لايف ستايل
.
التغيّر المناخي، وحرب غزة، والصيف الحارّ جداً في إسبانيا بالتحديد.. كلها عوامل وضعت إنتاج الزيتون في دائرة الخطر. وبات "المتّهم" في تهديد الحمية المتوسطية.
تحتلّ الحمية المتوسطية، أو حمية البحر المتوسط، مرتبة مهمة في خريطة النظام الغذائي الصحي. ويشكّل زيت الزيتون مكوّنا غذائيا رئيسيا فيها، إلى جانب المواد الأخرى منها الحبوب والخضروات.
وتتمتّع هذه الحمية بفوائد عديدة، أهمها الحماية من أمراض القلب وإنقاص الوزن، فما هي أزمة إنتاج الزيتون؟، وهل من بديل عن الزيتون؟
زيت الزيتون، يسمى السائل الذهبي، نظراً للعناصر الغذائية التي يحتوي عليها، والمفيدة لصحة الجسم.
يتم زرع شجرة الزيتون في مختلف أنحاء العالم، خاصة منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، والهند.
وتعتبر الحمية المتوسطية، أو حمية البحر المتوسط، الغنية بزيت الزيتون، من أهمّ الأنظمة الغذائية،إذ تحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب، من خلال المحافظة على جريان الدم بشكل صحي، وتخليص الشرايين من الكوليسترول، وفق ما ذكرته دراسة إسبانية. كما أنّ من منافع هذه الحمية أنها تقلّل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
تساعد الدهون النباتية مثل زيت الزيتون البكر Virgin olive oil والمكسّرات، على إنقاص الوزن عندما يتم تناولها ضمن وجبة طعام صحية، مثل حمية حوض البحر المتوسط، كما ذكر د. رامون إيستروس من جامعة برشلونة.
وقال الباحث ألبارو إيرنايث، من مستشفى معهد ديل مار الطبي في برشلونة: "تحسّن حمية البحر المتوسط الغنية، بزيت الزيتون البكر، وظيفة الكوليسترول المفيد".
تتعدّد منافع زيت الزيتون الغذائية، التي تقي الجسم من الأمراض، من بينها:
هي حمية تعتمد، بشكل رئيسي، على مواد غذائية موجودة في المطبخ اليوناني والإيطالي، ذات أصل نباتي، منها: الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والمكسرات والأعشاب، والتوابل.
تتميّز بأنها تركّز على زيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون المضافة الصحية غير المشبعة، والمعروف بانخفاض نسبة الكوليستيرول فيه.
تتضمّن هذه الحمية بعض المواد الغذائية من أصل حيواني مثل اللحوم ومنتجات الحليب والدواجن، والأسماك الدهنية بشكل خاص (السلمون والسردين) الغنية بالـOmega 3، التي تحافظ على صحة القلب وتفادي الجلطات الدموية.
تعتمد على تناول 5 حصص على الأقل يومياً من الخضار والفواكه، وتناول الأرز والمعكرونة الكاملة، والبطاطا بقشرتها الغنية بالألياف الغذائية.
تتجنب تلك الحمية المكسرات المضاف لها الحلوى، مثل الشوكولاتة أو المحمصة بالعسل، أو المضاف لها الكثير من الملح، وتستخدم الأعشاب والبهارات عوضا عن الملح في الطبخ والطعام.
مع ارتفاع أهمية استخدام زيت الزيتون، وفوائده على صحة الجسم، فإنّ أي خطر يهدّد محصول الزيتون يؤخذ على محمل الجدّ. ومؤخراً طرأت عوامل عديدة وضعت موسم حصاد الزيتون ضمن دائرة الخطر، وأهمها: التغيّر المناخي، والحرب على غزة وارتفاع درجات الحرارة في أوروبا وبالتحديد في إسبانيا التي تشكّل أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم.
يعتبر التغيّر المناخي من الأسباب المباشرة، التي تساهم في تراجع حصاد الزيتون في مختلف البلدان. ذلك بسبب انخفاض إنتاجية الأشجار، بسبب التقلبات الجوية في فصل الشتاء وتغيّر معدّل هطول الأمطار. وهذا ما عانت منه كل من مصر، لبنان، الجزائر وتونس.
أما في فلسطين، وقبل الحرب على غزة، فإنّ إهمال المزارعين للأشجار والإفراط في استخدام المبيدات والأسمدة المصنعة كان وراء انخفاض إنتاجية الزيتون.
ومع اندلاع الحرب على غزة، امتدّ الدمار ليشمل أشجار الزيتون، واستغلّ المزارعون فترة الهدنة لجمع ما تبقى من محصولهم من الزيتون. ولكن "الحرب دمرتنا كتير. خالص ما فيش إنتاج نهائيا. كل الثمار والشجر كله على الأرض"، كما قال أحد المزارعين فتحي أبو صلاح.
وبالنسبة لإسبانيا، التي تزود العالم عادة بـ50 ٪ من زيت الزيتون في العالم، يثير الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة جداً مخاوف من تسجيل "كارثة" في قطاع إنتاج زيت الزيتون.
ويقول مدير عام تعاونية "دي كوب" الرائدة في مجال الزيتون في إسبانيا، رافائيل سانشيز دي بويرتا: "بالإمكان تحمل عام سيّء، فهذا جزء من تقلبات الزراعة. لكن مع عامين سيئين متتاليين، يكون الوضع كارثياً. بات كثيرون بالفعل على شفير الهاوية".
إنّ زيت الزيتون البكر هو الأفضل، سواء للطبخ أو لتناوله مع الطعام. ولكن ما البديل عنه؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة