السجائر الإلكترونية.. أضرار كثيرة وإدمان مؤكد

هل تدخن وتريد الإقلاع عن التدخين؟ إذا كانت الإجابة نعم, سينصحك البعض باللجوء إلى السجائر الإلكترونية لأنها أقل ضررا وفقا لورقة خرج بها مجموعة من الباحثين عام 2014 تقول إن ما تفعله بجسم الإنسان لا يتعدى 4% من الحد الأقصى لضرر السجائر التقليدية.

لكن هذه الدراسة افتقرت وفقا للقائمين عليها إلى وجود أدلة دامغة لإثبات فرضيتهم، وأن ما توصلوا إليه مجرد "تخمينات"، لكنها انتشرت عالميا لتقول إن السجائر الإلكترونية أقل في ضررها من السجائر بنسبة 95%.

يقول استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة في أحد المراكز المتخصصة في العاصمة السعودية الرياض الدكتور محمود حسون لـ"بلينكس" إن للسجائر الإلكترونية عوارض جانبية حتى وإن كانت أقل من التدخين التقليدي، إضافة إلى احتوائها على مواد كيمائية تزيد من نسب الإصابة بالسرطان.

علاوة على ذلك، فإن النيكوتين الذي تحويه السجائر الإلكترونية يسبب الإدمان، ويؤخر نمو العقل عند الجنين بالنسبة للمرأة الحامل المدخنة ويؤخر نمو الأطفال تحت 12 سنة، بحسب حسون.

تشير بعض الأدلة إلى أن الشباب غير المدخنين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة من غير المستخدمين لكي يصبحوا مدخنين منتظمين، إضافة إلى أنها لا تقلل الضرر إذا ما استمروا في التدخين كما يفعل معظمهم.

ورقة 2014 اعتمدت عليها وكالة الصحة العامة الإنكليزية في مراجعتها لعام 2015 دون التحذير من أنها "تخمينات"، الأمر الذي دفع مجلة لانسيت الطبية الشهيرة للانتقاد بالقول عن الدراسة إنها "واهية للغاية" لتستخدمها الوكالة، مشيرة إلى أنها تتضمن تعارضا للمصالح لأن بعض الباحثين لديهم علاقات ببعض شركات التبغ.

على الرغم من أن هذه الحقيقة تم دحضها، إلا أنها لا تزال تؤثر على تفكير الناس، وترسخت في أذهانهم.

في الشرق الأوسط، تشير الدراسات التي أجريت بين عامي 2019 و2021 إلى أن المعتقدين بأن السجائر الإلكترونية أداة للإقلاع عن التدخين تتراوح بين 20% و69% من الذين شملهم الاستطلاع، فيما أشارت أخرى إلى أن الاعتقاد بأن السجائر الإلكترونية سبب لبدء التدخين بين غير المدخنين تتراوح بين 34.8 إلى 37.1٪.

وفقا لحسون فإن استخدام السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين لا ينصح به عادة إلا في وجود حالة ضرورية يكون فيها المريض على وعي كافِ وإرادة قوية للتوقف عن التدخين والسيجارة الإلكترونية خلال فترة لا تزيد عن عام كحدِ أقصى.

ولا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث التي أشار آخرها إلى عدم وجود فوارق جوهرية بين مدخني السجائر الإلكترونية والمدخنين التقليديين في معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين خلال السنوات الستة الأخيرة.