مخاض عسير لـ"حارس الازدهار".. التفاصيل غائبة والأوروبيون يبتعدون

"حارس الازدهار" مبادرة أميركية لحشد قوات بحرية من جنسيات مختلفة، بهدف حماية السفن في البحر الأحمر، الذي تمر من خلاله 30% من إجمالي التجارة الدولية، بحسب وكالة "رويترز"، إذ يربط جغرافيا أميركا الشمالية وأوروبا بدول آسيا.

ويضم التحالف كلا من بريطانيا والبحرين وكندا وسيشيل. وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن اليونان وأستراليا انضمتا أيضا إلى هذا التحالف، وإن ذلك رفع عدد الدول المشاركة إلى 20، لكنه أضاف أن 8 دول على الأقل منها رفضت الإعلان عن مشاركتها، وذلك لحساسية الموقف إزاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.

وأدى غياب التفاصيل والافتقار إلى وضوح ما ستفعله الدول تحديدا لزيادة حيرة شركات الشحن التي غيّر بعضها مسار السفن، بعيدا عن المنطقة بعد الهجمات التي تقول جماعة الحوثي، إنها تشنها ردا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

دعوة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لـ"حارس الازدهار" لم تلق التأييد المتوقع أوروبيا، إذ أكدت فرنسا أنها تسعى لأمن المنطقة، لكن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية.

في الوقت نفسه، قالت وزارة الدفاع الإيطالية، إنها سترسل الفرقاطة البحرية فيرجينيو فاسان إلى البحر الأحمر لحماية مصالحها، استجابة لطلبات محددة قدمها أصحاب سفن إيطاليون.

وقالت هولندا، إنها سترسل ضابطين، وقالت النرويج إنها سترسل 10 ضباط بحرية إلى البحرين التي تستضيف مقر قيادة القوات البحرية المشتركة. وقالت الدنمارك، يوم الأربعاء، إنها ستشارك في العملية بإرسال ضابط واحد.

وزارة الدفاع الإسبانية أعلنت أنها لن تشارك إلا في مهام يقودها حلف شمال الأطلسي أو عمليات ينسقها الاتحاد الأوروبي، وأنها لن تشارك من جانب واحد في عملية البحر الأحمر.

ووفقا لمصادر دبلوماسية، كانت هذه التغييرات المفاجئة هي السبب في أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحدث مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيث، يوم الجمعة الماضي، في أول اتصال بينهما منذ تولي سانشيث للسلطة.

وعلى الرغم من أن الحكومة الإسبانية لم تشر إلى قضية البحر الأحمر في بيانها، فإن مصادر كشفت عن أن كلا الزعيمين ناقش أهمية ضمان عدم انتشار حرب غزة في المنطقة بأكملها، وأدانا الهجمات الحوثية المستمرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وفقا لصحيفة "إلبايس" الإسبانية.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسبانية، يولاندا دياث، في تصريحات لإذاعة "كادينا سير" الإسبانية، إنه شيء فظيع أن يتسارع المجتمع الدولي في حماية المصالح التجارية في البحر الأحمر، ولكنه يظل غير مهتم بحماية السكان المدنيين في غزة.

هناك العديد من التحالفات القائمة بالفعل من عدة دول في العمليات الدولية لحماية ممرات الشحن في المنطقة، تتضمن حماية السفن من القراصنة الذين عطّلوا الشحن قبالة سواحل الصومال عدة سنوات.

وهذه التحالفات هي:

• عملية أتلانتا التي أنشأتها القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في الصومال، وتعمل قبالة القرن الأفريقي وفي غرب المحيط الهندي لدعم قرارات الأمم المتحدة لحماية البحار من القرصنة، ومقرها في إسبانيا.

• عملية أجينور، وهي بقيادة أوروبية تستهدف ضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي رئيسي لصادرات النفط من المنطقة.

• القوات البحرية المشتركة، وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات تتولى الولايات المتحدة قيادتها من البحرين. وتضم 39 عضوا، تتضمن دولا أعضاء في حلف شمال الأطلسي وأوروبية وأخرى من المنطقة وغيرها، وإحدى قواتها هي فرقة العمل المشتركة 153 التي تعمل في البحر الأحمر.