سياسة
.
"باي باي كمال"، هكذا ودع الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان منافسه من الحزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو ورحب بولاية ثالثة تستمر حتى عام 2028.
فوز أردوغان جاء بفارق أربع نقاط مئوية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وهي أول انتخابات إعادة رئاسية في تاريخ تركيا.
عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، خرج أردوغان أمام حشد من المواطنين، الملوحيين بأعلام تركيا الحمراء وأعلام حزب أردوغان البرتقالي أمام القصر الرئاسي، داعيا إياهم إلى ترك "الخلافات السياسية جانبا" والانخراط في "الوحدة والتضامن".
من جهته عبر المعارض كيليتشدار أوغلو في كلمة عقب خسارته عن "حزنه في مواجهة المشاكل التي تنتظر البلد" والتي ستستمر في ظل حكم أردوغان.
هنّأ العديد من زعماء الدول العرب والأجانب أردوغان على فوزه بولاية رئاسية جديدة، وجاءت التهاني من زعماء الدول العربية كالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فضلا عن زعماء غربيين من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن وكذلك الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون.
استطاع الرئيس رجب طيب أردوغان الفوز في الرئاسة لولاية جديدة بالرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية في تركيا، بحسب تقرير لفرانس برس.
فلا السجن ولا التظاهرات الحاشدة ولا حتى المحاولة الانقلابية عام 2016 نجحت في وقف صعود أردوغان، في حين أنه واجه انتقادات شديدة بسبب وضع الاقتصاد التركي وغضب الناجين من زلزال السادس من فبراير المدمر الذين تركوا لمواجهة مصيرهم في الأيام الأولى التي تلت الكارثة.
غالبا ما تصور وسائل الإعلام الغربية أردوغان على أنه "سلطان" ديكتاتوري متمسك بالعرش، لكن الرجل الذي يحن الى الامبراطورية العثمانية يستمر في إظهار نفسه كرجل من الشعب في مواجهة "النخب"، بحسب الوكالة.
استند أردوغان إلى هذه الصورة ليفوز في كل الانتخابات منذ تولى حزبه العدالة والتنمية السلطة في 2002، لكنه واجه هزات سياسية خصوصا عندما حرمته المعارضة في 2015 من غالبيته البرلمانية، ثم انتزعت منه رئاسة بلديتي أنقرة واسطنبول عام 2019.
ولا يزال رجب طيب أردوغان قادرا على عقد ثماني اجتماعات في يوم واحد، حيث يستعرض قدراته الخطابية مستشهدا بقصائد قومية وآيات قرآنية لإثارة الحشود.
يقول معارضون إن وجوده في الحكم لخمس سنوات أخرى يخاطر بإلحاق المزيد من الضرر بالديمقراطية التي يرون إنها تعرضت للتقويض مع تركيز السلطة في رئاسة تنفيذية، وتكميم المعارضة، وسجن المنتقدين والمعارضين، والسيطرة على وسائل الإعلام والقضاء والاقتصاد، بحسب رويترز.
ويصور أردوغان نفسه باعتباره حامي الديمقراطية التركية، الذي رفض التدخل العسكري في السياسة التركية.
وبمساعدة وسائل الإعلام التركية الداعمة له إلى حد كبير، ركزت حملة أردوغان الانتخابية على نجاحاته الاقتصادية بدلا من أزمة تكلفة المعيشة.
وملأ أردوغان الفترة السابقة للانتخابات باحتفالات بإنجازات صناعية، بما في ذلك إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية، والتي تم بناؤها في إسطنبول لحمل طائرات مسيرة تركية الصنع
كما أسرع أردوغان بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجانا للمنازل، وافتتح أول محطة للطاقة النووية في تركيا في حفل شارك فيه عبر الانترنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الجانب الاقتصادي أحد نقاط القوة الرئيسية لأردوغان في العقد الأول من حكمه، إذ تمتعت تركيا بازدهار طويل الأمد مع إنشاء طرق ومستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة لسكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
لكن الاقتصاد أصبح مشكلة سياسية إذ شرعت الحكومة في سياسة خفض أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المتصاعد. وبهدف تعزيز النمو، وأدت السياسة إلى انهيار العملة في أواخر عام 2021 وتفاقم التضخم.
نشأ أردوغان في حي فقير بإسطنبول والتحق بمدرسة مهنية إسلامية، واشتغل بالعمل السياسي كزعيم للشباب في حزب محلي وشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في 1994.
وقضى فترة في السجن في عام 1999 بسبب قصيدة ألقاها عام 1997 شبّه فيها المساجد بالثكنات والمآذن بالخنادق والمؤمنين بالجيش.
وبعد أن شغل منصب رئيس حزب العدالة والتنمية، أصبح رئيسا للوزراء في 2003.
ونجحت حكومته في ترويض الجيش التركي الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960، وفي عام 2005 بدأ محادثات لتحقيق طموح استمر عقودا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي -وهي خطوة تعطلت لاحقا بشكل كبير.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة