خوذة "ذكية" تحوّل أفكارك إلى نص مكتوب

ابتكر فريق من الباحثين الأستراليين، في مركز الذكاء الاصطناعي الذي يتمحور حول الإنسان GrapheneX-UTS – جامعة سيدني، خوذة تعمل بالذكاء الاصطناعي لقراءة الأفكار Mind-reading helmet.

هذه التقنية غير الجراحية، تمكّن من فكّ تشفير الأفكار وتحويلها إلى نص. إذ تقوم بترجمة إشارات المخ إلى نصوص قابلة للقراءة. فالخوذة مغطاة بمستشعر يراقب النشاط الكهربائي للشخص الذي يرتديها أثناء التفكير، وتستطيع تحويل الأفكار الصامتة إلى كلمات مكتوبة.

ويمكن للتقنية أن تُحدث ثورة في رعاية المرضى، الذين فقدوا القدرة على الكلام بسبب السكتة الدماغية أو الإصابة بالشلل.

ويعتقد الفريق أنّ هذا الابتكار، من شأنه أن يسمح بالتحكم السلس في الأجهزة (الأطراف الإلكترونية والروبوتات). الأمر الذي يسمح للبشر بإعطاء التوجيهات بمجرد التفكير فيها.

وقد تم اختيار الدراسة لعرضها في مؤتمر NeurIPS الذي يُعقد في New Orleans، وهو اجتماع سنوي يعرض الأبحاث الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

وقال الباحث الرئيسي في الفريق، البروفيسور سي تي لين، بأنّ هذا البحث يمثّل خطوة رائدة في ترجمة موجات EEG (ElectroEncephaloGram) مباشرة إلى اللغة. وتستخدم هذه التكنولوجيا خوذة بسيطة فوق الرأس لقراءة ما يفكر فيه الشخص.

ولاختبار هذه التقنية، أجريت تجارب على مجموعة من الأشخاص، عُرضت عليهم جملة أو عبارة على الشاشة وكان عليهم التفكير في قراءتها. ثم عرض نموذج الذكاء الاصطناعي ما ترجمه من الموجات الدماغية للمشارك.

وأشار الفريق إلى أن درجة دقة الترجمة بلغت حوالي 40%، ويواصل العمل عليها لتصل النسبة إلى 90%.

في خطوة طبية "ذكية"، قامت شركة Neuralink الناشئة المتخصصة في علوم الأعصاب والتابعة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، بتطوير شريحة كومبيوتر بحجم العملة المعدنية، لعلاج بعض الأمراض العصبية: الألزهايمر، والخرف، وإصابة النخاع الشوكي، وفقدان الذاكرة والاكتئاب.

تسعى الشركة إلى البحث عن أشخاص مصابين بالشلل، لاختبار جهازها التجريبي. وسيتمّ استخدام الروبوت، لوضع واجهة دماغية حاسوبية (BCI) تُزرع جراحياً في المناطق المسؤولة عن وظائف الحركة والإحساس في الدماغ.

وصُمّمت هذه الرقائق لتفسير الإشارات المنتجة في الدماغ، ونقل المعلومات إلى الأجهزة عبر الـ Bluetooth. الهدف منها تمكين المشارك من التحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح باستخدام أفكاره فقط.

وواجهت في البداية تقنية زرع الرقائق الإلكترونية في الدماغ البشري، رفضاً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، بناءً على المخاوف المتعلّقة بالسلامة، مثل بطارية الليثيوم الخاصة بالجهاز، واحتمال أن تهاجر الأسلاك الصغيرة إلى مناطق أخرى من الدماغ، وإمكانية إزالة الجهاز من دون إلحاق الضرر بأنسجة المخ.

وعملت Neuralink على الحدّ من هذه المخاوف، وحصلت على موافقة FDA لإجراء اختباراتها على البشر. وتسعى هذه الرقائق إلى مساعدة الناس في حالات مرضية عدة، كالشلل والعمى، وبعض الأشخاص ذوي الإعاقة على استخدام أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول، من خلال ربط الدماغ بأجهزة الكمبيوتر.

ابتكرت هديل أيوب، باحثة ومخترعة سعودية، عام 2018 قفازاً ذكيّاً BrightSign يقوم على ترجمة لغة الإشارة إلى كلام ونص مكتوب. يعمل الجهاز من خلال سماعة وشاشة صغيرتين مدمجتين في القفاز، وأدوات استشعار تتبع حركة الأصابع واتجاهات اليد.

يرتبط القفاز بتطبيق على الهاتف النقال، ويتعلّم من المستخدم ويترجم لغة الإشارة الخاصة به، من خلال تسجيل المرادفات الخاصة بكل إشارة يؤديها. ويخزّن القفاز كل الكلمات، ليصبح لديه قاموس الإشارات الخاص بالمستخدم.

صمّمت هديل القفاز ليعطي صوتاً لمن لا صوت له. هو ينطق بمعظم لغات العالم، ويمكن أن يستخدمه الصمّ والبكم، الأطفال المصابون بالتوحد، وكبار السن ممن فقدوا القدرة على النطق. ويمتلك ميزة التحكم في الصوت، ليعكس صوت طفل أو امرأة أو رجل.

يذكر أنّ ملايين الأشخاص في العالم، يعانون من مشكلة في النطق ويعتمدون لغة الإشارة للتواصل. في وقت يحصل حوالي 2% على التكنولوجيا التي يحتاجونها من أجل التواصل، بسبب ارتفاع سعر الأجهزة أو عدم تكيّفها مع الحالة. وجاء قفاز هديل أيوب ليكون سعره متناسبا مع فئة كبيرة من المجتمع، وبدأ استخدامه أيضاً في عدد من المدارس في لندن، لمساعدة الطلاب في التحصيل العلمي.