لايف ستايل
.
أيساتا مامادو، سيدة موريتانية سمراء، فقدت زوجها بعد اعتقاله في ديسمبر 1990، فيما لم تتمكن فاطماتا ييرو من رؤية أخيها منذ ذلك الحين. أما بالنسبة للسيدة ميمونة، فالكارثة كانت أكبر عندما فقدت ٥ رجال من عائلتها.
حدث ذلك خلال أحداث عنف شهدتها موريتانيا بين 1989 و1990، في عهد الرئيس الأسبق محمد ولد سيدي أحمد الطايع، بسبب ترحيل الآلاف من الموريتانيين من ذوي البشرة السمراء الذين يسمون بـ"الزنج"، جنوبا إلى السنغال بحجة أنهم ليسوا من المواطنين.
تعتبر مامادو، وميمونة، وييرو، ثلاث فقط من مئات النساء الموريتانيات اللواتي يطالبن حالياً، في إطار "جمعية أرامل موريتانيا"، بالقصاص لأزواجهن الذين قالوا إنهم قتلوا على يد القوات الموريتانية خلال تلك الفترة.
قدمت "أرامل موريتانيا" طلبا للتسجيل في موريتانيا أول مرة سنة 1993 لكنها لم تتوصل لأي رد.
سنة 2006، قدمت الجمعية طلبا ثانيا لكن الشرطة طالبت بتغيير اسم الجمعية، وهو ما رفضته العضوات اللواتي يصل عددهن إلى 270.
في يوم الاستقلال الموريتاني ٢٨ نوفمبر من كل عام، تنظم "أرامل موريتانيا" احتجاجات لإحياء ذكرى الإعدامات، لكن سرعان ما تفرق الشرطة التجمعات باستعمال العنف وفي بعض السنوات تمتنع الشرطة عن إصدار الترخيص اللازم لتنظيم النشاط.
في مايو 2023 قررت جمعية "أرامل موريتانيا" بدعم من الاتحاد الإفريقي رفع قضية انطلاقا من السنغال ضد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
سبق أن رفعت "أرامل موريتانيا" شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد نظام ولد سيد أحمد الطايع، لكن لم يتم متابعة القضية لأن موريتانيا لم توقع على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
يأمل النشطاء الأفارقة بتكرار سيناريو محاكمة الرئيس التشادي السابق، حسين حبري في السنغال، مع ولد سيدي أحمد الطايع، الذي يقيم في قطر منذ الإطاحة به عام 2005.
يُتهم ولد سيدي أحمد الطايع بشن حملة تصفية عرقية ضد "الأفارقة الموريتانيين"، المعروفين محليا بـ "الزنج" الذين رأى أنهم يشكلون تهديداً لسكان موريتانيا من البيض، المعروفين محلياً بـ "البيضان" والمكونين أساساً من العرب والأمازيغ، والذين يسيطرون على السياسة والتجارة والأمن والجيش في البلاد.
التقسيم والتصنيف غير مرتبط باللون، إذ توجد مجموعة عرقية ثالثة يطلق عليها "الحراطين،" وهم مواطنون من ذوي البشرة السمراء كذلك، لكنهم مندمجون ثقافياً مع العرب ويتحدثون العربية، وبالتالي لا ترى الطبقة الحاكمة أنهم يشكلون تهديداً لها.
يقول إبراهيما صار، وهو أبرز زعماء الزنج في موريتانيا، إن قضيتهم تتعلق بمسألة التعايش مع العرب منذ تأسيس الدولة، ولا علاقة لها بالأوضاع الاقتصادية.
يقول إن "العرب (البيضان) الذين لا يمثلون سوى 20٪ من السكان، يحتكرون كل شيء من الثقافة وهوية الدولة والاقتصاد والإعلام، وبالتالي لن تستقر البلاد طالما استمر استبعاد الزنوج من فرصة الدفاع عن وطنهم".
يتهم ابراهيما صار السلطات الموريتانية بمنع أبناء الزنوج من الخدمة في الجيش الموريتاني والقطاعات الحكومية الأخرى.
يمثل العرب نحو ٦٠٪ من سكان البلاد، لكنهم منقسمون على أساس "لوني"، إلى عرب من ذوي البشرة البيضاء يُطلقون على أنفسهم اسم البيضان ويمثلون 20٪ من السكان، وعرب ذوي بشرة سمراء يمثلون 40٪ ويعرفون بالحراطين نسبة إلى لونهم المائل إلى السمرة.
يمثل الزنوج من الموريتانيين غير الناطقين بالعربية 40٪ من عدد السكان.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة