كيف يحصل محمود خزيل على الخبز تحت القصف؟

منذ أعلنت كتائب القسام بدء العملية العسكرية "طوفان الأقصى" صباح السبت ٧ أكتوبر، بدأ مواطنو القطاع بأخذ احتياطاتهم من توفير المواد الأساسية ليقضوا الأيام الصعبة التي تنتظرهم، مثل: الخبز والطحين والزيت والخضار.

تهافت السكان ومنهم محمود خزيل إلى الأسواق ليشتروا الخبز لكن لم يكن متاحا لكل شخص أن يشتري أكثر من ٣ ربطات من الخبز لأن "طوابير الناس كثيرة، والكل يريد أن يشتري"، حسبما يوضح محمود.

مع بدء الحرب التي أعلنتها إسرائيل على غزة وأسمتها بـ "السيوف الحديدية" حوصر سكان غزة كما في بيوتهم، كما يقول المسن محمد إبراهيم لبلينكس، الذي جاء لنفس المخبز الذي كان مفتوحا "لحسن حظ سكان غزة" حسبما يقول.

يتجمع محمد وأولاده وأحفاده في بيت واحد كي يكونوا سوية خلال فترة الحرب. يقول: "عنا أطفال بدنا نطعميهم، بدنا نطلع نجيب خبز".

ولجأ بعض سكان القطاع إلى صناعة الخبز في البيت على ما يسمونه "الخبازة الكهربائية" وهي أشبه بوعاء حديدي يتم وضع العجين في الوعاء وتغطيته بآخر يصدر حرارة.

طريقة أخرى، تلجأ لها بعض نساء غزة، وهي صناعة الخبز على الصاج وهي طريقة فلسطينية تقليدية لصناعة الخبز تعتمد على إشعال الحطب، لكنها ليست شائعة في فترة الحرب نظرا لأن إشعال نار غالبا ما يكون في المناطق المفتوحة.

أدرك بعض الغزيين أن الحرب ستطول لذلك صنعوا الكثير من الخبز في منزلهم قبل انقطاع التيار الكهربائي.

بعد يوم واحد فقط من بدء القصف الإسرائيلي بدأ التيار الكهربائي ينقطع عن مناطق متفرقة من القطاع حتى وصل أهل غزة إلى انقطاع شبه كامل منذ يومين تقريبا.

انقطاع الكهرباء في القطاع رافقه انقطاع للمياه قرره الجانب الإسرائيلي، ومع الحصار المفروض أصلا على السجن المفتوح الأكبر في العالم، والذي تبلغ مساحته ٣٥٠ كيلو متر مربع، أصبح الوصول إلى البنزين صعبا منذ العام ٢٠٠٦.

الكهرباء التي تشغل المخابز غير موجودة كما يقول أحد العاملين في مخبز وجدته كاميرا بلينكس مفتوحا بالصدفة في القطاع، كذلك المياه شبه مقطوعة، ولا بنزين متواجد لاستغلال مولدات الطاقة العاملة بالبنزين. وقال العامل في المخبز إن انقطاع المياه "يمنعنا من انتاج العجين الذي يعتمد على خلط الطحين بالماء".

وصرح مسؤولون إسرائيليون أن ما يراه العالم في قطاع غزة هو "مجرد بداية" وأنهم مستمرون بالقصف حتى "يطهروا أوكار حماس" على حد تعبيرهم.

وصرحت حركة حماس أنها "ستقصف مدينة عسقلان المحتلة برشقات صاروخية لتطهيرها، وستنتقل لمدينة أخرى" حسب ما أوردت في تصريحها. وتتجه عيون العالم على قطاع غزة الذي يدفع فيه المدنيون ضريبة الحرب.