8 نصائح لتخطّي "الخوف من الجمهور"

تكمن قيمة المعلومة بالقدرة على نقلها للآخرين بشكل واضح ومقنع، لذلك فإنّ مهارة الإلقاء واحدة من أهم المهارات التي يجب امتلاكها واتقانها. وتكمن أهمية هذه القدرة في مخاطبة الجمهور، وإيصال الرسالة بوضوح وثقة، سواء أكان التقديم أمام مجموعة من الناس المألوفين أو جمهور غريب عنك.

تتكوّن مهارة التحدث أمام الجمهور من ٣ ركائز أساسية:

1. المحتوى
2. لغة الجسد
3. الصوت

تذكر رلى بأنّ تأثير المحتوى على الجمهور لا يزيد عن ٢٠٪، و٨٠٪ هو تأثير لغة الجسد والصوت أي التواصل غير اللفظي. وغالباً ما تكون لغة الجسد أصدق من لغة الكلام، "فالجسم يتكلم.. وتعبيره أقوى مما ينطقه لسانك". وكلما عبّرت نبرة الصوت عن المضمون، كلما وصلت الرسالة بشكل أوضح، و"تقول النبرة ما تقوله الكلمات.. وقبل أن نسمع الكلمة، نسمع النبرة".

تعتبر مهارة التحدّث أمام الجمهور مهنة كل المهن، وهناك دراسات تبين أنّ القدرة على التواصل ومهارة الإلقاء والعرض، من أكثر المهارات المطلوبة في سوق العمل، كما تؤكّد رلى بولس لبس. ذلك "لأن الشخص الذي يمتلك هذه المهارة، فهو يمتلك من خلالها مفاتيح النجاح والتفوق بحياته المهنية والاجتماعية: الثقة بالنفس، التحكم بلغة الجسد، مهارات الصوت، القدرة على نقل الأفكار بوضوح وايجاز، والتواصل مع الاخر بشكل فعال، والقدرة على الإقناع والتأثير".

إنّ الخوف من التحدّث أمام الجمهور، مشكلة مكتسبة وتعزّز نفسها مع مرور الوقت. كما هي ظاهرة منتشرة عالمياً، وتمنع العديد من الموهوبين من استغلال قدراتهم.

ويؤثر رهاب التحدّث أمام الجمهور على حوالي 75٪ من سكان العالم، وفق موقع Osmosis، الذي أسسه طلاب من جامعة جونز هوبكنز، نقلاً عن National Institute of Mental Health.

تتحدّث رلى بولس عن ٤ أسباب رئيسية، تساهم بإصابة الشخص بالـGlossophobia:

1. الخوف من الانتقاد
2. الخوف من الاستهزاء
3. الخوف من المقارنة
4. الخوف من الاستهتار بقدرات الشخص

ويلعب النظام التعليمي دوراً في تعزيز هذا الرهاب، إذ أنه لا يقوم بتدريس فنّ الخطابة والإلقاء، كما يقوم بعض المعلّمين بمحاولة قمع تعبير الطلاب عن أنفسهم.

لذلك عند دخول سوق العمل، سيفتقر لمهارة الإلقاء والعرض. وعندما يضطر الشخص لتقديم عرض ما، قد يشعر بعلامات الخوف والقلق، وهي طريقة الجسم بالاستعداد للدفاع عن نفسه، ضد تهديدات يتصورها الشخص. كما يبدأ الدفاع بفرز مادة الادرينالين أو المنشطات، التي تزيد مستوى السكر في الدم. ومن الأعراض الشائعة التي تصيبه:

• ارتفاع ضغط الدم
• رغبة في الابتعاد والهروب من المكان
• تسارع في نبضات القلب
• التعرّق
• الرعشة
• ضيق النفس أو "اللهثة"
• الشد العضلي
• أوجاع في المعدة والجهاز الهضمي

الخوف من التحدث أمام الجمهور هو نوع شائع من القلق، ويتحوّل من مجرّد توتر خفيف إلى الشعور بالهلع. وقد تصل الحالة إلى تجنّب الشخص لمواقف تضطره للتحدث أمام جمهور كبير.

هناك بعض الخطوات التي تساعد للتغلّب على هذا النوع من الخوف، أهمها:

• التمكّن من الموضوع والتدريب الجيّد على المادة التي ستقدّمها، ممّا يقلّل الوقوع في الخطأ. والمحتوى الجيّد هو ما يؤدّي إلى متحدّث جيّد.
• التخطيط الجيّد للمعلومات، وتحضير الوسائل التي ستُعتمد أثناء التقديم (صوتية، مرئية).
• تحدّي المخاوف، خاصة وأنّ الإنسان عندما يخاف من شيء، يبالغ في تقدير احتمال وقوع شيء سيء. لذلك من المهم أن تدرك المخاوف، ومحاولة التصدّي لها.
• تصوّر نجاحك وتخيّل أنّ التقديم قد مرّ بخير. فالإيجابية ستساعد في تقليص الشعور السلبي تجاه اداءك امام الجمهور، وستخلّصك من القلق، لذلك حاول أن ترى نجاحك قبل أن يصبح حقيقة.
• ممارسة القليل من تمارين التنفس قبل العرض.
• التركيز على الذات وليس على الجمهور.
• الاعتراف بنجاحك وشجّع نفسك بعد العرض، حتى لو كان الأداء غير مثالي. ذلك لأن فرص النجاح تكمن في عدم انتقاد نفسك بشكل قاسي. و"الجميع يخطئ، وأي خطأ هو فرصة لتحسين مهاراتنا"، كما تنوّه رلى بولس.
• الحصول على الدعم من أهل الاختصاص، والمشاركة في دورات تدريبية.

إنّ التمتع بمهارة التحدث أمام الجمهور، تجعلك تمتلك مجموعة من المهارات التي تساعدك في الحياة المهنية والشخصية والاجتماعية، من أهم:

• مهارة التواصل الفعّال.
• القدرة على الإقناع والتأثير.
• التحكّم بلغة الجسد وإتقان مهارات الصوت.
• القدرة على سرد القصة.
• ثقة بالنفس عالية.

نظراً لأهمية هذه المهارة، تقدّم رلى بولس لبس بعض النصائح لكي يتمكّن الشخص من التحدث براحة أمام الجمهور:

• حبّ الذات كما هي وتقديرها، لأنّ الشعور بعدم تقدير الذات سيجعل من تجربة الوقوف أمام الجمهور مرتبطة بتصرف الجمهور، وفي حال لم يتلقّى ردة فعل إيجابية من الجمهور سينعكس ذلك سلباً عليه.
• إتقان التواصل غير اللفظي، أي لغة الجسد، فهو سلاح قوي لإبهار الجمهور.
• خلق انفعالات عند التحدث، وذلك من خلال اتقان مهارة الصوت والإلقاء عند نقل المعلومات. مما سيجعلك أكثر جاذبية وإقناعاً على المسرح أو المنصة.
• اجعل جمهورك يتفاعل معك، من خلال سرد القصة. لأنّ الناس تتذكّر القصص التي تحدثت عنها.

هذا وتساعد الثقة بالنفس في التحدّث بثقة أمام الجمهور، وتخطّي عامل الخوف. وممكن تعزيز هذه الصفة، من خلال: أمّا العناصر التي تعزّز الثقة بالنفس، للتمكّن من التحدث بثقة أمام الاخر ونتخطى عامل الخوف:

• لغة الجسد: كلما كان جسد الإنسان مستقيماً، كلّما يحسّن ذلك من النظرة إلى الذات ونظرة الآخر لنا.
• التواصل البصري: كلما كان للشخص الوعي للتواصل بشكل صحيح بصرياً مع الآخر، ذلك يزيده ثقة بالنفس. وهو ما ينعكس ايجاباً على الجمهور.
• وجود بيئة داعمة من الأهل والأصدقاء، تحسّن أيضاً من الأداء أمام الجمهور.
• معرفة الشخص لقيمته، من خلال تحديد نقاط القوة والضعف.
• عدم محاولة إقناع غيرك بنفسك وبقيمتك، بل يجب ترك النتائج تتحدث عنك. فالبعض يعتقد أنه يجب علية إرضاء الآخر، من أجل إثبات قدراته. وهذا يعتبر هدراً للطاقة.