هيلي وترمب وجها لوجه.. ما الذي تعنيه محطة نيوهامشير؟

بالنسبة إلى رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترمب، يبدو أنه قرر وضع منافسته الأخيرة نيكي هيلي تحت المجهر، إذ كثّف من هجماته خلال الأسبوع الماضي.

وصف ترمب، هيلي بأنها "ليست ذكية بما يكفي"، واعتبر أنها لم تنل احترام الناخبين.

مزاج الرئيس السابق يبدو قد تغيّر أيضا بالنسبة لديسانتيس الذي أعلن تأييده لترمب بعد انسحابه.

فخلال عطلة نهاية الأسبوع هاجم ترمب هيلي مجددا، لكنه أشاد بديسانتيس ووصفه بـ"شخص صاحب إمكانيات عالية"، وذلك حتى قبل دعم حاكم فلوريدا له أمام حشد من أنصاره.

وقال ترمب، وسط تصفيق حاد في مقر حملته في مانشستر: "من دون الدعم، أعتقد أننا نلنا كل هذه الأصوات. لأن لدينا سياسات متشابهة جدا، تأمين الحدود، والتعليم الممتاز والضرائب المنخفضة وأقل قدر ممكن من القواعد، إنها أمور لا تتحدّث هيلي عنها حقا، نظرا لكونها مع العولمة".

تهاجم هيلي ترمب أيضا، لكن على طريقتها الخاصة، ففي وقت سابق سخرت من إمكانياته الذهنية، بعدما خلط بينها وبين الديمقراطية نانسي بيلوسي خلال تجمع انتخابي.

لا يعني ذلك أن هيلي تمضي في السباق الانتخابي بأريحية، فمع خروج ديسانتيس من المشهد، تحاول المرشحة الجمهورية الاعتماد على نسبة كبيرة من المستقلين في نيوهامشير الذين يسمح لهم بالتصويت في الانتخابات التمهيدية لأي الحزبين.

ويختار هؤلاء عادة المرشح الأكثر اعتدالا، بتلك الطريقة قد تستفيد هيلي، مما يعده محللون تحدثوا لفرانس برس، فرصتها الأخيرة.

لكن التحدي صعب في كل الأحوال، إذ إن هيلي تتخلف عن ترمب بـ15 نقطة، وفق معدلات الاستطلاعات الصادرة عن موقع "ريل كلير بوليتيكس" لاستطلاعات الرأي، وموقع "فايف ثرتي إيت" المتخصص في تحليل البيانات واستطلاعات الرأي، فيما يبدو أن الزخم الذي اكتسبته هيلي مؤخرا توقف.

ولكن في حال تجاوز أداء هيلي التوقعات، الثلاثاء، يمكن أن تستعيد موقعها بوصفها مصدر تهديد حقيقي للرئيس السابق، قبل التوجه إلى الصناديق في ولايتها كارولاينا الجنوبية أواخر شهر فبراير.

تمثل نيوهامشير انتصارا صغيرا ضمن المشهد الأكبر، إذ إنها لا تحدد غير 22 من المندوبين البالغ عددهم 2429 الذين يختارون المرشح خلال مؤتمر الجمهوريين المرتقب في ميلووكي، شهر يوليو المقبل.

لكن أهمية نيوهامشير تعود إلى اعتبارها مؤشرا يمكن الاعتماد عليه بالنسبة للنجاح الانتخابي على مستوى البلاد، كما يُنظر إليها على أنها تحدد الشكل الذي ستكون عليه العملية الانتخابية المقبلة.

يمكن للتصويت يوم "الثلاثاء الكبير" الموافق الخامس من مارس، عندما تكون المنافسة على أصوات 874 مندوبا أن يُسهم في حمل المرشح على قطع 75% من الطريق للوصول إلى العدد الإجمالي الذي يتطلبه الفوز بالترشيح.

ويتوقع مساعدو ترمب أن يكون في موقع يمكّنه من حسم السباق بعد أسبوع على ذلك الموعد، ويرغبون بأن يكون ترشيحه مضمونا بحلول أبريل، أي قبل انطلاق أي من محاكماته الجنائية العديدة.