Thanksgiving.. قصة بدأت على شواطئ ماساتشوستس مع الهنود الحمر

لم يصبح عيد الشكر عطلة وطنية حتى 1863، عندما أعلن الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن خلال الحرب الأهلية، عيد الشكر كعطلة وطنية، الأمر الذي أعتبره المؤرخون محاولة من جانب لينكولن، للاحتفال بأميركا، وأن يكون بمثابة رمز للاتحاد الجديد.

في عام 1941، أقر الكونغرس الأميركي عيد الشكر كعطلة رسمية يتم الاحتفال بها في الخميس الرابع من شهر نوفمبر، ومنذ ذلك الحين يعد اليوم إجازة رسمية على المستوى الوطني، ومعه يبدأ موسم الأعياد والعطلات في الولايات المتحدة.

ومع مرور الوقت تحول عيد الشكر إلى تقليد سنوي أميركي خالص يحتفل به الأميركيون بمختلف أعراقهم ودياناتهم، وفي الاحتفالات التقليدية، يتم توفير الطعام للفقراء، وغالباً ما تقوم الجمعيات الخيرية والشركات بحملات غذائية وتوزيعات خيرية، بما في ذلك تقديم عشاء عيد الشكر.

ويحرص العديد من الأميركيين على التطوّع في مطابخ الطعام المجانية أو التبرع لبنوك الطعام، في حين يساهم البعض الآخر في الحملات الغذائية التي تنظمها شركات الأعمال التجارية المحلية أو الكنائس أو المعابد اليهودية أو المساجد أو دور العبادة الأخرى.

وفي 2016 أثناء الاحتفالات بعشاء عيد الشكر، فاجأ الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وابنته ساشا الجميع بالتطوّع مع متطوعين آخرين لتحضير الطعام في المطبخ المركزي في العاصمة واشنطن.

يعتبر الديك الرومي، هو الوجبة الرئيسية في عشاء "عيد الشكر" وفقاً للعادة التاريخية.

إلا أنه خلال السنوات الأخيرة ومع التنوّع الكبير في المجتمع الأميركي، أصبح عشاء "عيد الشكر" رمزاً للتنوّع الثقافي والحضاري، إذ عادة ما يشارك المهاجرون بوجبات خاصة أو أطباق من أرثهم الثقافي والحضاري.

بينما يتم إعداد الديوك الرومية في كافة أنحاء البلاد لتكون الطبق الرئيسي على موائد الأميركيين، يلجأ البيت الأبيض إلى إصدار عفو رئاسي عن ديك رومي واحد.

هذا الديك يتم اختياره بمعرفة الرئيس الأميركي، ليعيش بعدها الطائر المحظوظ، ويمنع ذبحه، ويقضي سنواته الأخيرة في ماونت فيرنون، فيرجينيا، العقار السابق لأول رئيس للبلاد، جورج واشنطن.

لا تقتصر فعاليات عيد الشكر على إعداد مائدة الطعام العائلية فحسب، في التقاليد الأميركية، إنما تمتد أيضا لتنظيم عروض ومارثون للجري للأعمال الخيرية، ويتم تنظيم عرض ضخم جداً في ولاية نيويورك، حيث تتوجه أنظار الأميركيين، لعرض عيد الشكر الذي ينظمه متجر (Macy’s) في شوارع مدينة نيويورك.

وأقيم العرض الأول في 1924، وفي السنوات الأولى شاركت فيه حيوانات حية من حديقة حيوانات سنترال بارك.

وفي العام 1927، استبدل المسؤولون الحيوانات الحيّة ببالونات الهيليوم الكبيرة على أشكال حيوانات، واليوم يشاهد العرض في شوارع نيويورك فحسب ما يقرب من 3.5 مليون من مواطني وزوار المدينة الأشهر في العالم.

وخلال العرض تشارك فرق الاستعراض الموسيقية من المدارس الثانوية والكليات من جميع أنحاء الولايات المتحدة في العرض.

وعلى مستوى الولايات المتحدة في صباح عيد الشكر، يستيقظ الكثير للركض في سباقات محلية (غالباً للأعمال الخيرية) تسمى هرولة الديك الرومي، إلا أن عرض (Macy’s) هو الأكبر والأكثر شهرة.

اليوم التالي لعيد الشكر، يشهد أكبر مهرجات تخفيضات داخل الولايات المتحدة أو ما يعرف بالـ Black Friday أو الجمعة السوداء، فمع انطلاق موسم الأعياد رسميا تلجأ العديد من المحلات والمتاجر الكبرى في تقديم خصومات كبيرة وعروض ترويجية خاصة تجذب الملايين، حول الولايات المتحدة، وتشهد المتاجر الكبرى ازدحاماً شديداً خلال هذا اليوم.

تعد عطلة عيد الشكر مناسبة عائلية في المقام الأول، ولذلك يسافر ملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد لزيارة عائلاتهم خلال عيد الشكر.

ويعد أسبوع عيد الشكر أحد أكثر المواسم ازدحاماً في الولايات المتحدة، سواء في رحلات الطائرات أو القطارات أو حتى على الطرق الرئيسية، ويعد اليوم السابق لعيد الشكر واليوم الذي يليه من أكثر الأيام التي يتم السفر فيها على نطاق واسع خلال العام في الولايات المتحدة، ولذلك ينصح بالسفر قبل "عيد الشكر" بوقت كافٍ.