"بايدن المزيف".. AI يواجه 4 مليارات ناخب

سكان نيوهامشير الأميركية لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع وحدهم في العام 2024، الولايات المتحدة بشكل عام على موعد مع سباق على ساكن البيت الأبيض الجديد في نوفمبر.

للمرة الأولى منذ قرابة 60 عاما، ينتخب الأميركيون والبريطانيون إدارات جديدة في العام ذاته، بحسب موقع أكسيوس.

بينما تُعقد في العام ذاته أيضا انتخابات البرلمان الأوروبي.

القائمة لن تتوقف عند هذا الحد، فهناك استحقاقات انتخابية أيضا في الهند، والمكسيك، وفنزويلا وغيرها من الدول، حتى أن وكالة فرانس برس تقدر عدد المقترعين بنحو ٤ مليارات شخص، لهم حق الإدلاء بأصواتهم.

العديد من هؤلاء المقترعين يتعرضون بشكل أو بآخر لمحتويات أعدها الذكاء الاصطناعي، قد تكون بسيطة كالطريقة التي تنظم بها الخوارزميات ترتيب ظهور الأخبار على هواتفهم، وقد تكون معقدة كرسالة بايدن الانتخابية المزيفة.

بعض المؤشرات ترجح أن انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد المعلومات المضللة بالتزامن مع ذلك القدر من اللحظات الفارقة في العام ٢٠٢٤ قد يشكل خلطة مثالية لفوضى معلوماتية.

ففي يناير الجاري قدّر منظمو مؤتمر دافوس الاقتصادي، أن التضليل الإعلامي يعتبر أحد أكبر المخاطر على البشرية خلال العامين المقبلين بالتحديد، حين تجتذب صناديق الاقتراع قرابة نصف سكان العالم، وسط ارتفاع في أسهم الذكاء الاصطناعي.

من قلب عالم الـAI ذاته، تتصاعد المخاوف، حيث صرح المدير التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان، أنه يخشى تأثير الذكاء الاصطناعي على الانتخابات هذا العام، مؤكدا أنه يريد تجنب خوض حرب حول المعلومات المضللة في الانتخابات.

تجيب عن هذا السؤال رئيسة مركز تحليل وسائل التواصل الاجتماعي في مركز أبحاث ديمونز البريطاني، إلين جودسون، في تحليل نشرته في صحيفة الغارديان البريطانية.

تعتقد جودسون أن هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي قادر على تدمير نظرة المواطنين وطريقة تفكيرهم بشأن المعلومات.

تشرح: "سوف يشك المواطن في كل ما يتعرض له، وسوف تقل معدلات الثقة لديه ما يخلق حالة من الفوضى".

فوضى المعلومات الزائفة سوف تدفع المواطنين للعزوف عن محاولة تمييز الحقيقي من المزيف.

بعض الشخصيات السياسية سوف تُصبح، حسب جودسون، أكثر عرضة للتأثر، مثل النساء المرشحات لمقاعد انتخابية، اللواتي قد يتعرضن للتلاعب بصورهن عن طريق خاصية التزييف العميق، ليظهرن في مشاهد إباحية.

قد يأتي التهديد من الخارج أيضا، فقد أعلنت مايكروسوفت على سبيل المثال أنها اكتشفت شبكة من الحسابات الإلكترونية المرتبطة بالصين، تنشر محتوى أُنتج من خلال الذكاء الاصطناعي ويستهدف التأثير على الناخبين الأميركيين.

وقد حذرت كلا من الاستخبارات المركزية الأميركية ووزارة الأمن الداخلي، من أن كلا من روسيا وإيران والصين تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستهداف العملية الانتخابية الأميركية، حسب أكسيوس.

يشير محلل التكنولوجيا في صحيفة واشنطن بوست، جيفري فاولر إلى بعض سبل الخروج الآمن من معضلة التضليل والذكاء الاصطناعي.

يشير فاولر إلى مشروع قانون تقدمت به عضوة الكونغرس الأميركي إيفيت كلارك، متعلق بالدعاية والإعلانات السياسية.

تقترح كلارك، إجبار المرشحين على الإفصاح عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الخاص بحملاتهم، عبر إضافة تنويه واضح، يساعد محركات البحث في تمييز المواد المُنتجَة من خلال الذكاء الاصطناعي، عن مقابلتها ذات الطابع الإخباري.

لكن فاولر يقدّم في مقاله حائطا دفاعيا آخر، وهو "الخط الأخلاقي للمرشحين".

يشرح: "يجب أن يلتزم المرشحون والأحزاب وداعميهم بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في أغراض الخداع، أو تشويه المنافسين، أو تعطيل عمليات التصويت، مثل استخدام الصوت أو الصورة والترويج لإغلاق أحد مراكز الاقتراع، على سبيل المثال.