طالبان اليهودية.."القلب الطاهر" الذي ليس كذلك

"صرخة استغاثة" أطلقها في بداية العام مراهق من جنسية أجنبية ينتمي للطائفة، طلب فيها تمكينه من العودة إلى بلاده، إذ أجبر على الزواج في سن مبكرة.

صرخة المراهق كانت البداية لشكاوى وصلت سلطات غواتيمالا تتضمن زيجات قسرية، وفتيات صغيرات حوامل، وسوء معاملة، لتتحرك الشرطة.

وفي العقار الواقع في أوراتوريو، على بعد 60 كيلومترا جنوب غربي العاصمة غواتيمالا، استطاع القاضي الدخول؛ لكن الطائفة منعته من إجراء التحقيق كما ينبغي.

رغم ذلك فقد أحصى القاضي وجود 50 أسرة من جنسيات مختلفة تشكل جزءا من هذا المجتمع، إذ يعيش نحو 100 قاصر بينهم 29 طفلا، لكن الطائفة منعته مرة ثانية من استجوابهم أو التحقق مما توصل إليه وفقا لفرانس برس.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تداهم فيها شرطة غواتيمالا مقر الطائفة، فمنذ أن وصلت "طالبان اليهودية" من كندا عام 2013، داهمت قوات الأمن عددا من مبانيها نتيجة لشكاوى كان أبرزها فقدان قاصر بطلب من إسرائيل، ليستقر المقام بهذه الطائفة في أوراتوريو عام 2016.

في خطوة جريئة لكشف الحقيقة، هرب الدنماركي آدم بروديفسكي من الطائفة وكشف عن أسرارها المظلمة للعالم، بما في ذلك العنف المنزلي والتحكم العقائدي، في شهادة أمام المحكمة عام 2014 ليدفع باتجاه إطلاق تحقيق أدى إلى هجرة الطائفة باتجاه غواتيمالا.

وفي جلسة استماع استمرت 8 ساعات روى بورديفسكي قصته التي استمرت عامين داخل الطائفة، بداية من قصة زواجه المرتب من فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، مرورا بالإبعاد القسري للأطفال عن والديهم وعبادة الشخصية المحيطة بالزعيم الروحي للمجموعة، الحاخام شلومو هيلبرانس.

وأمر القاضي في هذه الجلسة بوضع 14 طفلا من الطائفة تحت رعاية أسر حاضنة في مونتريال.

ما كشفه بروديفسكي، أكده فرار الحاخام "إلعازر رومبلر" بعد اتهامه بالاعتداء على الأطفال وإساءة معاملتهم نفسيا وجسديا بين 2009 و2011، عندما كان يشغل منصب مدير مدرسة تابعة للطائفة في كندا أيضاً.

وأشارت المعلومات إلى أن الحاخام جرد أحد الأطفال من ملابسه وضربه لساعات، وضرب الآخر بمساعدة معلمين آخرين بدعوى الكذب.

وكان يفرض تجويع الأطفال ومنعهم من تناول أي طعام تقريبا، كما أنه كان يحظر عليهم تناول الأدوية، حتى في الحالات الطارئة، ما لم تكن هناك موافقة خطية منه.

لم يكن للمجموعة مكان للاستقرار، إذ كانوا يتنقلون بين بلدان مختلفة لممارسة طقوسهم بسريّة وفي الخفاء، بعيدا عن المدن، وفي حالة غواتيمالا مؤخراً، كانوا يسكنون في الغابات، وفقاً لوكالة فرانس برس.

ولصورة أوضح، يوضح الجدول الزمني التالي قضايا الطائفة على مر السنين:

إسرائيل في مطلع الألفية

• واجهت ليف طاهور التدقيق في إسرائيل بشأن مزاعم إساءة معاملة الأطفال والزواج القسري.

• بدأت إسرائيل في ترحيل أعضاء ليف طاهور، مشيرة إلى مخاوف بشأن أنشطتهم والتهديدات المحتملة للأمن القومي.

كندا 2003-2013

• ظهرت مزاعم عن إساءة معاملة الأطفال والزواج القسري والتعليم المحدود في مجتمعات ليف طاهور في كندا.

• أطلقت السلطات الكندية تحقيقا في مخاوف تتعلق برفاهية الأطفال داخل ليف طاهور.

• غادرت المجموعة كندا إلى أميركا الوسطى.

غواتيمالا 2014-2016

• أعربت السلطات الغواتيمالية عن مخاوفها بشأن رفاهية الأطفال وحقوق الإنسان داخل مجتمع ليف طاهور.

• واجهت ليف طاهور تحديات قانونية في غواتيمالا تتعلق بنزاعات الأراضي ومزاعم إساءة معاملة الأطفال.

المكسيك 2017-2020

• اعتقل أعضاء من جماعة ليف طاهور في المكسيك بتهمة اختطاف طفلين من والدتهما في الولايات المتحدة، وأدين العديد من أعضاء الجماعة وحكم عليهم بالسجن لتورطهم في القضية.

• واصلت السلطات المكسيكية التحقيق في أنشطة جماعة ليف طاهور وانتهاكات حقوق الإنسان المحتملة.

يستخدم الفارون من الطائفة وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا في نضالهم من أجل العدالة، إذ يشاركون قصصهم على صفحات مخصصة للناجين والناجيات فقط، وينشرون جرائم الطائفة ويدعون إلى مساءلة مرتكبيها.

ويسعى الفارون من خلال هذه المنصات إلى الضغط على صناع القرار لتشديد القوانين المتعلقة بالجماعات المتطرفة وحماية حقوق الضحايا.

ويستخدم الناجون هذه المواقع لعدد من الأسباب أبرزها:

• الشعور بالعزلة والوصم بعد ترك الطائفة، إذ توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي مساحة تمكنهم التواصل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة.

• تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للناجين بمشاركة قصصهم الشخصية، وتثقيف الجمهور حول الممارسات الضارة لطائفة ليف طاهور.
• يمكن أن يساعد هذا الوعي في منع الآخرين من الوقوع ضحية للطائفة ويمكنه أيضًا الضغط على السلطات لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

• وجودهم على مواقع التواصل أصبح موردا قيما للناجين الذين يبحثون عن معلومات حول المساعدة القانونية أو خدمات الصحة العقلية أو أشكال أخرى من الدعم.