أكثر من ٣٠ ألف نازح جرّاء فيضانات شرقي ليبيا

تسببت العاصفة "دانيال" في فيضانات مميتة في العديد من بلدات شرق ليبيا، لكن درنة كانت الأكثر تضررا، وذكر سكان المدينة أنهم سمعوا أصوات انفجارات مدوية عندما ضربت العاصفة الساحل مساء الأحد ليدركوا أن السدين خارج المدينة قد انهارا. واجتاحت مياه الفيضانات وادي درنة، الذي يمرّ من الجبال عبر أحياء المدينة إلى البحر.

وأعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا، عثمان عبد الجليل، انتشال أكثر من 2000 جثة حتى صباح الأربعاء، دفن أكثر من نصفها في مقابر جماعية في درنة. في الوقت ذاته، تواصل فرق الإنقاذ الليل بالنهار لانتشال العديد من الجثث الأخرى المتناثرة في الشوارع وتحت أنقاض المباني في المدينة، فيما تمّ انتشال بعض الجثث من البحر.

ألحقت الفيضانات أضرارا واسعة بالبنية التحتية ودمّرت العديد من الطرق المؤدية إلى درنة، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ الدولية والمساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف الذين دمّرت منازلهم أو تضررت.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا، يان فريديز، لقناة فرانس24 "غمرت أمواج بارتفاع ٧ أمتار مدينة درنة دمرت كل شيء في طريقها. الخسائر البشرية هائلة".

وأرسلت دول جوار ليبيا، مصر والجزائر وتونس، بالإضافة إلى تركيا والإمارات، فرق إنقاذ ومساعدات إنسانية. وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أيضا إن الولايات المتحدة سترسل مساعدات مالية ضخمة إلى منظمات الإغاثة وستقوم بالتنسيق مع السلطات الليبية والأمم المتحدة لتقديم دعم إضافي.

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة شرق ليبيا، محمد أبو لموشة، الثلاثاء، إن عدد القتلى في درنة يتجاوز ٥ آلاف و300 قتيل، مشيرا إلى تلقي بلاغات عن وفاة العشرات في بلدات أخرى بشرق ليبيا.

ونقلت السلطات مئات الجثث إلى المشارح في البلدات المجاورة. وفي مدينة طبرق، التي تبعد 169 كيلومترا شرق درنة، واستقبل المركز الطبي بمشرحة طبرق أكثر من 300 جثة لأشخاص فقدوا أرواحهم في فيضانات درنة، بينهم 84 مصريا، وفقا قائمة الضحايا التي حصلت عليها الأسوشيتد برس.

ووصلت إلى الأراضي المصرية عشرات الجثث لضحايا مصريين لقوا حتفهم في الفيضانات، حيث أقيمت، الأربعاء، مراسم عزاء لـ22 مصريا في قرية الشريف بمحافظة بني سويف جنوبي البلاد. وذكرت وسائل إعلام محلية في مصر أن ٤ آخرين دفنوا في مسقط رأسهم بمحافظة البحيرة بدلتا النيل.

ولا يزال قرابة 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، بحسب تامر رمضان، مبعوث ليبيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأشار إلى أن 40 ألف شخص نزحوا من درنة والمدن الأخرى المتضررة من الفيضانات في شرق ليبيا.