سياسة
.
يشهد ٧ ديسمبر على مضي شهرين من وقت اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من ١٧ ألف فلسطيني بحسب إحصائية وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بعدما شنّت الأخيرة هجوما غير مسبوق في 7 أكتوبر على إسرائيل تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، حسب السلطات الإسرائيلية.
فما هي أبرز الأحداث التي سُجلت في الـ 60 يوما الماضية؟
يوصف الجيش الإسرائيلي بأنه "أقوى الجيوش بالشرق الأوسط"، وعلى الرغم من ذلك، فشل في رصد وصد الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس.
في هذا الشأن، كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته الأسبوع الماضي أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بخطة حماس لشن هجوم على إسرائيل قبل أكثر من عام من عملية 7 أكتوبر.
ويفيد التقرير أن كبار القادة العسكريين الإسرائيليين إما تجاهلوا أو قللوا من أهمية التحذيرات من أن حماس كانت تخطط للهجوم الذي أشعل حربا ضد حركة حماس.
وعلى الرغم من بدء إسرائيل قصفها الجوي لقطاع غزة بعد ساعات من الهجوم، إلا أنها لم تشن غزوها البري إلا بعد 20 يوما.
ويرجح خبراء تأخر الاجتياح إلى سعي إسرائيل لجمع قواتها وعتادها الحربي وجنود احتياطها "لخلق شروط أفضل للعمليات البرية"، وفقا لشبكة سي إن إن.
ويشير موقع تايمز أوف إسرائيل إلى أن مسؤولين أميركيين أقنعوا إسرائيل بتأجيل غزوها البري على غزة حتى يتم نشر أنظمة الدفاع الجوي الأميركية في المنطقة.
بعد وضع خطة حرب استغرقت قرابة شهر عقب هجوم حماس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عن 3 مراحل لحرب إسرائيل على غزة، حسبما ورد على موقع يورونيوز.
وقال غالانت حينها إن المرحلة الأولى ستشمل عمليات قصف جوي، يليها الغزو البري في المرحلة الثانية للإضرار بالبنية التحتية لحماس، ثم المرحلة الثالثة التي ستضم "إنشاء نظام أمني جديد في قطاع غزة، وخلق واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل والمنطقة المحيطة بقطاع غزة".
بوساطة قطرية وأميركية، توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى الاتفاق على هدنة بدأت في 24 نوفمبر وانتهت في 1 ديسمبر.
وخلال الأيام الـ7 التي عم فيها الهدوء نوعا ما، تم تبادل المحتجزين حيث أطلقت حركة حماس سراح 110 من الرهائن، بينهم حملة جوازات أجنبية وفقا لشبكة بي بي سي.
وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا معظمهم من المراهقين والنساء، ومن بينهم الناشطة عهد التميمي وإسراء الجعابيص التي زج بها في السجن بحروق تغطي 60٪ من جسمها.
حرب إسرائيل ضد حماس واحدة، لكن فواتيرها كثيرة، وتمتد من الاقتصاد إلى الجيش.
ويكلف الصراع الاقتصاد الإسرائيلي حوالي 260 مليون دولار يوميا، وفقا لتقديرات وزارة المالية. ويتجاوز هذا المبلغ ما توقعته إسرائيل عندما اندلعت الحرب في أوائل أكتوبر. إذ يتعين على الحكومة الآن أن تنفق المزيد على الأسلحة وأجور مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين استدعتهم مع استمرار العملية العسكرية في غزة.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه التكاليف، تنخفض الإيرادات المالية بسبب تراجع السياحة والاستهلاك، وفقا لوكالة بلومبرغ.
ونقلت وكالة رويترز عن خبراء، أن السياحة في إسرائيل تعرضت لانخفاض حاد مع دخول الشهر الثاني من الحرب، حيث انخفض عدد زوار إسرائيل إلى 39 ألفا الشهر الماضي مقابل 99 ألفا في أكتوبر و370 ألفا في نوفمبر 2022.
اضطر الآلاف من المدنيين في شمال غزة للنزوح إلى المنطقة الجنوبية والاحتماء في ملاجئ مكتظة وفرت مناخا مناسبا لانتشار الأوبئة.
ونشرت منظمة الصحة العالمية بيانا تشير فيه إلى انتشار العدوى البكتيرية مثل الإسهال وأمراض أخرى مثل الجرب والقمل وجدري الماء والطفح الجلدي وإصابات في الجهاز التنفسي في صفوف النازحين.
ونقلت شبكة سي إن إن عن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغاريت هاريس أن انتشار الأمراض والأوبئة قد يكون أكثر فتكا من الضربات الجوية.
في الفترة الممتدة بين 7 و20 أكتوبر، كان من المفترض أن تعبر 2100 شاحنة معبر رفح لتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.
ولم يسمح للشاحنات بالعبور إلا بعد 21 أكتوبر. وبحلول 1 نوفمبر، تمكنت 227 شاحنة من توصيل المساعدات الغذائية والطبية، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وانخفض عدد الشاحنات التي تعبر يوميا في الأيام الأخيرة إلى أقل من 100. وكان عدد الشاحنات المسموح لها بالدخول إلى غزة قد وصل 200 شاحنة فترة الهدنة التي استمرت أسبوعا سارية، وفقا لرويترز.
أغلقت العديد من المستشفيات أبوابها بعد تعرضها لغارات جوية أو نفاد الوقود أو محاصرتها من قبل القوات الإسرائيلية. وتعاني بعض المستشفيات التي تمكنت من البقاء مفتوحة من إرهاق كبير لدرجة أنها لا تستطيع قبول مرضى جدد.
وترفض مستشفيات الجنوب استقبال المرضى وذلك لتجاوز طاقتها الاستعابية، بعدما بدأت في علاج بعض المرضى على الأرض. ومع عدم وجود مساحة كافية وإمدادات طبية قليلة، يتم إخراج العديد منهم بسرعة للتعافي وسط الأحياء المدمرة في القطاع.
وتوفي عدد من المرضى الذي كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي في غياب الخدمات الصحية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل أقامت نظاما كبيرا من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة في محاولة لإخراج مقاتليها.
وذكر التقرير أنه في منتصف نوفمبر تقريبا، أكمل الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ. ويمكن لهذه المضخات نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولا في الجيش الإسرائيلي أحجم عن التعليق على خطة غمر الأنفاق، لكنها نقلت عنه قوله "جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل على نزع قدرات حماس بطرق مختلفة، باستخدام أدوات عسكرية وتكنولوجية مختلفة".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة