لايف ستايل
.
بيتي، شابة كينية، تحلم بأن تصبح مضيفة في إحدى شركات الطيران بالخليج. تحقق حلم بيتي، بالعمل لدى الخطوط الجوية القطرية لـ 11عاما، قبل أن تقرر بيع ممتلكاتها في بلادها والتبرع بأموالها لقس وعدها بلقاء المسيح إن صامت حتى الموت.
بيتي، واسمها الكامل بيتريس أجانتا تشارلز، ليست الوحيدة التي انخرطت في هذه الممارسة الدينية المميتة. سبقها سنة 2016 كينيدي مواشارو، الذي باع أرضه بـ 140 ألف دولار وتبرع بها إلى القس بول ماكينزي ليموت بعد ذلك بشهرين في ظروف غامضة.
القس استخدم تلك الأموال لشراء قناة تلفزيونية للترويج لأفكاره التي تدر عليه المال وتنشر الموت في ربوع كينيا، بحسب صحيفة نايروبي تايمز.
قبل أن يصبح قساً، عمل ماكينزي سائق سيارة أجرة بالقرب من مركز شرطة في مدينة ماليندي الساحلية، شمالي مومباسا، بحسب الصحيفة.
في العام 2003، أسس ماكينزي، الذي لم يُعرف عنه الانتماء إلى أية طائفة مسيحية من قبل، كنيسته الخاصة مع زوجته، وانتقلا للعيش في قرية ميغينغو، بضواحي ماليندي. وذكرت نيروبي تايمز أنّ ماكينزي كان يدّعي التحدث إلى الرّب مباشرة ونجح في اقناع أتباعه بالصيام حتى الموت للقاء المسيح.
بعد تكاثر حالات الوفاة الغامضة لأشخاص بعد بيع ممتلكاتهم، أصبح القس ماكينزي محط اهتمام السلطات، التي نجحت حديثاً في فك خيوط اللغز.
في منتصف أبريل الحالي عثرت شرطة مقاطعة ماليندي غربي البلاد على مجموعة مقابر جماعية بمنطقة نفوذ القس. وبحسب وكالة رويترز، انتشلت السلطات 73 جثة حتى يوم 24 أبريل، لكن البحث لا يزال جاريا لانتشال المزيد من الجثث والبحث عن هؤلاء الذين يوشكون على الموت جوعاً.
يعتقد حسين خالد، العضو في منظمة هاكي أفريقيا التي أبلغت الشرطة عن الفاجعة، أن هناك أتباعاً للقس يختبؤون في الغابة لتفادي العثور عليهم أحياء، وذلك من شدة إيمانهم بصدقية وعوده.
القبض على ماكينزي في 14 أبريل، لم يكن السابقة الأولى، إذ سبق القبض عليه في 2019 و2023 على خلفية وفاة أطفال جوعاً، لكن أطلق سراحه في المرتين بكفالة تقدر بـ 700 دولار أمريكي.
في مقابلة مع موقع نايشون الكيني، نفى ماكينزي الاتهامات الموجهة إليه، مشيراً إلى أنه أغلق كنيسته، المعروفة باسم "كنيسة كود نيوز إنترناشونال" في أغسطس 2019، داعياً أتباعه إلى اتباع تعاليم المسيح بدلاً من تعاليمه.
في ظل التحقيقات والبحث عن ضحايا جدد، اتهم الرئيس الكيني ويليام روتو يوم الإثنين 24 أبريل القس ماكينزي بالإرهاب، مشيراً إلى أن مكانه السجن. وأوضح الرئيس روتو قائلا "ما نراه اليوم إرهاب، ليس هناك فرق. ماكينزي يتظاهر بأنه قس بينما هو مجرم خطير".
“
ماكينزي يتظاهر بأنه قس، بينما هو مجرم خطير
“
في تصريح لوسائل إعلام الكينية، وصف رئيس كنيسة "المسيح هو الجواب" (CITAM) كاليسو أوديدي، ما وقع بأنه حادث "مؤسف، وحالة ناتجة عن سوء تفسير الكتاب المقدس من قبل قس فرض على الناس الصيام من دون اتباع القواعد الإنجيلية في الصيام".
يضيف أوديدي أن القس ماكينزي كان يدفن الموتى سراً بدل إبلاغ السلطات بعواقب تعاليمه، ما اعتبره جريمة قتل.
أوديدي يفسر ما حدث بالقول إن الكنائس الرئيسية في كينيا تعمل منذ عدة سنوات لصياغة وثيقة مشتركة لتنظيم نشاط الكنائس في البلاد، لكن الكنائس المستقلة الصغيرة ترفض الانضمام إلى الاتفاقية المشتركة. موضحا أن الكنائس الرئيسية تنوي تقديم الوثيقة للحكومة لاعتمادها مرجعاً في التصريح لنشاط الكنائس في البلاد.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة