الزازا أو الزازئيون هم مجموعة عرقية أصلهم من إيران يتواجدون في شرق الأناضول في ولايات عديدة منها: كدياربكر، وأرزيجان، وبينغول، ويتركزون في ولاية تونجلي. وعلى الرغم من أن المصادر الرسمية لم تذكر عددهم إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن أعدادهم تتراوح بين ١.٥ إلى ٣ مليون نسمة.

يتكلم الزازا اللغة الزازاكية وهي مشابهة بنطقها للفارسية لكنها تكتب بالأحرف اللاتينية. ونشط الزازائيون في الفترة الأخيرة حيث شكلوا جمعيات حقوقية للدفاع عن حقوقهم وقوميتهم.

بعد أن كان نائب رئيس الوزراء، يشغل حالياً جودت يلماز منصب نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ينحدر من شرق الأناضول ويتبع طائفة الزازا.

في ولاية تونجلي لم يحصل أردوغان إلا على ١٧.١٩٪ من أصوات أهالي الولاية، فيما حصل منافسه كليجدار أوغلو على ٨٢.٨١٪ من الأصوات حسب موقع TRT.

بالعودة إلى التاريخ، أنشأ الزازائيون عام ١٩٣٧ حركة تمرد سلمية ضد سياسة التتريك التي مارسها عليهم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك. حاولت القيادة التركية أن تجعل كل الأطياف الموجودة في تركيا مسلمة سنية، وذلك من خلال عدم الاعتراف بحقوقهم الثقافية واللغوية.

وعلى مدى أكثر من ستين عاما لم يكن من المسموح للمواطنين أن يتكلموا غير اللغة التركية على الملأ. ومنذ العام ١٩٢٨ غالى القانون في حقوق الأقليات مثل الطائفة الكردية وكان يعاقبهم في حال تكلموا بلغتهم. استمر ذلك حتى العام ١٩٩١ حيث سمح بتداول اللغة الكردية والزازاكية في الشارع فقط. وفي ٢٠١٣ ساد سلام محدود بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، وبناء عليه أقرت الحكومة إصلاحات قانونية واجتماعية شملت حقوقاً لغوية للأقلية الكردية، بحسب نفس المصدر.

لم ينجح الزازائيون في تغيير الكثير من خلال الحملات والجمعيات للمطالبة بحقوقهم. وبحسب دراسات، ما زالت هذه الأقلية تمارس الضغط على الحكومة من أجل الاعتراف باللغة والثقافة الزازاكية.

ويطالب المنتمون لهذه الطائفة بالسماح بتعليم اللغة الزازاكية في المدارس والمعاهد، كما يطالبون بزيادة مدة البث الإعلامي الرسمي بلغتهم وتعزيز مضمونه.

منذ بداية حملاتهم اتبع الزازائيون الأسلوب السلمي في عملهم النضالي ولم يلجأوا إلى السلاح أو المواجهة العسكرية مع السلطات التركية، بحسب نفس الدراسات.