لايف ستايل
.
في العصر الرقمي، وكثرة تصفّح السوشيال ميديا واستخدام أدوات تكنولوجية، تحوّل الموضوع من احتمال أن يتسبب ذلك بمشاكل صحية إلى مرحلة المعاناة من "أمراض التكنولوجيا" النفسية والجسدية.
يتحدّث البروفيسور لاري روزن من جامعة ولاية كاليفورنيا عن مفهوم الـiDisorder، بحيث هناك تغييرات في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات والتواصل مع الآخر، نتيجة الاستخدام اليومي لوسائل الإعلام والتكنولوجيا، ما يتسبّب بظهور علامات وعوارض لاضطرابات نفسية منها التوتر واضطرابات النوم. ومن الناحية الجسدية، آلام الرقبة وآلام إصبع الإبهام ومشاكل في العين.
ما هي أبرز المشاكل الجسدية والنفسية الناتجة عن التكنولوجيا؟ وما هي بعض خطوات "الديتوكس الرقمي"؟
يتسبّب الاستخدام الطويل لمختلف الأجهزة الرقمية من كمبيوتر وموبايل، بمشاكل في العين منها إجهاد العين الرقمي Digital) Eye Strain) بحسب جمعية البصريات الأميركية AOA.
تتفاقم هذه الحالة لدى الأشخاص الذين ينظرون إلى الشاشة لمدة أكثر من ساعتين يومياً بشكل مستمرّ. وخلال فترة كورونا ازداد استخدام الأجهزة الإلكترونية، وارتفع معدّله لدى الأطفال إلى 50 - 60٪ بسبب تحول الدراسة للأونلاين.
ويحدث إجهاد العين بسبب:
ومن أهمّ الأعراض التي تشير إلى إجهاد العين: الشعور بانزعاج في العين، عدم وضوح الرؤية، جفاف العين، ألم في الرأس...
الاستخدام المفرط لأجهزة التكنولوجيا وإرسال الرسائل النصية والإيميل أدّى إلى ظهور مشاكل وآلام في الرقبة، وهو ما أطلق عليه معالج تقويم العظام والاختصاصي بالإصابات الناجمة عن التكنولوجيا د. دين فيشمان، اسم "الرقبة النصية" Text Neck. يؤثّر هذا "الوباء العالمي" على ملايين الأشخاص، من فئات عمرية مختلفة.
من أبرز أعراض هذه الحالة:
من الخطوات الوقائية لتجنّب آلام الرقبة:
هل تنبّهت يوماً أنك أثناء استخدام الهاتف المحمول والتصفّح، أنك قد تصاب بآلام في اصبع الإبهام أو كما يسمّى "مرض إصبع الزناد" (Texting Thumb). وجد استطلاع للرأي بأن 43% من مستخدمي الهواتف الذكية عانوا من آلام الإبهام والتشنج في الأصابع والمعصم والساعد.
وقد تتطوّر الحالة إلى متلازمة النفق الرسغي، الناجمة عن ضغط الأعصاب، أو التهاب الأوتار.
تبدأ الأعراض الأولى لهذه المشكلة، بالشعور بالألم والخفقان في الأصابع واليدين والذراعين والكتفين. كما قد تتطوّر الأعراض إلى احمرار خفيف في اليدين وفي منطقة الكوع، التنميل والوخز. ومن إجراءات الوقاية التي يمكن اتّخاذها:
البريد الإلكتروني ليس "رفاهية" في العصر الرقمي الحالي، بل بات جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، خاصة وأنه دخل في برنامج تشغيل الهاتف الذكي من أجل استخدام تطبيقات معينة.
وفي عام ٢٠٢٢، وصل عدد مستخدمي البريد الإلكتروني عالمياً إلى ٤.٢٦ مليار شخص، ومن المتوقّع أن يرتفع إلى ٤.٧٣ مليار مستخدم سنة ٢٠٢٦.
بالتأكيد يسهّل الايميل العديد من الأعمال، لكن تلقّي إشعارات مستمرة وقراءة والرد على الرسائل، من شأنها أن تخلق نوعاً من الاكتئاب يُعرف بـ"قلق البريد الالكتروني" (Email Anxiety). وتعتبر المعالجة النفسية د. شارون لو أنّ هذا النوع من القلق يؤثر على الأداء اليومي في الحياة العملية والشخصية.
ارتفاع عدد مستخدمي الايميل حول العالم من ٢٠١٧ و٢٠٢٦ (المصدر: statista)
وغالباً ما ينتج هذا القلق من الضغط النفسي الذي يشعر به الشخص، حول كيف ومتى من المفترض الردّ على الإيميل، وردة فعل المتلقّي في بعض المواقف خاصة في حال تقديم مقترحات هامة أو حتى التقدّم بطلب وظيفة، فضلاً عن خوف البعض من استخدام اللغة المناسبة، وطريقة الكتابة بشكل "سليم" وعدم ارتكاب الأخطاء. وتصل الحالة بالبعض إلى الإدمان على تصفّح رسائلهم خارج نطاق العمل والتوتر لدى وصول أي إشعار جديد.
للتغلّب على هذا القلق، يمكن اتّباع الخطوات التالية:
تمّ إدراج "اضطراب ألعاب الفيديو"، ضمن قائمة التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشكلات المتعلقة بالصحة العقلية، لمنظمة الصحة العالمية. ومن المهمّ أن يكون اللاعب على دراية بالوقت الذي يقضيه في اللعب، لأنها تؤثر على إنتاجيته اليومية، وحياته النفسية والإجتماعية، لدرجة قد تصل إلى الإدمان عليها.
يتسبّب قضاء وقت طويل على الألعاب الإلكترونية بمشاكل صحية نفسية وجسدية، أهمها: قلة النوم، العزلة الاجتماعية، مشاكل جلدية في اليد نتيجة الاستخدام الطويل لوحدة التحكّم باللعبة، القلق، الاكتئاب، السكري، أمراض الروماتيزم، ضعف القدرة على التركيز، وحتى العنف خاصة الذين يدمنون الألعاب القتالية.
ظهر مصطلح FOMO لأول مرة عام ٢٠٠٤ وهو "الخوف من أن يفوتك أي شيء"، وسرعان ما لفت هذا المصطلح الانتباه إليه مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وخوف البعض من أن يفوتهم أي شيء أو الشعور بعدم الانتماء إلى المجتمع والاستبعاد الاجتماعي.
ويتسبّب هذا الأمر بمشاكل جدية منها قلة النوم، انخفاض الإنتاجية، التوتر العاطفي، المقارنة مع الآخر ما قد يؤثر على الثقة بالنفس، القلق والتعب المزمن. للحدّ من هذا الهوس بمتابعة كل شيء:
"نعتذر.. ليس لدينا Wifi، تحدّثوا مع بعضكم البعض واستمتعوا بوجبة الطعام"، تخيّلوا لو أنّ هذه الجملة التي وضعها أحد مطاعم أوروبا منذ سنوات أمام مطعمه، نطبّقها اليوم لبعض الوقت بالانقطاع عن الانترنت أو وضع الهاتف جانباً.
إنه نوع من الديتوكس الرقمي، إلى جانب خطوات أخرى تساعد للحدّ من التعرّض لمخاطر صحية تسبّبها التكنولوجيا:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة