كيف انتصرت "منى" على مرض الفايبروميالجيا؟

الفايبروميالجيا، أو "الألم العضلي الليفي" عبارة عن شعور بآلام متفرقة في أعضاء الجسم كافة، من دون أي أعراض لمرض معيّن. وتصيب نحو 5% من الأشخاص حول العالم، والنساء هن أكثر عرضة للإصابة به بنسبة 80 إلى 96%، وذلك بسبب ضعف التشخيص لدى الرجال الذين لديهم قدرة تحمّل أكبر للألم.

وفي لقاء مع بلينكس، يشير الدكتور وسيم صالح، الاختصاصي في العظام والعمود الفقري، إلى أنّ الإصابة بالمرض ليس لها عمر محدّد، ولكن "حسب ما نلاحظه قد يصاب الشخص من عمر الـ20 حتى الـ50".

ومن أبرز النقاط في الجسم التي تتمركز فيها الآلام، أو ما يُعرف بـ "مناطق الألم": العين، الفكّ، القولون العصبي، بين الأكتاف، الرقبة، الكوع، اليدين، الركبة، أسفل القدم.

التوتر، القلق، التعرّض لصدمة عاطفية أو بدنية، بعد وفاة أحد المقرّبين، بعد الحمل أو الولادة.. هذه أهمّ الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالـFibromyalgia. هنا يمكن القول بأنّ الأسباب مرتبطة أكثر بالعامل النفسي، لكن العلامات التي تظهر هي جسدية. ويعاني الكثير من المرضى من أوجاع، منها: الصداع، القلق، اضطرابات في المفصل الفكي الصدغي ومتلازمة القولون العصبي.

ويطرح د. وسيم أهمّ العلامات أو العوارض التي تستدعي أن ينتبه إليها الشخص:

• آلام في كافة الجسم، خاصة في "مناطق الألم" عند لمسها وبعد الضغط عليها
• ألم في عضلات الجسم، في العظام والمفاصل: قد يبدأ في الرقبة أو الكتف ثم ينتشر تدريجياً في الجسم
• الشعور بالتعب والإرهاق المستمرّ
• التعب والشعور بالمضايقة عند الاستيقاظ من النوم
• انعدام الطاقة وحساسية مفرطة
• صداع شديد
• اضطرابات في النوم
• صعوبة في التركيز والانتباه أو ما يُعرف بضبابية في التفكير وضعف الذاكرة
• ألم في القولون والفكين والمثانة
• جفاف العين

حتى اليوم ليس هناك من فحص محدّد أو مِخبري يكشف الإصابة بمرض الفايبروميالجيا، لكن التشخيص يتمّ عبر الفحص السريري، أخذ السيرة المرضية له، القيام ببعض فحوصات الدم وصور الأشعة للتأكّد من عدم التعرّض لأمراض أخرى منها الروماتيزم والغدة الدرقية والكلى. كما يشدّد على أهمية متابعة الحالة، كي لا تنتج عنها مضاعفات، وتتطوّر الحالة إلى آلام شديدة ويدخل في حالة من الاكتئاب قد تصل به للتفكير بالانتحار.

هذا وتختلف وتيرة الألم بين شخص وآخر، وقد تكون عبارة عن "هجمات" شديدة أو خفيفة، نتيجة التعرّض لتوتّر ما أو خلال الدورة الشهرية للمرأة. وللحدّ من أعراض المرض وتفاقم الحالة، هناك بعض الخطوات الوقائية التي يمكن اعتمادها، ما دام ليس هناك من علاج خاص بهذه الحالة المرضية.

من أهمّ طرق العلاج:

• اعتماد نظام غذائي صحي: الابتعاد عن تناول الغلوتين والتقليل من السكريات والكافيين
• الابتعاد عن التوتر
• ممارسة الرياضة واليوغا والبيلاتس
• ممارسة تمارين مائية منها السباحة
• عدم التدخين وشرب الكحول
• تناول بعض الأعشاب والمسكّنات وأدوية الاكتئاب (تحت إشراف الطبيب)

وفي حديث لبلينكس مع منى مرشدي، اعتبرت إصابتها بالفايبروميالجيا "وقفة مع النفس لأغيّر من نمط حياتي وتفكيري وأتعلّم كيف أوجّه إحساس التعاطف مع الآخر.. ذلك لأنني كنت حساسة جداً، وأسعى للكمال، وأشعر بمسؤولية تجاه الآخر لدرجة أعيش مشكلته وكأنها مشكلتي".

تمكّنت منى من التحكّم بالأعراض من خلال بعض الخطوات:

• تغيير طريقة التفكير.
• الاهتمام بالجزء الروحاني وعدم التمسّك بالأمور الدنيوية.
• الكتابة اليومية، فأعبّر عن نفسي وأخرج الشحنات السلبية.
• ممارسة الرياضة: شغفها بالرياضة دفعها أن تصبح مدربة لياقة بدنية وبيلاتس ويوغا.. لكن الرياضة بالأوزان الثقيلة غير مفيدة لمرضى الفايبروميالجيا لأنها قد تزيد الهجمات، ويُنصح بالرياضة البسيطة واليوغا
• النظام الغذائي: تقليل نسبة السكريات في الجسم
• التأمل الذي يساعد على الهدوء العصبي.