مقهى لأصحاب الهمم.. أن تجعل العالم مكانا أفضل

ساشا أفديفيتش، نفسه من ذوي الهمم، لذا عندما استقر في وارسو بعد رحلة طويلة، قرر تنظيم برنامج تدريبي على مهنة إعداد القهوة لذوي الهمم، بعد أن لاحظ أن هناك العديد من المهاجرين الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.

ومن أبرز ما تدرب عليه المشاركون في هذا البرنامج، تقديم القهوة على عربات مجهزة خصيصا لتلائمهم، لكنه قرر أن يضيف خطوة إضافية إلى مشروع التدريب، وذلك برسم مخططات أول مقهى له في بولندا.

وعندما وجد أفديفيتش مقرا يصلح لاستقبال الأشخاص ذوي الهمم، بالقرب من شقته وفي منطقة براغا الشهيرة، قرر مع شريكه التجاري إقامة هذا المقهى فيه.

وقال أفديفيتش: "كان لدينا ما يكفي من المال لدفع الإيجار 3 أشهر، فقررنا أن نُقدم على الخطوة مهما حدث".

وافتُتِح المقهى في أبريل الماضي، ويعمل فيه أشخاص من ذوي الهمم، لديهم مصاعب متباينة، ذلك بالإضافة إلى مهاجرين.

ويريد المؤسسان أن يكون مقهاهما عالميا وشاملا قدر الإمكان.

الآن، يضج مقهى أفديفيتش بحركة الزبائن والعاملين على حد سواء، كما يضج بالأنشطة، كمنافسات بين مغنيي "الراب"، ومدرسة لمنسقي الموسيقي، أو "الدي جاي" لذوي الهمم، وقريبا يضيف إلى برنامجه فقرات المواعدة القصيرة.

لكن كل ذلك بدأ بتجربة شخصية، إذ فقد أفديفيتش القدرة على استخدام ساقيه عندما أصيب بكسر في ظهره جراء حادث دراجة نارية عام 2011.

وعلق: "لا توجد عملية جراحية لهذا النوع من الإعاقة، ولا يمكنني أن أمشي مجددا، حتى لو كنت بيل غيتس".

إلا أن الشاب آنذاك قرر أن يستعيد السيطرة على حياته بعد وقت قصير من وقوع الحادث، حيث قال لنفسه: "حسنا، أنا على قيد الحياة. ماذا يمكنني أن أفعل؟ لدي ذراعان تعملان".

وأضاف: "اليوم نحن هنا، في مقهانا، لكي نجعل العالم مكانا أفضل".

أسّسَ أفديفيتش مقهى يحمل اسم "إنكلوزيف باريستا" في بلاده، لكنه سرعان ما أصبح ناشطا معروفا، يدافع عن أصحاب الهمم في بيلاروسيا.

وشارك الرجل البالغ 40 عاما في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد إثر الانتخابات الرئاسية التي أعادت، الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، إلى السلطة عام 2020.

قرر أفديفيتش ترك بيلاروسيا في النهاية، وفي خضم جائحة كوفيد، توجه بداية إلى جورجيا، ثم انتقل إلى جزر الكناري، قبل أن يطلب الحماية الدولية في فرنسا، واستقر في نهاية المطاف في بولندا، إذ يعيش اليوم عشرات الآلاف من سكان بيلاروسيا.