لماذا يرفض "أهالي تيك توك" تعليم أطفالهم؟

الـUnschooling تريند تعليمي يدعو إلى ترك الطفل "يقرر بنفسه ما يريد تعلمه" دون أي توجيه أكاديمي رسمي أو عائلي.

بينما يدّعي مؤيدوه أنه يعزز الإبداع والاستقلالية، يشكك منتقدوه في قدرته على ضمان حصول الطفل على المعرفة الأساسية والمهارات اللازمة للنجاح في الحياة.

لكن يثير هذا النهج تساؤلات حول:

• جودة التعليم.
• عملية تقييم تقدم الطفل.
• إمكانية حصوله على فرص متساوية في المستقبل.

لكي ينجح الـUnschooling، يجب على الطفل تعلم أشياء "يريد تعلمها". على سبيل المثال، لو كان الطفل مهتما بعلم الفضاء، سيتعلم من خلال "حديثه فقط" مع الأهل.

تحكي المؤثرة "مامي أونامي" على تيك توك: "لا نقوم بتعليم أطفالنا أي شيء.. كل ما يتعلمونه هو الإجابة على أسئلتهم".

ثم تفتح صفحة من دفتر ملاحظات ابنها راينر البالغ من العمر الـ6 سنوات، حيث كتب كلمة "بيضة"، تليها "مصباح"، و"برطمان"، و"أسد".

وتبرر: "هو من قام بذلك. إذا لم تعجبك فكرة إرسال أطفالك بعيدا لمدة 40 ساعة في الأسبوع، ثق بأنه يمكنك اتباع اهتماماتهم وسيتعلمون كل ما يحتاجون إلى تعلمه، وليس ما يحتاجه الآخرون منهم لتعلمه".

في الواقع، ما يكتبه طفلها بعمر الـ6 سنوات يمكن لطفل بعمر الـ3 سنوات تعلمه في المدرسة.

توجد اختلافات جوهرية بين الـUnschooling والتعليم التقليدي، فمثلا يركّز التعليم التقليدي على نقل المعرفة والمهارات من خلال منهج دراسي محدد. بينما يركز الـUnschooling على اكتشاف الطفل لذاته وتطوير اهتماماته الشخصية.

ومع ذلك، يعتبر منتقدو الـUnschooling أن هذا النهج يفتقر إلى التنظيم والهيكل الذي يوفره التعليم التقليدي أو حتى التعليم المنزلي، مما يجعل الطفل غير مستعد للتحديات الأكاديمية والمهنية في المستقبل.

فإذا تُرك الطفل لاختيار "منهجه التعليمي"، سيؤدي ذلك إلى جهله بالمعلومات الأساسية للحياة، التي قد يكرهها الطفل في عمر صغير مثل الرياضيات، والأدب، والعلوم الأساسية.

في المقابل، ليس كل ما يوفره التعليم التقليدي بالضرورة "أفضل"، لكن قد يواجه الطفل صعوبات في الانتقال إلى بيئة تعليمية أكثر تقليدية في المستقبل، مثل الجامعة أو سوق العمل.

كما أن غياب الهيكل الدراسي والتقويم المنتظم يصعّب تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل، مما يؤثر على تقدمه الأكاديمي والمهني.

بعيداً عن المخاوف الأكاديمية، يرى أستاذ التربية في جامعة إنديانا روبرت كونزمان أن العزلة المحتملة للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، وفي عالم يركز بشكل متزايد على النزعة الفردية، فإن التعليم في بيئة محدودة يعيق تنمية العقلية المدنية والتعرض لوجهات نظر متنوعة.