الوشم.. ماذا لو تحوّلت الرسمة إلى خطر جلدي؟

في حديث لبلينكس، يعرّف الاختصاصي إيلي رحمة التاتو بأنه فنّ قديم، كان يُعتمد بين أفراد القبائل كرمز للشجاعة، والانتماء لطائفة معينة، ووسيلة للتعريف عن القائد ورتبته، وحتى كتعويذة للحماية من المخاطر. أما اليوم فهو يُستخدم أكثر لأسباب جمالية وتذكارية.

أخذ التاتو يتطوّر في الغرب ليدخل ضمن ثقافة الشعوب. ووصل في الثمانينيات والتسعينيات إلى منطقة الشرق، إلاّ أنه في البداية كان غير مرغوب فيه في المجتمعات العربية و"عيب"، وكانوا يربطونه أكثر بالأشخاص الذين يدخلون السجن أو يقودون الدراجات النارية. لكن سرعان ما تطوّرت تلك النظرة.

وينصح إيلي كل شخص دون سنّ الـ18 عاما بعدم عمل تاتو، قبل أن يكون واثقا ممّا يريد القيام به ومقتنعاً بالرسم.

ويقول من خلال عمله، إنّ جيل الشباب بين 23 و40 سنة هم الأكثر إقبالاً لرسم الوشم. ولكن مؤخراً، ثمة إقبال أيضاً من الأشخاص الكبار في السن.

هناك معتقد بأنّ التاتو يستخدم في معالجة بعض المشاكل الجلدية، مثل البهاق وعلامات التمدد في الجسم وأمراض اضطراب صبغة الميلانين. لكن اختصاصية جلدية وتجميل ومكافحة أمراض الشيخوخة الدكتورة مروة عيد، أكدت لبلينكس أنّ التاتو ليس علاجا، لكنه يساهم في تحسين الشكل.

وأضافت: "حتى يومنا هذا، ليس هناك من تاتو طبي، نستعمله لعلاج المشاكل الطبية تجميلياً دون التسبّب بضرر".

هذا ويؤثر التاتو على البشرة كما على الصحة النفسية، إذ يتأثّر الشخص نفسياً في حال لم يعجبه التاتو ولم يتمكّن من إزالته بشكل نهائي.

أما التأثيرات الجسدية والأمراض التي قد تنتج عنه:

• احتمال التعرّض لحساسية مفرطة سواء في مكان التاتو أو في أماكن أخرى من الجسم، وقد يستغرق العلاج أكثر من أسبوع.
• طفح جلدي.
• احمرار مكان الوشم.
• ندبة غير منتظمة الشكل.
• عدوى بكتيرية قد تصل إلى الدم.
• ورم في الجسم.
• حكة وألم.
• يصعب القيام مثلاً بصورة رنين مغناطيسي، نتيجة تفاعل الجهاز مع التاتو.

بالنسبة للعلاج، يتمّ تحديده بعد تحديد الحالة. ممكن أن يكون علاجاً موضعياً، تناول مضادات حيوية ومضادات تحسّس، أو حقن مغذيات بالوريد.

في أغلب الحالات، يتمّ ازالة بنسبة تصل إلى 90 أو 95%، على حدّ قول مروة عيد، التي أشارت إلى أن ذلك يعتمد على نوع الوشم، والصبغة المستعملة، ولون التاتو، وعمقه.

ويبقى القليل من الأثر نتيجة عدم امتصاص صبغة التاتو لليزر بشكل كامل. ولكن إزالة التاتو ليس بالإجراء السهل، ويحتاج جلسات متعددة.

ويعتبر الليزر هو الجهاز الوحيد لإزالة التاتو. ويعتمد على أطوال موجية معينة، بحسب نوع الوشم وعمقه ولونه، وأيضا لون البشرة.

وعلى الرغم من انتشار بعض الوصفات المنزلية لإزالة الوشم على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تنصح د. مروة باعتمادها لأنها قد تسبّب التهابا في الجلد وحساسية، بل يفضّل التوجه إلى العيادة واستشارة الطبيب المختصّ.

يشدّد إيلي على أهمية اختيار الـtattoo artist المناسب لتنفيذ "الرسمة"، وأن يختار المكان "الموثوق". كما أن نظافة المكان والأدوات من الشروط الأساسية في هذا العمل.

وعن عملية تنفيذ الوشم، يبدأ إيلي بالتعرّف إلى الزبون وشخصيته، والوشم الذي يرغب القيام به والمكان، والاستفسار عن معنى التاتو وخلفيته ليبدأ تحضير design. ويتمّ تعقيم المكان المحدد قبل تنفيذ الوشم.

وتتنوّع أنواع التاتو منها الدائم، والمؤقت، والتجميلي، والحناء. ويتمّ استخدام الحبر الخاص بكل واحد منهم، ووضعه بطريقة الـ "shadow" أو التظليل على الجلد، ويمكن إزالته بسهولة؛ أو الحقن بالإبر داخل الجلد، وهو الوشم الدائم.

وتعتبر الرقبة، والمفاصل، من أصعب الأماكن لرسمه.

ويوجّه إيلي رحمة بعض النصائح لكلّ من يرغب برسم التاتو:

• عدم تناول الكحول أو المواد المخدرة قبل 24 إلى 48 ساعة.

• ألا يكون مصاباً بمشاكل صحية مثل السكري وسيلان الدم.

• إزالة الشعر في المكان الذي يرغب رسم التاتو عليه.

أما ما بعد التاتو، فمن المهمّ ترطيبه حتى يتمّ تقشيره، وعدم التعرّض كثيراً لأشعة الشمس للمحافظة على لون الوشم.