سياسة
طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، فجر الأربعاء، بوقف فوري للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، لأسباب إنسانية، بعد أن أيد معظم الأعضاء هذه الخطوة التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدها في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
ولا تملك واشنطن حق النقض في الجمعية العامة. وصوتت ضد القرار، إلى جانب إسرائيل و8 دول أخرى. وأيدت 153 دولة القرار، فيما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
فماذا يعني القرار؟ وهل هو ملزم لإسرائيل؟ وهل تعني الأغلبية الساحقة فقدان تل أبيب الدعم الدولي؟ وما ردود الفعل على هذا القرار؟
يدعو قرار الجمعية العامة إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في قطاع غزة. ويطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، وامتثال الجانبين المتحاربين للقانون الدولي وتحديدا فيما يتعلق بحماية المدنيين، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية.
وسعت واشنطن لتعديل النص ليشمل رفض وإدانة "الهجمات الإرهابية الشنيعة التي تشنها حماس، واحتجاز الأسرى"، كما حاولت النمسا إضافة تعديل يشمل عبارة الأسرى الذين تحتجزهم حماس، لكن المحاولتين لم تحصلا على أغلبية الثلثين لإقرارهما.
وعارض سفير باكستان لدى الأمم المتحدة منير أكرم كلا التعديلين لتسمية حماس قائلا إن أي لوم "يجب أن يلقى على عاتق الطرفين وخاصة إسرائيل".
وقال أمام الجمعية العامة "عندما تحرم الناس من الحرية والكرامة، وعندما تهينهم وتحبسهم في سجن مفتوح، حيث تقتلهم كما لو كانوا وحوشا، فإنهم يغضبون بشدة ويفعلون في الآخرين مثل ما حدث لهم".
واستنكر السفير المصري أسامة محمود عبد الخالق محمود خلال تقديمه مشروع القرار التلكّؤ في وضع حدّ لـ"آلة الحرب هذه"، مندّداً بجهود أقليّة من البلدان ومعارضتها الرأي العام الدولي المؤيّد لوقف إطلاق النار.
تتزايد العزلة الدبلوماسية لإسرائيل في حربها ضد حماس، إذ طالبت الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
وأعطى تصويت 153 دولة لصالح إيقاف الحرب من 193 دولة، ومعارضة 10 دول فقط، مؤشرا على فقدان إسرائيل الدعم الدولي.
وقبل التصويت في الأمم المتحدة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مناسبة لجمع التبرعات لحملة إعادة انتخابه عام 2024 إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب ما تقوم به من "قصف عشوائي".
وقال زعماء كندا واستراليا ونيوزيلندا على نحو منفصل في بيان مشترك يدعو إلى وقف إطلاق النار "من غير الممكن أن يكون ثمن هزيمة حماس استمرار معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين".
وقصفت إسرائيل غزة من الجو وفرضت حصارا وشنت هجوما بريا ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 أسيرا. وتقول وزارة الصحة في غزة إن 18205 فلسطينيين قتلوا وأصيب ما يقرب من 50 ألفا.
ودعت الجمعية العامة في أكتوبر الماضي إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية" في قرار تم اعتماده بأغلبية 121 صوتا ومعارضة 14 بينهم الولايات المتحدة مع امتناع 44 عن التصويت.
لكن تلك نسبة المعارضين والممتنعين قلت، مع التصويت على قرار بإيقاف فوري للحرب.
قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، لكنها تحمل ثقلا سياسيا وتعكس وجهة نظر عالمية بشأن الحرب.
قرار الأمم المتحدة ليس ملزما لكنه يحمل ثقلا سياسيا ويعكس وجهة نظر عالمية حيال الحرب. ويأتي بعد أسبوع من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد دعوة مماثلة في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا.
لكن حتى مع دعم هائل لنصّ غير ملزم، "لا أحد يتصوّر أنّ الجمعية العامة قادرة على إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار، تماماً كما لا يمكنها أن تأمر بوتين بمغادرة أوكرانيا"، بحسب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان لفرانس برس.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش منذ فترة طويلة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وقام الأسبوع الماضي بخطوة نادرة بتحذير مجلس الأمن من التهديد العالمي الذي تشكله الحرب.
قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أمام الجمعية العامة قبل التصويت إن هناك جوانب في القرار تدعمها الولايات المتحدة مثل الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة بشكل عاجل وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى.
لكنها أضافت "أي وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي سيكون مؤقتا في أحسن الأحوال، وخطيرا على الإسرائيليين الذين سيتعرضون لهجمات لا هوادة فيها، وسيكون خطيرا أيضا على الفلسطينيين الذين يستحقون الفرصة لبناء مستقبل أفضل لأنفسهم بعيدا عن حماس".
وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، مستشهدا باحتجاجات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، إن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في "تجاهل هذه القوة الهائلة". ووصف تصويت الجمعية العامة بأنه نتاج مشاعر عامة.
وقال لصحفيين بينما كان يقف سفراء عرب إلى جانبه "من واجبنا الجماعي أن نواصل السير على هذا الطريق حتى نرى نهاية لهذا العدوان على شعبنا، وأن نرى هذه الحرب تتوقف ضد شعبنا. ومن واجبنا إنقاذ الأرواح".
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان قبل التصويت "وقف إطلاق النار يعني شيئا واحدا فقط: ضمان بقاء حماس وضمان بقاء الإرهابيين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية والذين يتعهدون بإبادة إسرائيل واليهود".
وقال أمام الجمعية العامة "وقف إطلاق النار حكم بالإعدام على عدد لا يحصى من الإسرائيليين وسكان غزة، بتصويتكم لصالح هذا القرار فإنكم تدعمون بقاء الإرهاب الجهادي واستمرار معاناة سكان غزة".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة