معتز يوثق الحرب و"أصعب يوم في حياته"

ظهر يوم الخميس وبينما كان معتز يوثق إصابات المدنيين في شمال غزة، انتقل إلى وسط القطاع ليرى أهله "أشلاء" حسبما يقول لـ بلينكس. يقول معتز إن مناطق القطاع كلها تتعرض لقصف عنيف لم يرى مثله في الحروب السابقة رغم أنه كان شاهدا عليها جميعها، وكبر مع صوت القصف والطائرات، حسبما ذكر لبلينكس.

بعد أن وصل محمد إلى حارته المهدمة في دير البلح، وجد أفردا من الدفاع المدني يسحبون أشلاء أفراد عائلته وظهر في فيديو وهو يقول: "يا الله يا الله على القهر، العزايزة كلها أشلاء" ولم يستطع معتز ضبط مشاعره، وانهارت دموعه أمام الكاميرا. قتلت الغارة الإسرائيلية التي شنتها الطائرات الحربية ١٤ من عائلة العزايزة وأصابت بقية من كان في البيت بجروح متفاوتة.

"كانت مشاعري أكبر وأثقل مني" هكذا يخبر معتز بلينكس عن شعوره لحظة رؤية منزله المهدم. وأضاف معتز: "أتمنى لو أن هذا كله حلم، وأن أستيقظ يوم ٧ أكتوبر لأكتشف أني كنت نائما وما حصل خلال الأيام السابقة مجرد كابوس".

يرى العزايزة أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل وأن الناجين من المواطنين المدنيين وصلوا لمرحلة أشبه بالموت وهم على قيد الحياة، نظرا لقطع الماء والكهرباء والوقود، واقتراب نفاذ المواد الطبية في القطاع.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر تحديث لها أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 3400 مواطن فلسطيني في غزة منذ ٧ أكتوبر، و٥٨ شخصا في الضفة الغربية منذ ذات اليوم.

لم تكن عائلة العزايزة وحدها التي فقدها معتز، لكنه يقول إنه فقد العديد من أصدقائه الذين كانوا يتشاركون نفس مكان السكن أو نفس الجامعة وبينهم "صحبة عمر" حسبما ذكر.

بالإضافة إلى ذلك قتلت إسرائيل ١١ صحافيا في غزة منذ ٧ أكتوبر، ومعظهم زملاء لمعتز وتربطه بهم علاقة عمل وثيقة، تطورت مع بعضهم لتصبح علاقة صداقة.

ظل معتز يوثق ما يحصل في غزة حتى بعد أن فقد ١٤ فردا من عائلته، وسبب ذلك حسبما يخبرنا، فهو يريد أن يعرف متابعوه الجدد الذين تابعوه بعد الفيديو الذي صوره من أمام ركام منزله، بما يحدث في غزة. وأردف معتز: "الموت في كل مكان، لكننا لن نعتاد الموت، ولن يكون الموت عاديا يوما من الأيام".