الذخيرة غير المتفجرة.. الإرث المنتظر من حرب غزة

في عام 2014 وحده، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 7 آلاف قطعة من الذخائر المهجورة أو غير المنفجرة ظلت في غزة بسبب نقص الإمدادات، ووفقا للمنظمة الدولية للمعاقين – الإنسانية والشمول الدولية المعنية بعدم قصف المدنيين فإن الذخائر مصدرها غزة نفسها أو الغارات الجوية الإسرائيلية.

ومنذ عام ٢٠١٤ وحتى ٢٠١٩ أزيلت ودمرت ٨ آلاف و٧٨٦ من مخلفات الحرب القابلة للانفجار تحت إشراف دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS)، وفي أعقاب مواجهات مايو 2021 وأغسطس 2022 ومايو 2023، تم تحديد موقع 21 موقعا للقنابل المدفونة عميقا، فيما أعلن 18 موقعا منها آمنة بحسب الأمم المتحدة.

أما في الحرب الحالية، ورغم عدم إعلان إسرائيل رقما دقيقا لعدد القنابل التي ألقتها على القطاع فإن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد أشار مطلع نوفمبر الماضي إلى إلقاء إسرائيل ١٠ آلاف قنبلة على القطاع، ووفقا للخبراء فإن واحدا من بين كل 10 أسلحة متفجرة لا ينفجر، ويختلف المعدل باختلاف نوع السلاح، مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك يقل مع الأسلحة الحديثة.

وفيما يخص التكلفة، فإن الأمر يستغرق من جانب الأمم المتحدة ما يصل إلى 30 شخصا للحفر في الأنقاض لأكثر من شهر للعثور على قنبلة واحدة وتفكيكها في غزة، بتكلفة تصل إلى 40 ألف دولار لكل قنبلة بحسب تشارلز بيرش الخبير في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام لواشنطن بوست.

نتاج الحروب التي خاضها العراق في العقود الماضية، فإن هناك ما يقرب من ٣٠٠٠ كيلومتر مربع من الأراضي الملوثة بالذخائر غير المتفجرة والتي يوجد ٢٧٪ منها في الأراضي الزراعية ما يعيق عمليات الزراعة، و٢١٪ في البنى التحتية ما يعيق عمليات إعادة الإعمار.

وأزالت الأمم المتحدة في الفترة بين يناير من العام الماضي حتى نهاية سبتمبر ٢٠٢٢ حوالي 7 آلاف و526 مادة متفجرة من مخلفات الحروب وألفين و872 عبوة ناسفة مبتكرة من ضمنها وألف ٢٠٧ ألغام مضادة للأفراد.

على مدار عقود تمتد إلى الحرب العالمية الثانية، تركت ملايين الألغام في مصر لاسيما في الصحراء الغربية حيث دارت رحى الحرب بين الحلفاء وقوات المحور، إضافة إلى معارك مصر أمام إسرائيل بين ١٩٥٦ و١٩٧٣، لتترك ما مجموعه ٢٣ مليون لغم يمثلون ٢٠٪ من إجمالي الألغام الموجودة على مستوى العالم بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية عام ٢٠٠٩.

ولكن في أغسطس من العام الماضي، أعلنت القوات المسلحة المصرية ما مجموعه 25 مليون لغم وجسم متفجر وذخائر خلال السنوات الماضية، وذلك في إطار جهودها فى إزالة مخلفات الحرب العالمية الثانية بالصحراء الغربية والتي تمثل 22% من إجمالي مساحة مصر، بحسب ما أعلن المتحدث العسكري المصري.

وثّقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بين عام 2015 و 2022 مقتل أو إصابة 15 ألف شخص جراء الذخائر المتفجرة، بما يعادل مقتل أو إصابة 5 أشخاص يومياً.

وفي يوليو 2018، وقّعت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مذكرة تفاهم مع سوريا.

ومع نشرها في أكتوبر 2018، بدأت الدائرة في المشاركة في توسيع الأنشطة الإنسانية المتعلقة بالألغام والكشف عنها في جميع أنحاء سوريا، مع إعطاء الأولوية للمجتمعات الأكثر احتياجًا.

ووفق الأمم المتحدة، يعيش "حوالي 11.5 مليون شخص في مناطق ملوثة بالذخائر غير المتفجرة"، وهو "ما يجعل سوريا واحدا من بين إثنين يعيش في خطر جراء مخلفات الحرب.