سياسة
.
العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، تستخدم في الاستطلاع وقت الاقتحامات والمراقبة وتنظيم الاتصال بين القوات الجوية والبرية لإسرائيل، طائرة "هيرمس ٤٥٠" التي صنعتها شركة "إلبيت" الإسرائيلية، اختلفت مهمتها ليلة ٢٢ يونيو، فتحولت من طائرة استطلاع إلى طائرة انتحارية ضحت إسرائيل بها مقابل اغتيال ٣ عناصر من "كتيبة جنين".
الطائرة التي يبلغ عرضها من طرف الجناح الأيمن حتى الأيسر ١٠.٥ متر، ظلت تتبع وترصد الشبان الثلاثة منذ أن خرجوا بسيارة بيضاء اللون من مخيم جنين في تمام الساعة ٩ مساء بالتوقيت المحلي، من يوم ٢١ يونيو. بعد ٢٨ دقيقة، تواجدت السيارة التي كانت تقل القائد الميداني في كتيبة جنين صهيب الغول، ٢٧ عاما، وأشرف السعدي، ١٧ عاما، ومحمد عويس، ٢٨ عاما، إلى آخر شارع الناصرة الواصل بين مركز المدينة وقرية الجلمة الحدودية مع جدار الفصل العنصري.
وفي الساعة ٩:٢٩، بالتوقيت المحلي نزلت "هيرمس ٤٥٠" التي تكلف إسرائيل ٢ مليون دولار أميركي، بحسب موقع والا العبري، من الجو نحو السيارة في مهمة انتحارية وانفجرت، وتفحمت الجثث الثلاث. وخرج أفراد الجيش من الأراضي المحاذية للشارع الرئيسي وحاصروا السيارة ومنعوا سيارات الإسعاف من الاقتراب، وتحفظوا على الجثامين، حسبما قال أحد المسعفين الذين أبعدهم الجيش من موقع الاغتيال.
في شهر يونيو من عام ٢٠٠٣ ظهرت هيرمس ٤٥٠ في إسرائيل، وخصصت الحكومة الإسرائيلية ٤٧ مليون دولار أميركي لتصنيعها. تستطيع هذه الطائرة أن تحلق لمدة ١٧ ساعة متواصلة على ارتفاع ١٨ ألف قدم حسب صحيفة جيروزاليم بوست. بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخبارية، تُستخدم الطائرة بدون طيار هذه، لمساعدة القوات البرية من خلال التواصل من الجو واقتراح مسار لتوجيه الهجمات.
يعرّف الجيش الإسرائيلي هيرمس ٤٥٠ على أنها طائرة بدون طيار، تكتيكية متعددة المهام يمكنها حمل مجموعة من الحمولات العسكرية والتكنولوجية بما في ذلك أجهزة الاستشعار الكهروضوئية وأجهزة تعمل بالأشعة تحت الحمراء والذكاء الإلكتروني، تساعدها في التصوير الليلي.
تصل سرعة هيرمس ٤٥٠ إلى ١٧٦ كيلومتر في الساعة وتستطيع الارتفاع من الأرض إلى الجو بمعدل ٤.٦ متر كل ثانية. ويصف موقع إير فورس هذه القدرة بـ "الجبارة" ويعزي ذلك للمحرك الذي يشغل الطائرة وهو محرك r902 الذي يوفر ٨ آلاف دورة في الدقيقة والمصنعة في بريطانيا.
تعتبر إسرائيل الطائرات بدون طيار "أهم جزء في سلاح الجو الإسرائيلي"، وتتمركز أربعة أسراب منها في قاعدة بالماحيم الجوية جنوب تل أبيب مباشرة. ونشرت جيروزاليم بوست أن 70٪ من إجمالي ساعات طيران سلاح الجو الإسرائيلي تعود لطائرات دون طيار.
لعب هذا النوع من المسيرات دورا أساسيا في عملية "حارس الأسوار"، وهي حرب اندلعت بين غزة وإسرائيل في مايو ٢٠٢١ وأطلقت عليها الفصائل الفلسطينية اسم "معركة سيف القدس".
نفذت الطائرات بدون طيار حوالي 643 مهمة، بلغ مجموعها 132.6 ساعة طيران، خلال الحرب التي استمرت 11 يوما على قطاع غزة.
في ديسمبر ٢٠٠٩ أعلنت إسرائيل عن هيرمس ٩٠٠ وهي نسخة مطورة من هيرمس السابقة تستطيع التحليق على ارتفاع ٣٠ ألف قدم. ولديها ضعف قوة وقدرات هيرمس ٤٥٠، حسبما وصفتها وكالة رويترز. وتستطيع هذه الطائرة أن تبقى في الجو لمدة ٣٦ ساعة متواصلة مع حمولة قدرها ٣٥٠ كيلوغراما.
تبيع إسرائيل طائراتها المسيرة للعديد من البلدان منها الفلبين وسويسرا ودول الاتحاد الأوروبي وكندا. واشترت تايلاند ٧ طائرات من طراز هيرمس ٩٠٠ من إسرائيل في سبتمبر ٢٠٢٢ مقابل 4 مليارات بات تايلندي (107 مليون دولار أميركي).
تعتبر حادثة الاغتيال التي استهدفت القادة الثلاثة في كتيبة جنين هي العملية الأولى التي تنفذها إسرائيل باستخدام طائرة انتحارية في الضفة الغربية منذ ٢٠٠٥. إلا أن الطائرات المسيرة حاضرة في جنين منذ ٢٠٢١ لكنها تقوم بمهمات اعتاد عليها الفلسطينيون مثل التصوير والاستطلاع. ويسميها أهل جنين مسميات مختلفة منها: "زنانة" أو "طائرة استطلاع" أو "مسيرة".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة