سياسة
مئة يوم مرت على الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة عقب هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي ليسقط ما يقرب من 24 ألف قتيل فلسطيني وأكثر من ٦٠ ألف مصاب.
خلال هذه الأيام نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودمرت العديد من المباني، وسط أزمة إنسانية، دفعت جنوب أفريقيا للتقدم بدعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لاتهامها بارتكاب إبادة جماعية.. فماذا حدث خلال ١٠٠ يوم غيرت وجه المنطقة؟
في 7 أكتوبر 2023، اقتحم مقاتلو حركة حماس وفصائل فلسطينية مستوطنات غلاف قطاع غزة وهاجموا بلدات مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 أسيرا واقتيادهم إلى غزة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
حينها، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الحرب، وبدء غارات جوية انتقامية على قطاع غزة المكتظ بالسكان، إلى جانب حصار كامل للقطاع الساحلي الواقع بين إسرائيل ومصر.
في اليوم التالي، بدأ حزب الله اللبناني، عملية قصف عبر الحدود ضد إسرائيل قال إنها ستستمر طوال الحرب، مما أدى إلى قصف إسرائيلي مضاد.
طلبت إسرائيل من سكان مدينة غزة التي يعيش فيها أكثر من مليون نسمة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الإخلاء والتحرك جنوبا.
في أعقاب ذلك، اتخذت إسرائيل على مدار الأسابيع التالية إجراءات لإخلاء الشمال بأكمله، ليفر مئات الآلاف من سكان غزة من منازلهم لتبدأ عملية من شأنها أن تؤدي قريبا إلى تهجير جميع سكان قطاع غزة تقريبا مع اضطرار الأسر في كثير من الأحيان إلى الفرار عدة مرات مع تقدم الجيش الإسرائيلي.
قصفت إسرائيل المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة ما أثار غضبا في العالم العربي.
وخرجت إسرائيل لتقول إن سبب الانفجار هو صاروخ فلسطيني أخطأ هدفه، وهي رواية أيدتها واشنطن في وقت لاحق.
الانفجار ألقى بظلاله على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في اليوم التالي حيث ألغيت قمته المقررة مع عدد من الزعماء العرب, وفي إسرائيل، قدم بايدن الدعم الكامل لحقها في الدفاع عن نفسها، لكنه يطلب من الإسرائيليين أيضا ألا يعميهم غضبهم.
اعترضت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من اليمن فوق البحر الأحمر صوب إسرائيل، لتواصل جماعة الحوثي اليمنية، هجمات متفرقة طويلة المدى على إسرائيل وضد عمليات الشحن في البحر الأحمر فيما يوصف بالتضامن مع غزة.
وقد شهدت الأيام التالية السماح لشاحنات المساعدات بالعبور من معبر رفح الحدودي من مصر إلى غزة بعد أيام من الجدل الدبلوماسي. ولم يكن هذا سوى نزر يسير مما هو مطلوب في غزة، حيث ينفد الغذاء والمياه والأدوية والوقود. وتستمر الجهود الرامية لتأمين ما يكفي من إمدادات في ظل الحصار الإسرائيلي وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.
بعد أسبوع من توغلات محدودة، شنت إسرائيل هجوما بريا واسع النطاق في غزة، بدأ بهجوم على الشمال وتعهد بإطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على حماس.
وقد شهدت نهاية أكتوبر تكبد إسرائيل لأكبر عدد من القتلى بين جنودها في يوم واحد حيث قتل ١٥ شخصا من صفوفها.
وفي ١٥ نوفمبر، دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، بعد حصار دام عدة أيام قال الطاقم الطبي إنه تسبب في وفاة مرضى وأطفال حديثي الولادة بسبب نقص الكهرباء والإمدادات.
وتدعي إسرائيل أن المستشفى تستخدم لإخفاء مقر تحت الأرض لمقاتلي حماس، وهو ما ينفيه العاملون، وفي غضون بضعة أسابيع أخرى خرجت جميع المستشفيات التي تخدم النصف الشمالي من غزة عن الخدمة.
أعلنت إسرائيل وحماس الهدنة الأولى في الحرب حيث جاء الاتفاق الرئيسي على وقف القتال لمدة أربعة أيام لتبادل نساء وأطفال من الأسرى المحتجزين في غزة مقابل نساء وأطفال تحتجزهم إسرائيل، والسماح بدخول المزيد من المساعدات.
وتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح 105 أسرى وحوالي 240 فلسطينيا، قبل أن ينهار وتستأنف الحرب في الأول من ديسمبر.
بعد أيام من انتهاء الهدنة، شنت إسرائيل أول هجوم بري كبير لها في جنوب غزة، على مشارف المدينة الجنوبية الرئيسية، خان يونس. تقول منظمات دولية إن المرحلة التالية من الحرب، والتي ستوسع نطاق الحملة العسكرية من الشمال إلى طول القطاع بالكامل بما في ذلك المناطق التي تؤوي بالفعل مئات الآلاف من النازحين، ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
في منتصف ديسمبر، قتلت القوات الإسرائيلية بالخطأ ثلاثة أسرى في غزة، ما أدى إلى اندلاع موجة من الانتقادات العلنية لمسار الحرب داخل إسرائيل، على الرغم من أن الحملة لا تزال تحظى بدعم داخلي واسع النطاق.
أعقب ذلك، شن القوات الإسرائيلية هجوما بريا كبيرا على مناطق في وسط قطاع غزة، في أعقاب حملة من الغارات الجوية أدت مرة أخرى إلى فرار مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم نزحوا بالفعل.
في ١١ يناير، شنت الطائرات الحربية والسفن والغواصات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات الجوية في جميع أنحاء اليمن ردا على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
في المقابل، أعلن الحوثيون مقتل خمسة من عناصرهم في الضربات الأولية، متوعدين بالانتقام ومواصلة الهجوم على السفن.
وقد شهد اليوم نفسه استماع محكمة العدل الدولية إلى البيانات الافتتاحية في قضية تتهم فيها جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب حملة إبادة جماعية تقودها الدولة ضد السكان الفلسطينيين. وهو الأمر الذي تنفيه إسرائيل.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة