طفلك خياله واسع؟ إليك الحلول

تشير الأبحاث إلى أن الكذب يزداد مع تقدم العمر. وحوالي ثلث الأطفال في سن 3 سنوات يكذبون، مقارنة بأكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات. وهذا جزء طبيعي من الطفولة. ولكن الأسباب الكامنة وراء الكذبات تختلف.

إليك أهم 5 أسباب لكذب الأطفال بحسب الأبحاث:

• الخوف من العقاب:

أحد الأسباب الأكثر شيوعا لكذب الأطفال هو الخوف من العقاب. يكذب الأطفال لتجنب الوقوع في المشاكل أو مواجهة عواقب سلبية لأفعالهم. وفي الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الخوف يحول الأطفال إلى كذّابين أفضل.

• طلب الاهتمام:

غالبا ما يكذب الأطفال لجذب انتباه آبائهم أو مقدمي الرعاية، إذا شعروا بالإهمال أو التجاهل، فقد يبالغون في القصص أو يختلقون الأحداث لجذب الانتباه الذي يتوقون إليه. ويكذب الأطفال بدافع الفضول أو من أجل المتعة، واختبار حدود الحقيقة والعواقب.

• الخلط بين الواقع والخيال:

يتمتع الأطفال بمخيلة حية. وفي بعض الأحيان، قد "يتحمس" طفلك، ليصبح الخط بين الواقع والخيال ضبابيا. ويخلقون قصصا متقنة كشكل من أشكال اللعب، ليس بالضرورة بقصد الخداع بل كوسيلة للتعبير عن إبداعهم.

• التأثير الاجتماعي:

يمكن أن يساهم ضغط من الأصدقاء، peer pressure، والرغبة في الاندماج أيضا في كذب الأطفال. ويقوم بعض الأطفال باختلاق قصص لتتوافق مع أصدقائهم.

• التنظيم العاطفي:

إذا لم يكذب الأطفال لأحد الأسباب السابقة، فقد يكذبوا كوسيلة للتعامل مع المشاعر الغامرة، مثل الشعور بالخجل أو الذنب أو الخوف من إحباط والديهم، فيبدو الكذب وسيلة لتجنبها.

يقول الطبيبان ماثيو روس، وكارول برادي في دراسة إنه من المهم أولا التفكير في وظيفة الكذب، بسبب وجود ٣ مستويات للكذب، ولكل مستوى طريقة للتعامل مع الطفل.

الكذب من النوع الأول

عندما يتعلق الأمر بالكذب بهدف جذب الانتباه، يقول الدكتور روس إنه بشكل عام، من الأفضل تجاهله. وبدلا من القول بقسوة: "هذه كذبة. أعلم أن هذا لم يحدث لك"، يقترح أسلوبا لطيفا، دون عقاب، وأيضا دون إعطاء الكثير من الاهتمام.

الكذب من النوع الثاني

إذا كانت الكذبة مبالغا فيها بشكل كبير، يقول الدكتور روس، يمكن للوالدين أن يكونا أكثر شفافية من خلال "التوبيخ الذكي"، كأن يقول أحدهما: "لماذا لا تحاول مرة أخرى وتخبرني بما حدث بالفعل؟"

الكذب من النوع الثالث

إذا كان هناك شيء أكثر خطورة، مثل كذب الأطفال الأكبر سنا بشأن مكان وجودهم، فيمكن للوالدين التفكير في حدوث عواقب. يجب أن يكون الأطفال واعين أنه ستكون هناك عواقب لهذا النوع من الكذب.

مثل كل العواقب، يوصي الدكتور روس بأن تكون قصيرة الأجل، وليس مبالغا فيها، ما يمنح الطفل فرصة للعودة إلى ممارسة سلوكيات أفضل. بعض الأمثلة: حرمانها من الهاتف لفترة من الوقت، أو تكليفها بالقيام بعمل منزلي روتيني.

هناك بعض الاستراتيجيات التي بإمكانك اتباعها في حياتك لمنع طفلك من التحول إلى "الراعي، في قصة الراعي والذئب"، ومنها:

أن تكون الحقيقة قاعدة منزلية

قم بإعلان قاعدة منزلية واضحة تؤكد على أهمية الصدق. سيضمن هذا أن يفهم أطفالك درجة تقديرك للحقيقة، حتى عندما يكون من الصعب قولها.

ناقش عواقب الحقيقة مقابل الكذب

بغض النظر عن عمر طفلك، من المهم توضيح الفرق بين عواقب قول الحقيقة والكذب. ومع ذلك، عليك أن تدرك أنه حتى سن الـ4 تقريبا، لن يفهم الصغار الفارق بين الأكاذيب والحقائق.

في حال الكذب يمكنك اتباع هذه التكتيكات:

التحذير

أعط أطفالك تحذيرا واحدا عندما تكون واثقا إلى حد ما من أنك كذبت عليهم. على سبيل المثال، قل بهدوء: "سأعطيك فرصة أخرى لتخبرني بالحقيقة. إذا أمسكت بك تكذب، فسوف تتلقى عواقب إضافية".

ومن المفيد تكرار ما ستكون عليه نتيجة الكذب. لكن ركز على تعليم المسؤولية والصدق، بدلا من إلقاء اللوم على طفلك أو فضحه.

ناقش العواقب مع طفلك

تحدث مع طفلك عن عواقب الكذب. اشرح لهم أن عدم الأمانة سيجعل من الصعب عليك تصديقهم في المرة القادمة، حتى عندما يقولون الحقيقة. والأشخاص الآخرون لا يميلون إلى الإعجاب أو الثقة بالأشخاص المعروفين بالكذب.

ساعد طفلك على إعادة بناء الثقة

إذا كان لدى طفلك عادة الكذب، ضع خطة لمساعدته على إعادة بناء الثقة. على سبيل المثال، قم بإنشاء عقد سلوك يربط المزيد من الامتيازات بالصدق. عندما يقولون الحقيقة، سيكونون على بعد خطوة واحدة من استعادة المزيد من الامتيازات.

اطلب المساعدة المتخصصة

هناك أوقات يمكن أن يصبح فيها الكذب مشكلة خطيرة للأطفال. إذا كان كذب طفلك يبدو مرضيا، أو أنه يسبب مشاكل لطفلك في المدرسة أو مع أقرانه، فاطلب المساعدة المهنية لمعالجة كذبه.