه المنافسة لتعزيز فرص الالتحاق بالمنتخب الأول".
ويرى عصاد، صاحب التجربة الاحترافية الغنية في فرنسا مع ناديي مولوز وباريس سان جرمان، أن "المنافسة ستكون قوية وشرسة بين الجزائر، المغرب، تونس، ومصر من دون أن ننسى المنتخب القطري، الذي سيكون الأخطر لأنه يلعب بين جماهيره".
أفريقيا، يقفز إلى الاهتمام أيضاً منتخب تونس (وصيف النسخة الماضية) الذي ارتأى مدربه سامي طرابلسي خوض البطولة بتشكيلة جلها من الأساسيين، إذ تقع كأس العرب في رأس الأولويات لحسم مستقبله، إذ أكد أن بقاءه في موقعه مرتبط بـ"تحقيق الأهداف" التي نص عليها عقده.
ورفع الأداء الجيد لـ"نسور قرطاج" وديا أمام البرازيل (1-1) من معنويات الجماهير التي تترقب لقبا ثانيا بعد النسخة الأولى (1963).
العنابي والنشامى في الصورة
آسيوياً، يُنظر باهتمام إلى العنابي صاحب الضيافة، وبطل القارة آخر مرتين، إذ يسعى مدربه الإسباني جولين لوبيتيغي للاستفادة من البطولة تحضيراً لكأس العالم، وهو سياق مشترك مع المنتخب الأردني (وصيف كأس آسيا وأول المتأهلين العرب إلى كأس العالم) الذي ارتفع سقف طموحاته بعد إنجازاته الأخيرة بقيادة مدربه المغربي جمال السلامي.
كما يتطلع العراق (4 ألقاب قياسية) إلى الإعداد، من خلال البطولة، للمواجهة المصيرية أمام الفائز من بوليفيا وسورينام في الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم في مارس المقبل.