كوارث طبيعية
أودت سيول وفيضانات كارثية بحياة الآلاف في مدينة درنة بشرق ليبيا وجرفت في طريقها أحياء بأكملها، بما فيها من مباني ومنشآت، وكذلك قذفت السيول بالجثث في البحر. ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
اجتاحت العاصفة دانيال التي وصفت بالـ "العاتية" مناطق متفرقة في ليبيا مطلع الأسبوع بعد أن ضربت دولا أخرى في حوض البحر المتوسط وحملت معها كميات قياسية من الأمطار لدى وصولها لليابسة. وكانت هذه العاصفة المسبب الأساسي للسيول.
ملأت مياه الأمطار وادي نهر موسمي عادة ما يكون جافا في التلال جنوبي درنة. لكن ضغط منسوب المياه كان أكبر من قدرة سدين بنيا لحماية المدينة من الفيضانات. انهار السدان مما أطلق العنان لسيل هائل اجتاح المدينة.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الخميس إنه كان من الممكن تجنب سقوط ضحايا في فيضانات ليبيا لو كان لدى الدولة المنقسمة هيئة أرصاد جوية قادرة على إصدار التحذيرات. وتعاني ليبيا من الانقسامات بسبب الصراع والفوضى منذ 12 عاما.
وفي ورقة بحثية نشرها العام الماضي، حذر عبد الونيس عاشور الخبير في علوم المياه بجامعة عمر المختار من أن تكرار السيول في الوادي يشكل تهديدا لدرنة، ودلل على ذلك بوقوع خمسة سيول منذ عام 1942 ودعا لاتخاذ خطوات عاجلة لضمان الصيانة الدورية للسدين.
عدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ وهي:
In this photo provided by Turkey's IHH humanitarian aid group, rescuers retrieve the body of a flooding victim in Derna, Libya, Wednesday, Sept.13, 2023. Search teams are combing streets, wrecked buildings, and even the sea to look for bodies in Derna, where the collapse of two dams unleashed a massive flash flood that killed thousands of people. (IHH via AP)
ووصلت إلى ليبيا فرق إنقاذ ومساعدات من عدة دول أبرزها: مصر وتونس والإمارات وتركيا وقطر والأردن.
وتخضع درنة لإدارة شرق البلاد لكن الحكومة في طرابلس غرب البلاد أرسلت مساعدات للمدينة.
محت الكارثة أجزاء كبيرة من درنة ويقدر بعض المسؤولين مساحة المنطقة التي مُحيت بأنها ربع المدينة أو أكثر. وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن 30 ألفا على الأقل شُردوا.
وتقع المناطق والأحياء الأكثر تضررا على ضفتي وادي النهر الموسمي الذي يمر عبر وسط المدينة. ودُمرت الحواجز الترابية على الضفتين بالأحياء المقامة فوقها دمارا تاما أو جرفتها المياه بالكامل. وتعرضت البنية التحتية لدمار واسع بما في ذلك الجسور.
واقتلعت مياه الفيضانات والسيول أشجارا من جذورها وحطمت مئات السيارات التي تناثرت متقلبة على جوانبها أو أسقفها. وشاهد صحفيون من رويترز سيارة معلقة في شرفة الطابق الثاني لإحدى البنايات. وغطى الطمي والطين أغلب المدينة.
كما تسببت الكارثة في انقطاع الكهرباء والمياه. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الأربعاء أن الكهرباء عادت جزئيا مع بعض خدمات الإنترنت.
تباينت الأعداد التي ذكرها مسؤولون عن عدد القتلى والمفقودين لكن كل التقديرات كانت بالآلاف. وفي أكبر تقدير للحصيلة حتى الآن، قال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي لمحطة تلفزيونية إخبارية إن عدد القتلى قد يتراوح بين 18 ألفا و20 ألفا بالنظر لعدد الأحياء التي ضربتها الكارثة.
وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات لرويترز إن أكثر من 5300 قتلوا هناك حتى الآن لكن العدد قد يرتفع بقوة وقد يصل للضعف.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة