في حال قررنا استخدام التعبير"هيلاري تثير الذعر في الولايات المتحدة" هناك اتفاق عالمي ضمني إننا لسنا بصدد التحدث عن قاتلة متسلسلة تروع المواطنين، لكننا نتحدث عن العاصفة الاستوائية "هيلاري" التي تضرب الولايات المتحدة قادمة من المكسيك، وتنذر بهطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث فيضانات تشكل خطرا على حياة المواطنين.

لكن لماذا هيلاري؟

هناك أسماء أخرى أيضا، هيلاري وفلويد وكاترينا وغيرها من العواصف والأعاصير التي تعرف بأسماء بشر، لكنها تركت أثرا قاسيا في أنفس من شاهدوها أو خسروا أقاربهم وممتلكاتهم خلال مرور العاصفة.

من يُسمي الأعاصير؟

تسمية الأعاصير والعواصف ليست مسؤولية فردية، كما أنها لا تتم بشكل عشوائي، إنما تحدد أسماء العواصف من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وفقا لنظام معد سلفا، وهو القوائم الأبجدية، بأسماء قصيرة لرجال ونساء يسهل تذكرها بحسب موقع الموسوعة البريطانية وتُبدل القوائم بشكل دوري كل ست سنوات.

قبل خمسينيات القرن الماضي اعتمدت عمليات التسمية على سنة وقوع الإعصار أو العاصفة وترتيب حدوثه زمنيا خلال أشهر السنة، مما أدى لحدوث ارتباك وصعوبة في تعرف الأفراد على الإعصار القريب منهم من خلال النشرات الإخبارية الإذاعية بحسب موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية، مما استدعى ضرورة إيجاد وسيلة لتسمية العواصف والأعاصير بشكل منهجي.

ومنذ العام ١٩٥٣ أصبحت العواصف تُسمى بأسماء نسائية قصيرة، ولاحقا في العام ١٩٧٨ بدأ استخدام أسماء الرجال أيضا في عواصف شمال المحيط الهادئ، ثم في عواصف حوض المحيط الأطلسي في العام ١٩٧٩.

لماذا نساء؟

لا يوجد تفسير واضح لما نُسبت أسماء الأعاصير والعواصف في الخمسينيات للنساء حصرا، كما ورد في موقع شبكة هيستوري، إلا أنه يعتقد أن تقليد الإشارة إلى المحيط بضمير أنثوي في عالم البحرية لعب دورا في ترسيخ الأسماء الأنثوية للعواصف أيضا.

بيد أن الأمر فتح بابا لسوء استخدام إمكانية تسمية العواصف، ليُصبح وسيلة للتعبير عن المشاعر على نحو متحيز، كإطلاق أسماء الزوجات السابقات أو حتى الشخصيات العامة المكروهة على العواصف.

هل تتقاعد الأعاصير؟

في بعض الأحيان تترك الأعاصير أثرا مدمرا، وتقتل آلاف وتدمر الأعمال والطرقات على نحو يصعب تجاوزه سريعا، أو حتى مقارنته، في تلك الأحيان يحال اسم الإعصار أو العاصفة القاتلة للتقاعد، أي أنه لا يستخدم في دورات الأعوام المقبلة، ويُحذف من القوائم نهائيا، حسب موقع سي بي إس نيوز.

فعلى سبيل المثال حُذف الاسم "كاترينا" في قوائم الأسماء الأبجدية بشكل نهائي، كما حُذف اسم "إيدا" و "فلويد"، ومنذ العام ١٩٥٣ أُحيل ٩٤ اسم للتقاعد.