سياسة
.
ليلى أولكبوس، طالبة مغربية ذهبت إلى السودان لاستكمال بحثها الأكاديمي فعلقت في أتون الحرب الأهلية. كرم الضيافة السوداني منحها بعض الأمان ريثما وصل الدور لإجلائها إلى فرنسا حيث تأمل التخرج قبل نهاية العام.
تتابع ليلى دراستها العليا بقسم الجغرافيا بجامعة بوردو مونتين جنوب غربي فرنسا، وتركز في أطروحتها لنيل الدكتوراه على المشاكل الجيوسياسية والبيئية للسدود على الأنهار العابرة للحدود وبالخصوص سد النهضة بإثيوبيا وسد فراكا على نهر الغانغ بين الهند وبنغلاديش.
في بداية بحثها الميداني، اتجهت ليلى نحو إثيوبيا لجمع معطيات بحثها لتفاجئ بحرب أهلية هناك أجبرتها على مغادرة البلد. بعد ذلك، قررت الانتقال إلى السودان، معتقدةً أن هذه المرة ستكون الأمور سهلة. لكن بمجرد وصولها لجزيرة توتي شمالي العاصمة الخرطوم قبل أسبوعين، اندلعت الحرب.
لم تتمكن ليلى من العودة إلى غرفتها بالفندق وظلت عالقة بالجزيرة عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض.
ليلى هي واحدة من آلاف الطلبة الأجانب العالقين في السودان، إذ يوجد في السودان أكثر من 24 ألفاً من الطلاب الأجانب، منهم 15 ألف طالب عربي، حسب منظمة رعاية الطلاب الوافدين. ويتوزع الطلاب العرب على 38 جامعة حكومية وأكثر من 100 مؤسسة تعليمية في جميع مناطق البلاد.
في ظل الصراع المحتدم في السودان، وجدت ليلى الأمن عند عائلة سودانية وفرت لها المبيت والأكل والشرب لنحو أسبوعين. تقول ليلى "بفضلهم، استطعت التأقلم مع الصدمة. لقد بكيت، ودقات قلبي كانت سريعة ولم أستطع التنفس. كنت أعتقد أن هذه نهايتي".
"منذ اليوم الأول للاشتباكات، أحسست بأني مشلولة، ولم أعرف ماذا أفعل، لم أعرف إلى أين أذهب، المطار كان خارج الخدمة، ولم نستطع المغادرة".
يقدر عدد المغاربة العالقين بالسودان بمئات الأشخاص، حسب معطيات تناقلتها وسائل إعلام مغربية. وبعد أسبوعين من اندلاع القتال، أرسل المغرب طائرتين لإجلاء 293 مغربي مقيم هناك.
كريمة، مغربية أخرى مقيمة في السودان، تحكي أن "الوضع يتأزم يوما بعد يوم" وأن الناس يعيشون "على وقع الرصاص كل يوم مع إغلاق جميع محلات الطعام".
يعيش أيضاً في السودان العديد من الرياضيين المغاربة، من بينهم المدرب المغربي السابق بادو الزاكي الذي يدرب "صقور الجديان". وحسب موقع هسبريس، عاد الزاكي ومساعده المغربي يوسف فرتوت قبل اندلاع الاشتباكات بيوم واحد.
استقر المغاربة في السودان منذ مئات السنين عندما كانت القوافل تعبر المنطقة من أجل التبادل التجاري وخلال موسم الحج. كما توجد قبيلة المغاربة التي هاجرت من المغرب في القرن 17 إلى السودان واتخذت من منطقة حلفاية، شمال العاصمة الخرطوم، مقرا لها ليصل عدد المنتسبين إليها اليوم أكثر من 500 ألف.
كان من المفروض ان تتخرج ليلى في ديسمبر 2023 لكن غياب معطيات كافية لبحثها قد يجبرها على إيجاد وجهة أخرى.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة