سياسة
.
بينما تتوجه أنظار المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية على انقطاع الكهرباء ونقص المياه في السودان، تنظر نسمة إلى آثار بلدها تتحسر على ما وصل إليه الحال.
ترى نسمة أن "الكهرباء والماء يمكن أن نعيدها" ومن هاجروا نحو مصر وتشاد وغيرها من الدول المجاورة "سيعودون يوما ما، أما ما يحزن فعلاً هو تخريب آثار يعود تاريخها لآلاف السنين".
منذ بدء الصراع في ١٥ أبريل الماضي نهب مقاتلون من طرفي النزاع في السودان العديد من المخطوطات في الجامعات السودانية وأحرقوها، وحسب وكالة بلومبرغ فإن علماء الآثار والأكاديميين والمتطوعين السودانيين يبذلون قصارى جهدهم لحماية الآثار السودانية من النهب والتدمير.
مجموعة التراث من أجل السلام الدولية تقود حملة لحماية التراث السوداني المتمثل بالمعابد والأهرامات والعديد من المخطوطات والكتابات الأدبية، إذ يعتقد السودانيون أن صناعة الفخار والأدوات بدأت مع بناء الأهرامات السودانية ومن هناك انطلقت إلى الحضارات الأخرى. وفي محاولةٍ لحماية ما تبقى من الآثار والتراث، قامت المجموعة بوضع حراس بالقرب من المتاحف والمناطق الأثرية. وبحسب الوكالة، فإن أبرز ما دفع المتطوعين والمنظمات الدولية للالتفات إلى الآثار السودانية هو انتشار فيديو يظهر مقاتلين من قوات الدعم السريع داخل متحف الخرطوم الوطني وتحديداً في مختبر علم الآثار البيولوجية، وهو ما يتطلب لباساً خاصاً لدخوله.
مخطوطات كتبت بخط اليد كتبها وجمعها مؤسس الجامعة الأهلية محمد عمر بشير المتوفى عام 1992، والذي نقح العديد من الكتابات الأثرية. هذه المخطوطات تم حرقها مع مكتبة الجامعة الأهلية في الخرطوم في ١٦ مايو الماضي. وهو ما أثار غضب السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي. كذلك التهمت النيران التي أشعلها أحد طرفي الصراع في السودان كتب الدكتورة زينب بشير البكري أخصائية التنمية وصاحبة العديد من الكتب في ذات المجال. وكذلك أُحرقت كتب أول وزير مالية في السودان بعد الاستقلال حماد توفيق.
منذ بدء الصراع في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو يوم السبت ١٥ أبريل، تهجر أكثر من ٧٠٠ ألف سوداني هجرة داخلية وخارجية. وكشفت فرانس ٢٤ أن ٩٠٪ من اللاجئين السودانيين من النساء والأطفال، لجأ أغلبهم إلى مصر وتشاد المجاورتين للسودان.
دخان أثناء اشتباك طرفي الصراع في السودان، المصدر: AFP
تأسست قوات الدعم السريع في ٢٠١٣ من رحم قوات "الجنجويد" التي تأسست لمواجهة القبائل غير العربية التي وصفت بالمتمردة في إقليم دارفور. واليوم، أصبح البرهان وحميدتي عدوين لدودين يسيطر كل منهما على مناطق مهمة، ومنذ بداية المواجهة والطرفين يتبادلان الاتهامات حول من بدء القتال، لكن لا توجد مصادر دولية أو مستقلة تحدد من بدء الاعتداء.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة