الانتخابات الأميركية برعاية الـInfluencers

وفقًا للعديد من الناشطين، كان هناك أيضًا انفجار في مجموعات التسويق السياسي التي تركز على نشر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأقل شهرة، والذين لديهم عادةً مئات إلى عشرات الآلاف من المتابعين.

وتعتقد الجماعات اليسارية واليمينية أن "أصحاب النفوذ الصغير" يتمتعون بالثقة ويشكلون وسيلة رخيصة للوصول إلى الناخبين الأصغر سنا، مثلهم مثل الأقليات من الناخبين السود واللاتينيين، إذ يجري إغراء مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي هؤلاء، الذين لا يتطرق جمهورهم عادة إلى السياسة، بدفعات مالية تتراوح من آلاف إلى ملايين الدولارات، بحسب "فايننشال تايمز".

وتأتي هذه الدفعة في الوقت الذي يتجنّب فيه العديد من "GEN Z" التلفزيون والصحف لصالح مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من اللجوء للمؤثرين، فإن التغييرات والقيود الجديدة التي أدخلتها شركتا "آبل" و"غوغل" على الخصوصية، أدت إلى زيادة صعوبة استهداف الإعلانات السياسية.

أيضا، يُنظر إلى منصة "تيك توك" على أنها المفضلة لبعض الحملات. وقال ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، إنهم يحصلون على أخبارهم بانتظام على منصة مقاطع الفيديو القصيرة، وفقًا لبحث أجراه مركز "بيو" للأبحاث.

ولدى "تيك توك" سياسة أمان واضحة وصارمة، إذ يمنع التطبيق، المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية، استخدام منشورات سياسية بصورة منتظمة أو ممنهجة.

وتعزف العديد من الحملات الجمهورية عن استخدام "تيك توك"، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي بالنظر إلى الشركة الصينية الأم، لكن حملة بايدن أنشأت مؤخرًا حسابًا على المنصة، على الرغم من أنه أثار في السابق مخاوف تجاه التطبيق الصيني.

ويبدو أن المؤثرين سيكون أمامهم المهمة الأصعب بإقناع الناخبين بالاختيار بين "عجوزيْن" في الانتخابات المقبلة، حال ترشح الرئيس الحالي جو بايدن (81 عاما) وسلفه دونالد ترمب (77 عاما).

وتُظهر أحدث استطلاعات الرأي عدم رغبة غالبية عينة التصويت في اختيار بايدن، وبنسبة أقل لصالح ترمب.

الاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأميركية، في فبراير الحالي بمشاركة أكثر من 1400 أميركي، وكشفت عن أن غالبية الناخبين لا يعتقدون أن بايدن مؤهل لولاية أخرى بسبب عمره، بحسب موقع "أكسيوس".

واتفق 67% من المشاركين على أنهم يعتقدون أن بايدن أكبر من أن يخدم بصورة فعالة فترة رئاسية أخرى مدتها 4 سنوات.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، وإنما أظهر الاستطلاع أن 66% يرون أن بايدن لا يتمتع باللياقة العقلية اللازمة لولاية رئاسية ثانية، في حين يعتقد 52% الأمر نفسه بالنسبة للرئيس السابق دونالد ترمب.

وبعيدا عن الاستطلاعات، سيجد المؤثرون مادة دسمة في تصريحات كل مرشح، للتعليق عليها وإبرازها على حساباته.

فمثلا، وجه دونالد ترمب رسالة حادة إلى منافسه جو بايدن، في أول تصريحات يُدلي بها بعد فوزه على منافسته الأخيرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كارولينا الجنوبية، نيكي هيلي، قائلا: "جو أنت مطرود!". وكان ترمب يتحدّث أمام جمع من أنصاره، وسط الهتافات والتصفيق.

وبدوره قال المتحدّث باسم ترمب، ستيفن تشيونغ، في بيان: "الليلة تنتهي الانتخابات التمهيديّة. حان وقت الانتقال إلى الانتخابات الرئاسيّة، حتّى نتمكّن من هزيمة جو المعتوه"، مستخدما أحد التعابير المفضّلة لدى الرئيس الجمهوري السابق في وصف الرئيس الحالي.

ومن جانبه استغل بايدن سقطة ترمب حين علق على صورة منتشرة له بزي متهم، قائلا: "هل تعلمون من تبنّى الصورة أكثر من أيّ شخص آخر؟ إنّهم السكّان السود، هذا لا يُصدَّق".

وقد انتقد الديمقراطيّون والجمهوريّون تصريحات ترمب، إذ رأوا فيها مقارنة في غير محلّها بين الأميركيّين من أصل أفريقي والجريمة.

وقال الرئيس جو بايدن، في بيان، إن "ترمب اعتلى المنصّة للإدلاء بتعليقات مُخزية وعنصريّة".