لايف ستايل
.
دقة عالية في التشخيص تفوق ٩٠٪، وبعمر مبكّر يبدأ من الـ٤ أشهر، هذا ما يقودنا إليه الذكاء الاصطناعي في تشخيص اضطراب التوحّد.
ما حدث يعتبر ثورة جديدة في مجال تشخيص الاضطراب الذي يعاني منه 1 من كل 100 طفل في العالم حسب منظمة الصحة العالمية WHO.
بالإضافة إلى الدقة العالية في التقييم، يسمح الـAI بالكشف المبكّر في عمر الـ4 أشهر، بينما تستلزم الطرق التقليدية، الانتظار حتى عمر الـ4 سنوات.
فكيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تشخيص التوحّد؟ وما الذي يمّيز هذا النظام عن الطرق التقليدية؟
الذكاء الاصطناعي هو التدخّل الوحيد في العالم، الذي يعتمد على معطيات فيزيولوجية وسلوكية للطفل من أجل تحديد اصابته باضطراب التوحّد.
يتمّ تشخيص الطفل مبكّرا في عمر الـ٤ أشهر، وبدقّة عالية تصل إلى 98.5%، وفق دراسة لباحثين من جامعة LouisVille في الولايات المتحدة.
بينما تُظهِر إحدى الدراسات المنشورة أن نسبة النجاح في التشخيص باستخدام الذكاء الاصطناعي تبلغ ٨٠.٥٪.
يعتمد الجهاز التقييمي بالذكاء الاصطناعي على تقييم القدرات العقلية للأطفال، أو ما يُعرف بتحليل بيانات معلومات الأطفال Information Processing، كما يقول لبلينكس الدكتور نور الدين الديري، الاختصاصي في التوحد واضطرابات النمو. ويساعد في تحديد اضطرابات التوحد، وفرط الحركة وتشتت الانتباه، والاضطرابات الذهنية العقلية.
تعتمد آلية عمل الذكاء الاصطناعي في تشخيص التوحد، ونوعه ودرجته، على البيانات، يتمّ الاعتماد على المحفّز البصري للطفل، من خلال تقييم ردة فعله بعد مشاهدة فيديو معيّن من الرسوم المتحركة ومقارنتها مع قاعدة البيانات الموجودة.
تمّ تسجيل براءة اختراع الجهاز في امريكا، وبالتالي فهو حاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الـ FDA التي تعتمد دوماً على مكاتب براءة الاختراع الامريكية. والجهاز معتمد أيضاً علمياً من عدة جامعات بحثية، منها جامعات هارفرد وبعض الجامعات العربية.
يشير د. نور الدين إلى وجود قاعدة بيانات كبيرة للأطفال حول العالم تساعد على مقارنة المعطيات الفيزيولوجية والسلوكية بين الأطفال، من دون وجود أي خطأ بشري في التقييم.
إنّ التشخيص التقليدي لاضطراب التوحّد، يعتمد على طرق تقليدية تعود إلى عامي 1906 و1907 وأخرى تعود لعام 1960.
تعتمد هذه الطرق على استبيان يجيب عليه الأهل من خلال مجموعة أسئلة من شأنها أن تساعد على تشخيص حالة الطفل.
ومن المتوقّع أن تكون الأجوبة نسبية وغير واضحة، أو يكون الأهل رافضين لفكرة وجود مشكلة لدى الطفل، الأمر الذي يؤثّر على نتيجة الفحص.
ويقوم التشخيص التقليدي للتوحّد على:
بينما في الذكاء الاصطناعي:
يعرّف د. نور الدين الديري التوحّد، بأنه عبارة عن اضطرابات نمائية تؤثر على طرق تواصل الطفل مع العالم الخارجي، سواء التواصل البصري أو اللفظي أو الاجتماعي، من دون التأثير على القدرات الاستيعابية لديه.
تبدأ أعراضه بالظهور بعمر سنة ونصف السنة، أو سنتين، ويبدأ الأهل بملاحظة التراجع السلوكي لدى الطفل ومشاكل في اللغة.
والتوحد اضطراب وليس مرضا، ويُقسم إلى 3 أنواع:
1. التوحد الحقيقي: مرتبط بطفرة جينية
2. التوحد الكاذب: قد ينتج عن أسباب عضوية مثل مشاكل في الجهاز الهضمي والجهاز العصبي
3. التوحد المكتسب: عبارة عن توحد كاذب لم يتمّ علاجه
أما العلامات التي تُنذر بإصابة الطفل به متعددة، أهمها:
وينوّه الدكتور نور الدين بأنّ وجود هذه الأعراض لدى الطفل، لا يعني بالضرورة معاناته من التوحّد. "من الممكن أن تكون مؤشّرا لمشاكل أخرى في الجهاز الهضمي، في الأذن، مشاكل عضوية وغيرها"، بحسب الدكتور.
ومن المهم إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الحالة، وهو ما يمكن تحديده بدقة أكبر عن طريق الـAI.
ويشير الدكتور نور الدين إلى أنه في شهر فبراير ٢٠٢٤، كشفت دراسة جينية أن 4 من 130 طفلا تمّ تشخيصهم بالتوّحد الحقيقي. أما الباقي، فتمّ تشخيصهم بـ"التوحد الكاذب" بسبب معاناتهم من مشاكل عضوية.
تعود أسباب التوحد إلى مضاعفات حدثت:
ويعتبر التلفزيون والتكنولوجيا، من العوامل المساندة للتوحّد وليست سببا رئيسيا. وعند تأخّر التشخيص بالتوحّد الحقيقي بشكل خاص، يتسبّب ذلك بتأخير التأهيل والتدريب والعلاجات الأخرى، وتسوء الحالة.
أما التأخر في تشخيص "التوحد الكاذب"، فيؤدي إلى تحوله إلى مكتسب، ويصبح الوضع أسوأ كلما تطول مدة العلاج وتكون التكلفة عالية.
وقد تصل المضاعفات إلى حرمان الطفل الذهاب الى المدرسة، في حال سوء الوضع.
إلى جانب تأهيل النطق والتخاطب، يتحدّث د. نور الدين عن علاجات مُصاحبة، منها:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة