اتفاق الأسرى يحرر "حنين" من اعتقال سببه منشور

في العاشر من نوفمبر الجاري تغير كل شيء بالنسبة لحنين أكرم وأسرتها، عندما طرقت القوات الإسرائيلية باب منزلهم في الضفة الغربية في الفجر.

خلال لحظات، وضعت الأصفاد في يدي الشابة الفلسطينية ورُبطت عيناها كي لا ترى شيئا حولها.

تقول حنين عما حدث خلال تلك الليلة في تصريحات خاصة لبلينكس: "تجربة الاعتقال صعبة.كانوا عدوانيين. بقيت في سيارة المعتقل 3 ساعات".

نهاية الرحلة لم تكن سعيدة على أي حال، إذ انتهى الأمر بالشابة الفلسطينية في زنزانة صغيرة للغاية. تقول حنين "إحنا عشنا كأننا في قبر.الزنزانة متر في متر، ملحق بها حمام وفرش للنوم بيشيلوه الساعة ٦، ممنوع إنك ترتاحي".

إضافة إلى صعوبة الإقامة في المساحة الصغيرة، كان على الشابة التأقلم أيضا مع تعرضها للضرب من قبل السجانات في المعتقل، بالإضافة إلى السُباب والمضايقات.

تشرح الأمر قائلة: "كان معنا معتقلين من عمر ١٤ سنة إلى ٦٠ سنة، كانوا لا يفرقون بيننا، الكل يعاملونه بوحشية".

لا تعلم حنين بالتحديد كم كانت ستبقى رهن الاعتقال لولا اتفاق الأسرى الذي أسفر عن عودتها لعائلتها خلال فترة وجيزة، ولكن في حال بقيت في السجن فترة أطول، فما كانت لتسمع بنبأ الهدنة في قطاع غزة من الأساس.

طوال فترة اعتقالها، فقدت الشابة اتصالها بالعالم الخارجي تماما، وعاشت عزلة متصلة حتى أنها لم تعرف بمقتل أحد شباب مخيم بالقرب من منزلها سوى بعد ما يزيد عن 10 أيام عندما أسفر اتفاق الأسرى عن الإفراج عنها.

قبل تجربة الاعتقال، اعتادت حنين أن تتقاطع مع قضية الاعتقال لكنها لم تتخيل أن تُصبح يوما بطلة إحدى تلك القصص. تقول: "شعوري مايوصف ما في أجمل من الحرية. لولا الأسرى ما كان في وطن".

ترى حنين أن الاستقبال الحافل من المواطنين للمعتقلين المفرج عنهم وهي بينهم منحها المزيد من القوة، فتقول: "الناس فخورين فينا. إحنا قوينا".

إلا أن مشهد الاحتفال لا يرسم ملامح الصورة الكاملة للحياة في الضفة ما بعد حرب غزة، إذ تشرح حنين أن هامش الحرية قد انخفض فتقول: "ممنوع تحكي، ممنوع تدعمي القضية. الضفة لم تعد كما كانت، قبل حرب غزة شيء وبعدها شيء ثاني".

لكنها ما تزال تأمل أن يتبدل الحال فتقول: "أتمنى يتحرر الوطن، طول ما في احتلال راح يضل في اعتقالات، كل حدا بفلسطين معرض للاعتقال".