سياسة
.
"بيبي نتنياهو ملك إسرائيل"، هكذا هتف مجموعة من الإسرائيليين أمام منزل الشابة أوري مجيديش بعد إعلان الجيش الإسرائيلي نجاحه في تحريرها من شمال غزة خلال توغل بري مدروس.
الجيش يرفض الإفصاح عن تفاصيل العملية حتى اللحظة ومكان وكيفية العثور على تلك المجندة، وهذا ما أثار بعض الشكوك حول مدى صحة الادعاء الإسرائيلي بتحريرها، خاصة وأنها لم تكن ضمن "القوائم المعلنة" للأسرى الذين اختطفتهم حركة حماس في السابع من أكتوبر.
بعد سقوط القواعد العسكرية الإسرائيلية المحيطة بغزة صباح السابع من أكتوبر على أيدي عناصر حماس ووصول تلك الأنباء لقطاع غزة، سارعت بعض الجماعات المسلحة الأقل شهرة لاقتحام السياج الحدودي ومهاجمة أهداف وكيبوتسات إسرائيلية واقتياد أسرى ورهائن جدد لغزة.
تعدد الفصائل المسلحة في غزة بين عدد من التنظميات مثل ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب المجاهدين وأبو علي مصطفى والجهاد الإسلامي.
بجانب هؤلاء خرج بعض سكان عزة من غير الفصائل المسلحة لأول مرة في حياتهم لما بعد أسوار وجدران القطاع وعبروا داخل إسرائيل.
بعض هؤلاء أحضر بعض الأسرى والرهائن على ظهر "مركبات توكتوك" ودراجات نارية.
عن هذا تقول حماس إنها لم تستطع بعد من حصر والحصول على جميع الأسرى والرهائن الإسرائيليين بسبب القصف الجوي المتواصل، وهو ما يتوافق مع تقييم الجيش الإسرائيلي.
المعلومات المعلنة إسرائيلياً حتى اللحظة هي أن أوري تم اختطافها من موقع نحال عوز على أيدي مجموعة مسلحة وليس على يد مدنيين ممن عبروا السياج.
إسرائيل تقول إن حماس هي الجهة الخاطفة، وإن أوري كانت محتجزة في شمال غزة. لكن، منذ الإعلان الإسرائيلي عن تحرير أوري، شكك إسرائيليون في أن تكون المجندة أسيرة لدى حماس.
حجة المشككين، تمثلت في أن الحركة المسلحة وضعت معظم أسراها في أنفاق تحت الأرض ومخابئ سرية يصعب الوصول إليها واتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية لضمان عدم تسرب معلومات عن أماكنهم.
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس قال إن تحرير أوري كان ضمن عملية مخطط لها مسبقاً بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة عن مكان تواجدها.
في المقابل، تقول صحف إسرائيلية إن عملية تحريرها ترأسها من غرفة العمليات قائد أركان الجيش بنفسه، بالإضافة إلى رئيس جهاز الشاباك الأمني الإسرائيلي.
يقول الجيش الإسرائيلي إن أوري كانت محتجزةً وحدها دون أي أسرى آخرين، وأنه وقع اشتباك مع خاطفيها لم تنجم عنه أي إصابات إسرائيلية.
ولم يشر الجيش بأنه دخل لأي أنفاق تحت الأرض لحركة حماس أو سواها وهو ما يرجح احتمالية أن تكون أوري محتجزة في مكان فوق الأرض على الأغلب.
صحيفة JND الإسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي تكتم بشكل كامل على تحرير أوري في البداية وأراد أن يبقى الأمر سراً. ولم يقم الجيش حتى اللحظة بالإفصاح عن اليوم الذي تحررت فيه الشابة وهو ما قد يعني أن تحريرها من الممكن أن يكون قد وقع قبل أيام أو في وقت مبكر من يوم الاثنين.
لكن بحسب الصحيفة، بدأ خبر تحريرها بالتسرب تدريجياً وهو ما دفع الحكومة للإعلان رسمياً عن استعادتها من غزة.
هذا الإعلان جاء بالتزامن مع إصدار حركة حماس لمقطع فيديو يظهر ٣ أسيرات إسرائيليات في غزة قامت إحداهن بإلقاء اللوم على نتنياهو وتوبيخه وتحميله مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر والتباطؤ في تحريرهن.
لذلك، فإن ظهور مقطع فيديو عائلة وجيران أوري وهم يصرخون "بيبي ملك إسرائيل" دفع البعض للتشكيك في مصداقية الحادثة بأكملها أو القول إنه جرى استغلالها لأهداف سياسية.
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمنشور من حساب يحمل اسم أوري مجيديش من نفس مدينة كريات غات وبنفس العمر تقريباً. كان ذلك المنشور بتاريخ 12 أكتوبر أي بعد اختطافها بخمسة أيام.
لكن الحقيقة على خلاف ذلك، إلا أن مجموعة FakeReporter الإسرائيلية المتخصصة في تفنيد الأخبار المغلوطة قالت إن المنشور صحيح وغير مزيف، لكن الأمر مجرد صدفة وتشابه أسماء بين الشابتين القاطنتين في نفس المدينة.
مع توافد صور الإفراج عن أوري، تداول نشطاء مقطعاً مكبراً من إحدى تلك الصور تظهر أظافر المجندة الإسرائيلية مكسوة بطلاء وزينة، واعتبرها البعض أمراً غير منطقي إذا تم كانت في الأسر في غزة لأكثر من ثلاثة أسابيع.
لكن الصحفية الإسرائيلية لاهاف هاركوف قالت إن هذا الطلاء يبدو "مانيكير جل" وضعته المجندة على أظافرها منذ مدة ولم تقم بإزالته، وهو ما يفسر، بحسب هاركوف، نمو أظافرها بعض المليمترات أسفل ذلك الطلاء في الصور.
بعض النشطاء أشاروا إلى أن اسم أوري مجيديش لم يرد ذكره في القائمة الرسمية للأسرى والمختطفين في غزة التي أعلنها الجيش الإسرائيلي وتم نشرها في مواقع وصحف إسرائيلية مختلفة. وأنه تم إضافة اسمها لاحقاً قبيل الإعلان عن تحريرها.
لكن الحكومة الإسرائيلية تقول إن قائمة الأسرى تعتبر أولية ويتم تحديثها بشكل دوري، حيث ارتفع عدد الرهائن يوم الثلاثاء لـ240 شخص بدلاً من 239 يوم الاثنين. ويقول الجيش الإسرائيلي بأن نحو 40 شخصا آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة