لايف ستايل
المشهد الأول: يونيو 1924
أندرو إيرفين، متسلق الجبال البريطاني، وزميله جورج مالوري، يخوضان رحلة غير تقليدية في جبل إيفرست.
الرجلان يحاولان كتابة التاريخ، ويريدان أن يُصبحا أول رجلين يصلان لقمة الجبل في التاريخ، في تلك اللحظة من الزمن، اقترب الثنائي بشدة من تحقيق هدفه، إذ بات إيرفين و مالوري، على بعد مئات الأمتار من القمة.
لكن أثرهما فُقد منذ تلك اللحظة.
المشهد الثاني: سبتمبر 2024
فريق فيلم وثائقي من قناة ناشونال جيوغرافيك يتجول في إيفرست، في مهمة عمل ربما بدت في البداية تقليدية للغاية.
الفريق لم يكن في القمة، وإنما في محيط نهر رونغبوك المتجمد، عندما عثر على شيء غير مألوف بين الثلوج والصخور، لقد كان حذاء.. حذاء يبدو عليه القدم بالتأكيد، وتأثره بالعوامل المناخية المحيطة.
الفريق لم يترك الحذاء في موضعه، بل تعامل معه بفضول، وبعد فحصه، وجد أن الحذاء يتضمن رفات قدم بشرية، وجوارب نُقش عليها باللون الأحمر A.C. IRVINE.
100 عام هي الفاصل بين المشهدين، ولكن يُعتقد الآن أن الصدفة ربما قادت إلى كشف بعض من ملامح اللغز، الذي يعد أحد أبرز ألغاز تاريخ التسلق الحديث.
عُثر على حذاء يُعتقد أنه لإيرفين بعد 100 عام. ناشونال جيوغرافيك
يعتقد الآن إلى حد بعيد، أن فريق ناشونال جيوغرافيك، استطاع بعد 100 عام أن يعثر على رفات المتسلق أندرو إيرفين، بعد 100 عام على اختفائه، ووفقا للمجلة، تجمع عينات حمض نووي من متطوعين من عائلة إيرفين، لمقارنتها مع الرفات.
بحسب صحيفة واشنطن بوست، يتواجد الحذاء ورفات القدم في جمعية تسلق الجبال في التبت الصينية، وهي وكالة تابعة للحكومة الصينية، تُشرف على الوصول إلى الجزء الشمالي لجبل إيفرست.
إلا أن الوكالة رفضت التعليق ما إذا كان بحوذتها الرفات والحذاء.
في العام 1999، عثرت بعثة أميركية على جثة جورج مالوري على ارتفاع أكثر من 8300 متر، ولكن بظهور رفات جديدة، يترقب الآن ظهور أدلة جديدة بخصوص الارتفاع الذي ربما قد وصل إليه مالوري وإيرفين، وما إذا كانا قد تمكنا بالفعل من الوصول للقمة خلال رحلتهما.
تلك المعلومات الإضافية قد تكون فارقة، فإلى الآن، يحظى النيوزيلندي إدموند هيلاري، ومرافقه تينسينغ نوركاي بلقب أول من تمكن رسميا من الوصول لقمة الجبل في العام 1953.
ومن ثم من الممكن لأي أدلة جديدة أن تثبت أن السبق كان لمالوري وإيرفين، قبل ذلك بعقود.
ويعتقد المؤرخون أن الأدلة قد تكون مرتبطة بكاميرا كوداك، احتفظ بها الثنائي خلال الرحلة، وقد تضم لقطات توثق وصولهما للقمة، إلا أن الكاميرا لم يُعثر عليها لدى العثور على رفات لمالوري في العام 1999، أو لدى العثور على قناع أوكسجين ومعول ثلج يعودان لإيرفين في العام 1933.
يعتقد مؤرخون أن مالوري وإيرفين قد يكونوا أول من تسلق ايفريست. ناشونال جيوغرافيك
أندرو إيرفين، ويُعرف أيضا بـ ساندي إيرفين، كان شاب يبلغ من العمر 22 عاما، حين فُقد أثره على جبل إيفرست في العام 1924، وكان بذلك أصغر أعضاء البعثة سنا.
وانتمى إيرفين إلى عائلة من الطبقة المتوسطة العليا في بريطانيا، وكان محترفا في رياضة التجديف، وقدراته الرياضية كانت الوسيلة التي اكتسب خلالها بطاقته في رحالة الاستكشاف العسيرة.
وبعد انضمامه للبعثة، تم تعيينه مسؤولا عن الأكسجين الخاص بالأعضاء، وفقا لمجلة ناشونال جيوغرافيك، وقد أضاف تعديلات وتحسينات على تصميم أسطوانات الأوكسجين الخاصة بالفريق.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة