سياسة
.
يُعد التحقيق من الإجراء المتداول في التوظيف الحكومي والذي يُعتمد على نتائجه في تعيين أي مرشح لمنصب رفيع المستوى. عادة ما يكون التحقيق معقداً ويستغرق وقتاً طويلاً لأنه غالبا ما يشمل التاريخ المهني أو الجنائي لشخص مرشح لمنصب رفيع في السلطة. فما الذي قد يحدث عندما يتم تجاهل عملية التحقيق هذه؟
في فرنسا، أثار غياب عمليات الفرز في تعيين فيليب كاسناف كمدير التشريفات والمراسم في قصر الإليزي غضباً في الأوساط الدبلوماسية بعاصمة الأنوار حيث خرج ثلاث دبلوماسيين فرنسيين عن صمتهم ليدلوا لموقع بوليتيكو بتصريحات تخص استغلال كاسناف لملك تابع للدولة الفرنسية بعاصمة النخيل مراكش خلال السنوات الأربعة التي اشتغل فيها كقنصل عام.
وتفيد وثائق أخرى حصل عليها موقع بوليتيكو بأن القنصل الفرنسي السابق في مراكش، والذي امتدت خدمته من 2017 إلى 2021، أعار مقر إقامته الرسمي لصديق مقرب منه والذي يقال إنه مصمم ديكور.
استعمل صديق القنصل ذلك المنزل الفخم، المعروف في المغرب باسم "الرياض" والذي تبلغ مساحته 785 متراً مربعا ويحتوي على حديقة ومسبح شاسع، كما لو كان في ملكيته واستقبل فيه أصدقاء في عطلات نهاية الأسبوع كما استعمل الأواني الفضية وطقم المائدة المنقوش بشارة للجمهورية الفرنسية، بحسب التقرير.
وبحسب التقرير نفسه فإن صديق القنصل أقام في المنزل بانتظام حفلات لإصدقائه الشباب بحضور مومسات.
تصريحات الديبلوماسيين والمعلومات التي يوفرها التقرير أفضت إلى استقالة مدير التشريفات والمراسم الجديد بعد ساعات فقط من تعيينه، ما أثار غضباً واسعا في الأوساط الدبلوماسية خصوصا حول فعالية عمليات الفرز التي تقوم بها وزارة الخارجية الفرنسية.
كانت المعلومات الخاصة بكاسناف متوفرة في المصادرة العامة، لكن الجهات المعنية لم تطلع عليها قبل أخذ قرار التعيين، ما أثار قلق بعض الديبلوماسيين الذين يرون أن هذا الحادث من شأنه أن يفند فكرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول غياب الفائدة من الخدمات الدبلوماسية للبلاد.
يعتبر مدير بروتوكول الدولة منصبا متحفظا ورئيسيا في الديبلوماسية الفرنسية إذ تشمل مهام المدير الإشراف على الزيارات الرسمية للقادة الأجانب الذين يتم استضافتهم من طرف الرئاسة الفرنسية ومكتب رئيس الوزراء.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة