خلايا تيك توك النائمة.. 170 مليون "مجند أميركي" ضد الكونغرس

غمر مستخدمو تيك توك مكاتب الكونغرس الأميركي بالمكالمات، الخميس 7 مارس، بعد أن أرسلت الشركة رسائل تحث مستخدميها على "رفض" اقتراح لمجلس النواب ضد التطبيق قد يؤدي إلى حظره في الولايات المتحدة، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

عرض التطبيق على مستخدميه الأميركيين رسائل تطلب منهم الاتصال بممثليهم في الكونغرس "لإيقاف إغلاق تيك توك" قبل التصويت على مشروع القانون.

أثار هذا التكتيك سيلا من المكالمات لمكاتب الكابيتول هيل، العديد منها احتجاجا على مشروع القرار.

مستخدمو التطبيق الشهير وصلتهم رسالة، كتب فيها "دع الكونغرس يعرف ما يعنيه تيك توك بالنسبة لك واطلب منهم التصويت بـ لا"، كما وفرت الرسالة خيار "اتصل الآن" باللون الأحمر.

طلبت نافذة منبثقة من المستخدمين رمزهم البريدي لتزويدهم بممثلهم في الكونغرس.

ويجمع تيك توك، مثل تطبيقات الوسائط الاجتماعية الأخرى، معلومات عن المواقع التقريبية للمستخدمين عبر عناوين IP الخاصة، ولكنه لا يستخدم بيانات GPS التي تعتبر أكثر دقة إلا إذا منح المستخدم هذا الحق للتطبيق.

أرسل تيك توك للمستخدمين إشعارا يقول: "تيك توك معرض لخطر الإغلاق في الولايات المتحدة. اتصل بممثلك الآن".

انهالت مئات المكالمات على مكاتب مجلس النواب من مستخدمي التطبيق، استجابة لدعوة تيك توك بالضغط على الكونغرس، وفي بعض الأحيان استقبل كل مكتب ما يزيد عن 20 مكالمة في الدقيقة، بحسب 8 مساعدين في الكونغرس، تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وقال 2 من المساعدين إن حجم المكالمات كان هائلا لدرجة أن بعض المكاتب لجأت إلى إغلاق الهواتف مؤقتا، بينما واجه آخرون صعوبات في الرد على المكالمات.

وقال بعض مساعدي الكونغرس إن المتصلين كانوا من الشباب، بينما قال آخرون إن أعمارهم تتراوح بين المراهقين وكبار السن.

وصف النائب راجا كريشنامورثي، الذي أيد التشريع، الخميس 7 مارس، في منشور على موقع إكس، الاتصالات بـ"حملة دعائية ضخمة".

وقال في بيان، إن وصف تيك توك مشروع القانون بـ"حظر" هو تحريف، ويندرج ضمن حملة ضغط لـ"تخويف" أعضاء الكونغرس.

ومن وجهة نظر كريشنامورثي، يضع مشروع القرار خيارين بيد الشركة، إما قطع العلاقات مع ByteDance التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني، بحسب وصفه، أو إلغاء التطبيق في متاجر التطبيقات الأميركية.

رغم الانتقادات الحادة من الحكومة الأميركية لمنصة مشاركة التسجيلات المصوّرة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أطلق حسابا له على تيك توك في فبراير، بتسجيل مصوّر مدته 26 ثانية.

وتطرّق الرئيس الديمقراطي، 81 عاما، إلى مواضيع تراوحت بين السياسة والدوري الوطني لكرة القدم الأميركية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، توفر المنصة نافذة إلى الناخبين الأصغر سنا.

وقدّم البيت الأبيض الدعم الفني في صياغة مشروع القانون، رغم أن السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، قالت إن التشريع الخاص بتيك توك "لا يزال بحاجة إلى بعض العمل" للوصول إلى نقطة معينة، ليوافق عليه الرئيس جو بايدن.

تيك توك مملوكة لشركة ByteDance الصينية، وتتهمها شريحة واسعة من السياسيين الأميركيين بأنها أداة دعائية تستخدمها بكين، وهو أمر تنفيه الشركة بشدّة.

والأربعاء، قدم البيت الأبيض مشروع قانون في الكونغرس الأميركي من شأنه أن يخيّر تيك توك بين الانفصال عن شركة "بايت دانس" الصينية التي تملكه أو مواجهة الحظر.

وحظرت ولايات عدة والحكومة الفدرالية التطبيق على أجهزة الحكومة الرسمية، مشيرة إلى مخاوف أمنية مرتبطة به.

اعتبر تيك توك أن "التشريع له نتيجة محددة سلفا: حظر كامل للتطبيق في الولايات المتحدة، الأمر الذي يدمر سبل عيش عدد لا يحصى من المبدعين في جميع أنحاء البلاد".

وكشف المتحدث باسم تيك توك، أليكس هوريك، لصحيفة واشنطن بوست، أن الرسالة أُرسلت فقط إلى المستخدمين في سن التصويت، 18 عاما أو أكبر، مضيفا "الشاشة لا تجبر المستخدمين على الاتصال بأعضاء الكونغرس، ويمكن إغلاقها بسهولة أو سحبها بعيدا".

ورفض هوريك تحديد عدد المستخدمين الذين ظهرت لهم النافذة المنبثقة، لكنه قال إنه تم إرسالها عبر الولايات المتحدة ولم تكن تستهدف أي موقع محدد أو منطقة محددة بالكونغرس.