لايف ستايل
.
إنّ الخوف من الارتباط أو الالتزام بعلاقة هو أمر شائع وطبيعي، لكن إن وصل مرحلة التهرّب من العلاقة مع شريكك، وانعكس أيضاً على علاقتك مع من حولك، فأنت قد تعاني من رهاب الالتزام أو الـ Gamophobia.
يعاني شخص من ١٠ بالغين في أميركا وواحد من ٥ مراهقين، من هذا الاضطراب. وهناك أشخاص قد تعاني منه بصمت، أو ليست على علم بحالتها.
في حديث لـبلينكس، تنصح الاختصاصية النفسية كريستينا نخلة، بأهمية التنبّه للعلامات التي تُنذر بالخوف من الالتزام، والتوجّه عند الاختصاصي.
فما هو رهاب الالتزام؟ وكيف نعيد إصلاح العلاقة مع الالتزام والحب؟
رهاب الارتباط أو الـ Gamophobia هو رُهاب أو خوف شديد من الالتزام، وتحديداً الالتزام بالعلاقات.
وتشير كريستينا نخلة أنّ ما يميّزه عن الخوف العادي، أنه يكون قوياً جداً وغير منطقي "لدرجة تصل حدّ النفور والتهرّب من العلاقات"، على أن تستمرّ العوارض لدية لفترة لا تقلّ عن ٦ أشهر كي يتمّ تشخيصه بهذه الحالة.
إنّ هذا النوع من "الرهاب المحدّد"، كما يصنّفه الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية،
هو اضطراب نفسي "لأنّ الأسباب ليست فقط جينية وفيزيولوجية، بل نفسية وبيئية"، كما تقول كريستينا.
ويعيش الشخص الذي يعاني من هذه الحالة، صراعاً مع نفسه ليتمكّن أن يدخل في علاقة، كما قد يؤثّر ذلك على حياته اليومية والعملية وتكوين علاقات طويلة والمحافظة عليها سواء علاقة صداقة أو حب.
تختلف الـGamophobia عن الـ Philophobia أو رهاب الحب بشكل عام، بأنّ الشخص الذي يعاني من الجاموفوبيا يستطيع أن يحب وأن يستقبل حب الآخر، ويتراجع عن العلاقة عندما تقترب من الالتزام والزواج. أما الفيلوفوبيا، فإنّ الشخص يرتبط مع شريكه، لكنها ليست علاقة حب بل علاقة تفاهم والتزام.
يجد شخص الـ Gamophobia صعوبة في الدخول بعلاقة والارتباط، وقد يتجنّب الموضوع أحياناً. لكنه بالمقابل قد يخوض التجربة وإن لمدة قصيرة.
هناك عدة عوامل تلعب دوراً في رهاب الالتزام، منها: بيولوجية، وراثية، نفسية واجتماعية. تتحدّث كريستينا عن عدة أسباب تزيد نسبة خطر التعرّض لهذا النوع من الفوبيا، أهمها:
• أسلوب التعلّق غير الآمن.
• الضغط الديني والاجتماعي لضرورة الارتباط والزواج.
• الاضطرابات الشخصية، الانخفاض بتقدير الذات والثقة بالنفس.
• أن يكون الشخص ضحية لإساءة أو تنمّر أو اعتداء (جسدي، جنسي أو عاطفي).
• تربى ببيئة عائلة غير آمنة.
• أن يتعرّض الشخص لصدمة متعلّقة بالعلاقات والالتزام (خيانة، مغادرة الشريك).
• التعرّض لآراء سلبية وغير صحيّة حول الالتزام، خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة.
• أن يكون في العائلة شخص يعاني من هذه الحالة أو غيرها من أنواع الفوبيا المحدّدة.
• الاكتئاب والقلق.
• وجود اضطراب تعاطي المخدّرات والكحول.
إنّ مشاعر الخوف الشديد والذعر والقلق عند مواجهة الالتزام او حتى التفكير به، من أولى العلامات التي تظهر على الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب. يكون لديه "قلق استباقي" حتى لو لم يكن في علاقة، ولكن الفكرة تزعجه ويكون لديه صعوبة بالسيطرة على هذه المشاعر.
من العلامات الأخرى التي تساهم في الكشف عن الجاموفوبيا:
• سلوكيات التجنّب: يرفض مواعدة شخص أو يقبل مواعدته لفترة معينة.
• عدم الشعور بالأمان مع أي شخص.
• الخوف من الاختلاط مع اشخاص مرتبطين، خاصة إذا كانت علاقتهم جيدة مع الشريك، ويخاف أن يعرف أخبارهم وأن يراهم مرتاحين مع بعض وبعلاقة سليمة.
• عدم القدرة على التخطيط للمستقبل في حال كان مع شريك.
• عدم تقبّل إظهار ضعف عاطفي أمام الشريك.
• عدم تقبّل التسميات المتعلّقة بالشريك: boyfriend، girlfriend، أو حتى best friend.
تنصح كريستينا نخلة ببعض الخطوات التي تساعد الشخص في الحدّ من حالته، وأهمها اللجوء إلى الاختصاصي "لتعلّم الطرق الصحيحة والتقنيات العلمية، لمعالجة هذه الفوبيا والتخلص منها". وتشير الدراسات إلى أنّ العلاج السلوكي والتصوّري هو أفضل علاج في هذه الحالات.
إنّ الخوف الدائم من الالتزام قد يقود الشخص إلى تدمير علاقته بهدوء، والتمسّك بالشجاعة من أجل مواجهة هذه الفوبيا هي مصدر القوة "لاتّخاذ القرار بأننا بحاجة للمساعدة، والتوجّه عند المعالج النفسي من أجل الشعور بتحسّن".
إلى جانب العلاج، من الممكن أن يساعد الشخص نفسه من خلال:
• تقبّل الحالة أولاً ثمّ القراءة وتثقيف النفس عن الموضوع.
• مصارحة الشخص لشريكه والمقرّبين إليه.
• أن يعرف الشخص ماذا يريد: الالتزام بعلاقة أم البقاء لوحده.
• كتابة يومياته وأفكاره ومشاعره، وهو نوع من العلاج الذاتي.
• التصوّر: تمرين الذات من خلال أن يتصوّر حاله أنه يتخطّى خوفه.
• تحدّي الأفكار والمشاعر السلبية.
• تمرين "سلّم الخوف": يكتب الشخص بالتدرّج على شكل هرم كل ما يخلق لديه مشاعر الخوف الخاصة بالارتباط والالتزام، من أجل مواجهتهم.
• التغيير في نمط الحياة: نوعية الأكل، تنظيم النوم، الامتناع عن التدخين، ممارسة الرياضة، ممارسة تمارين اليقظة ليتقبّل الأفكار السلبية وعدم الاستسلام لها.
إنّ مفهوم الحب يختلف من شخص إلى اخر، ويختلف حسب الدين والعمر والنضوج وحتى القيم والعادات المجتمعية. اليوم تؤثّر السوشيل ميديا والبرامج الخاصة كما تطبيقات المواعدة، سلباً وايجاباً على مفهوم الحب والارتباط.
هنا تشير كريستينا إلى أنّ هذه الوسائل "الحديثة" ساهمت في خلق طريقة جديدة للتعرّف وحتى للتعبير عن الحب أدّت إلى نجاح العلاقة بين الشريكين. بالمقابل، ثمة من تضرّر من الأفكار "المثالية" التي تُنشر، و"التي غيّرت نظرتنا للحب والعلاقات وتوقعاتنا وطريقة تواصلنا". كما فُقدت لذّة التعرف المباشر، وفضّل الشخص المراسلة والبقاء في دائرة الراحة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة