"الهاسبارا" الإسرائيلية.. هل نجحت آلة الحرب "الإعلامية"؟

الهاسبارا هي كلمة باللغة العبرية تعني "الشرح" أو "التوضيح" وتستعمل كمفهوم في المجال الإعلامي والعسكري للإشارة إلى السرد المعتمد من الجانب الإسرائيلي لنشر المعلومات في الحرب، وفقا لموقع مجلة موزاييك الإسرائيلية المختصة في قضايا الفكر اليهودي.

ويوفر موقع مجلس سياسة الشرق الأوسط شرحا موسعا للوظائف التي يخدمها المفهوم الإسرائيلي الهاسبارا والذي يدعي أنه يختلف عن المفهوم التقليدي والضيق للدعاية.

ومن بين الوظائف التي تقوم بها الهاسبارا التأثير على الحلفاء والوسائل الإعلامية المحلية والغربية لدرجة تصل إلى تعزيز الرقابة الذاتية.

كما تهدف الهاسبرا إلى تقليل رغبة الجماهير في استهلاك معلومات مرتبطة بوجهات نظر غير مقبولة سياسيًا لدى إسرائيل، كما تسعى إلى منع تداول المعلومات السلبية في الشبكات الاجتماعية.

وتفيد دراسة أكاديمية أن الهاسبارا تعتبر جزءًا من الجهد الوطني لتعزيز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية واعتراف المجتمع الدولي بها، لاسيما مع التحديات التي تواجهها منذ نشأتها عام 1948.

لإنجاز مهمتها، تستهدف الهاسبارا الدبلوماسيين والسياسيين والجمهور الكبير من خلال وسائل الإعلام والمعاهد والوكالات الحكومية ومراكز الأبحاث والجامعات والمنظمات غير الحكومية، وفقا لموقع قناة تي آر تي العالمية. ومن بين الآليات التي تستخدم ما يلي:

مواقع التواصل الاجتماعي

باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل الرأي العام بشكل متزايد. وللاستفادة من ذلك، نظمت إسرائيل وحدات حكومية وعسكرية مدنية بما في ذلك إنشاء مواقع إلكترونية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل منسوبة لهويات مزيفة لتوجيه انتباه الجمهور نحو المحتوى الذي تريد نشره.

محركات البحث

كما اكتسبت الدولة طرقا للتعامل مع المتصفحين على الانترنت وطرقا للتحكم في خوارزميات محركات البحث، والآليات الأخرى التي تقدم المعلومات للمستخدمين.

إدارة لتنسيق هاسبارا

ولأهمية العمل الذي توفره تقنية الهاسبارا، أنشأ جيش الدفاع الإسرائيلي قسما خاصا يعتمد على فريق دائم يقوم بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاستراتيجية.

منظمة هاسبارا

توفر الحكومة الإسرائيلية عبر منظمة هاسبارا برامج وتدريبات ومنحا وزمالات للطلاب في عدد من الجامعات الأميركية. وتهدف المنظمة إلى التعريف بإسرائيل بالتوازي مع طرق مواجهة المعلومات التي تناقض الدعوة المؤيدة لإسرائيل.

كتاب دليل هاسبارا

يقدم دليل هاسبارا العديد من الأساليب للدعاية والخطابة الخادعة ويحث، على سبيل المثال، المستخدمين على تسمية أشخاص ينتقدون إسرائيل وسياساتها المعادين للسامية.

رجال الدين

يرى العديد من الحاخامات الأميركيين أنه من واجبهم حشد رعاياهم للدفاع عن إسرائيل حيث قام بعضهم بالتشجيع على الرد على المواقع والحسابات والصحف والتعبير عن قضية إسرائيل بشكل واضح ومقنع.

نشر الديبلوماسي الأميركي تشاس فريمان مقالا يشرح من خلاله كيف استعملت إسرائيل تقنية الهاسبارا في حربها على غزة. وأوضح أن إسرائيل تمتلك تحت تصرفها مجموعة واسعة من الوسائل لخلق الروايات التي تناسبها.

ويرى فريمان أن إسرائيل نجحت في إقناع الولايات المتحدة لتبني سردها حيث ظل معظم الأميركيين يؤمنون بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر.

وفي المقابل، نقل موقع كلكاليست الإسرائيلي عن إيستر لوباتان، أستاذة بجامعة تل أبيب، أن الهاسبارا لا تنجح دائما في إقناع الناس، و ترى أن إسرائيل فشلت حديثا في إقناع الجمهور بحقيقة اغتصاب نساء إسرائيليات وقطع رؤوس أطفال عندما امتنعت عن نشر صور وفيديوهات تؤكد ذلك.

وفي مثال آخر عن فشل الدعاية الإسرائيلية، نشر أحد مستخدمي منصة إكس تدوينة يقول فيها أن الفيديو الذي تظهر فيه الرهينة المسنة وهي تصافح أحد عناصر حركة حماس هو بمثابة ضربة قوية للهاسبارا الإسرائيلية.

تفيد دراسة أكاديمية نشرتها مجلة تورون للدراسات الدولية أن تقنية الهاسبارا باتت تتحول من الحديث عن ما يدور حول حق إسرائيل في الوجود على الساحة الدولية إلى الحديث عن المكاسب والتقدمات التي أحرزتها في مجالات التكنولوجيا والعلوم والصناعة. وتقوم منظمة هاسبارا بالتركيز على هذه النقط في برامجها التي تقدمها للطلاب الأميركيين.