ليبيا.. قرى بأكملها مُحيت من الخريطة

وفقا لرواية أحمد المسماري المتحدث باسم قوات شرق ليبيا، حلت الكارثة بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر.

ودرنة هى المدينة التي اجتاحها السيل في أعقاب عاصفة عاتية وأمطار غزيرة على مدار الأيام الماضية، فبعد أن اجتاح الإعصار دانيال اليونان قبل أيام، تحرك كعاصفة عاتية في البحر المتوسط أمس الأحد، مما تسبب في غمر الطرق بالمياه وتدمير مبان في درنة، وألحق أضرارا بتجمعات سكنية أخرى على امتداد الساحل، بما في ذلك بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.

وأظهرت لقطات فيديو من درنه تدفق سيل واسع من المياه عبر مركز المدينة في مكان كان من قبل يقع فيه ممر مائي أقل اتساعا بكثير، بينما تظهر بنايات مدمرة ومتضررة على الجانبين.

وأظهر مقطع مصور من قناة ليبيا المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا واقفين على أسقف سياراتهم ينشدون المساعدة والمياه وهي تجرف السيارات.

في حين يقدر عدد ضحايا بحوالي ألفين قتيل، قال المسماري أن عدد المفقودين ربما يتراوح ما بين خمسة وستة آلاف مفقود، كما أكد أسامة حماد رئيس حكومة الشرق، أن هناك أحياء سكنية بأكملها جرفتها المياه.

فيما قُتل ٧ جنود من الجيش الوطني الليبي في الفيضان، وقال قيس الفاخري رئيس الهلال الأحمر في بنغازي في تصريحات في وقت سابق أمس الاثنين: "سجلنا 150 قتيلا على الأقل بعد انهيار المباني. نتوقع أن يرتفع عدد القتلى إلى 250".

وفي طرابلس، طلب المجلس الرئاسي الليبي المساعدة من المجتمع الدولي. وقال المجلس "نطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم".

وأعلن مجلس النواب الليبي الموجود بشرق البلاد الحداد لثلاثة أيام، كما أعلن رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة الحداد لثلاثة أيام في جميع المدن المتضررة، واصفا إياها بأنها "مناطق منكوبة".

قال صالح العبيدي وهو أحد سكان درنة إنه تمكن من الفرار مع عائلته، إلا أن المنازل القريبة من أحد الأودية في المدينة انهارت، ووصف الأمر في تصريحاته لوكالة رويترز: "كان الناس نائمين واستيقظوا ووجدوا منازلهم محاطة بالمياه".

أما أحمد محمد وهو أحد سكان مدينة درنة أيضا فقال: "كنا نائمين، وعندما استيقظنا وجدنا المياه تحاصر المنزل. نحن في الداخل ونحاول الخروج".

ووفقا لشهود العيان وصل منسوب الماء إلى ثلاثة أمتار في مدينة درنة الساحلية، ونشرت قناة ليبيا المستقبل صورا لطريق منهار بين سوسة وشحات الموجود فيها "قورينائية"، الموقع الأثري الذي أنشأه الإغريق والمدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وفيما ما تزال أعمال البحث والإنقاذ جارية، أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى وأغلقت المدارس والمتاجر وفرضت حظر التجول، كما ذكر مهندسان ‬‬يعملان في مجال النفط إن أربعة موانئ نفطية كبرى في ليبيا، هي رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة، أُغلقت اعتبارا من مساء السبت لمدة ثلاثة أيام.

وفي طرابلس، وجهت الحكومة الانتقالية أجهزة الدولة كافة "بالتعامل الفوري" مع الأضرار والسيول في المدن الشرقية، وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها تتابع عن كثب تطورات العاصفة وستقدم "مساعدات إغاثة عاجلة لدعم جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني".