طهي الطعام على الغاز.. "كارثة صحية" يمكن تجنب أضرارها
قد يبدو الطهي باستخدام الغاز أمرا عاديا، لكنه قد يكون مصدرا غير متوقع لتلوث الهواء داخل المنزل.
فقد كشفت دراسة حديثة أن الطهي على مواقد الغاز يسبب ارتفاعا في مستويات التلوث متجاوزًا حتى بعض الطرق المزدحمة في بريطانيا. فماذا وجدت الدراسة وكيف تنتج "الملوثات" عن طريق الطهي على مواقد الغاز؟
عند تشغيل موقد الغاز، تنبعث منه ملوثات مثل ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والجسيمات الدقيقة (PM2.5)، والتي قد تؤثر على الجهاز التنفسي وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الربو وأمراض القلب والرئة.
الدراسة وجدت أن مستويات هذه الملوثات ترتفع مع زيادة وقت الطهي، وعدد الشعلات المستخدمة، والأسوأ، بحسب هذه الدراسة، أن الملوثات تبقى عالقة في الهواء لساعات بعد الطهي، وفق صحيفة "الغارديان".
الدراسة، التي أجرتها منظمة Which، قارنت مستويات الملوثات داخل المنازل التي تستخدم مواقد الغاز، مقابل المنازل التي تعتمد على المواقد الكهربائية (Induction).
وشملت الدراسة قياسات دقيقة في منازل 5 متطوعين، بالإضافة إلى قياسات من طريق "ماريليبون" في لندن، وهو أحد أكثر الطرق تلوثا في بريطانيا.
عند استخدام مواقد الغاز، لوحظ أن مستويات NO2 ترتفع بشكل ملحوظ كلما زاد وقت الطهي وعدد الشعلات المستخدمة. حتى عند الطهي على شعلة واحدة وببطء، تضاعفت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين أكثر من مرتين.
كما بقيت مستويات NO2 مرتفعة لساعات بعد الطهي، مما يعني أن الهواء في المطبخ وغرف المعيشة يبقى ملوثًا لفترات طويلة.
وفي بعض المنازل، وصلت مستويات PM2.5 إلى أكثر من 100 ميكروغرام لكل متر مكعب في عدة مناسبات، بينما وصل لدى منزل أحد المتطوعين، إلى 650 ميكروغرام لكل متر مكعب.
توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) تحدد الحد الآمن لـ PM2.5 بـ 15 ميكروغرام لكل متر مكعب خلال 24 ساعة، مما يعني أن هذه المستويات المسجلة داخل المنازل تتجاوز الحدود الصحية بشكل خطير.
ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وخاصة الربو عند الأطفال.
كما أن الجسيمات الدقيقة (PM2.5) يمكن أن تخترق الرئتين وتصل إلى مجرى الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة، وحتى أمراض مثل الباركنسون.
كيف ينتشر التلوث داخل المنزل؟
وجدت الدراسة أن الملوثات الصادرة من مواقد الغاز لا تبقى في المطبخ فقط، بل تنتشر بسرعة في جميع أنحاء المنزل، حتى في الغرف المجاورة.
وفي المنازل ذات التصميم المفتوح، ارتفعت مستويات NO2 و PM2.5 بشكل ملحوظ واستمرت لساعات بعد الطهي.
غير أن الدراسة وجدت أن إبقاء نوافذ المنزل مفتوحة، يساعد في تقليل مستويات التلوث بشكل ملحوظ، ويعود الهواء إلى طبيعته في غضون 45 دقيقة بعد التهوية في معظم المنازل التي شملتها الدراسة.
ما هي وسائل تقليل المخاطر؟
وفق الدراسة فإن الخطوات التالية يمكن أن تقلل المخاطر:
- استخدم شفاطات التهوية التي تطرد الهواء للخارج عند الطهي.
- فتح النوافذ والأبواب لتحسين تدفق الهواء وتقليل تركيز الملوثات.
- إذا كنت تستخدم موقد الغاز، حاول الطهي على حرارة منخفضة، وقلل من مدة استخدامه عند الإمكان.
- فكر في استخدام مواقد كهربائية كبديل أنظف وأكثر أمانا.