كيف تؤثر السوشيال ميديا على 4 مليارات صوت انتخابي؟

انتقلت الحملات الانتخابية في القرن الـ18 من الاعتماد على فن الخطابة إلى طباعة الملصقات والصحف والبطاقات والرسائل، بحسب مؤسسة روزفلت هاوس التابعة لجامعة هانتر الأميركية.

ومع تطور تكنولوجيا الإعلام في نهاية القرن الـ19 ومطلع القرن الـ 20، بدأت الإذاعات والقنوات تبث نشرات إخبارية وأفلام قصيرة عن المرشحين، وتذيع نقاشات على الهواء.

ومع انتشار الإنترنت بنهاية القرن الـ20، جذبت "الشبكة" مرشحين رئاسيين كان أبرزهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والمرشح الجمهوري بوب دول.

كما أدى انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في العقد الأول من القرن الـ21، إلى تغيير طريقة تواصل المرشحين مع الناخبين.

ويعتبر الرئيس الأسبق باراك أوباما أشهر المستفيدين من منصات التواصل الاجتماعي، في إطلاق الحملات الانتخابية، وتحديدا تويتر، آنذاك عند ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2008 ثم انتخابات 2012.

بجانب الاستفادة من التواصل المباشر مع الناخبين وإضفاء الطابع الإنساني على أنفسهم، يستفيد المرشحون ماليا من إطلاق حملاتهم على السوشيال ميديا.

يشير تقرير نشرته مجلة نوليدج آت وارترن التابع لجامعة بنسيلفانيا أن استعمال منصة إكس مكَّن الساسة الأميركيين خلال شهر واحد من جمع تبرعات أكثر بنسبة 3٪ مقارنة مع التبرعات التي كانوا يجمعونها في حملات تقليدية تستمر لعامين.

وبدورها، تنفق الحملات الانتخابية على إعلاناتها الرقمية مبالغ طائلة، إذ يتوقع أن ترتفع قيمة الإنفاق إلى 2.64 مليار دولار في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، مقارنة مع 22.25 مليون دولار أُنفقت عام 2008، وفقا لموقع ستاتيستا للإحصائيات.

تفيد دراسات أن الحملات الانتخابية التي تستعمل السوشيال ميديا تستقطب الشباب بشكل أكبر من الطرق التقليدية مثل إعلانات الطرق.

في الولايات المتحدة، مثلا، ضاقت فجوة الأعداد بين الناخبين الشباب آنذاك، جيل الألفية، ونظرائهم الأكبر سنا في الانتخابات الرئاسية الأميركية بداية من انتخابات 2004 ثم 2008.

جامعة برينستون نشرت ورقة بحثية عن تأثير السوشيال ميديا على الانتخابات ووجدت من خلال تحاليل أن محتوى منصة إكس الليبرالي نسبيا ربما أقنع الناخبين ذوي الآراء المعتدلة بالتصويت ضد دونالد ترمب في انتخابات 2020.

يعتبر تيك توك منصة السوشيال ميديا التي يقضي فيها المستخدمون وقتا أطول، كما أنه يحتل الرتبة الـ 6 من حيث الأفضلية بين المستخدمين.

يفيد موقع داتا ريبورتال أن 20.6 مليون من الألمان الذين يبلغون 18 سنة فما فوق يستعملون تطبيق تيك توك بشكل يومي.

في أميركا، يصل عدد مستخدمي التطبيق إلى 170 مليون ويعتمد عليه 43٪ من المستخدمين كمصدر وحيد للأخبار.

وباعتبار التطبيق قاعدة لتجمع عدد من الشباب المؤهلين للتصويت، تتجه الأحزاب إليه لمشاركة فيديوهات تروج لحملاتهم الانتخابية.

إذاعة صوت ألمانيا تفيد أن حزب البديل من أجل ألمانيا نشط على تطبيق تيك توك ويحقق مشاهدات حوالي 10 أضعاف مقارنة بمنافسيه من الأحزاب الأخرى.

وفي الجهة الأخرى من المحيط الأطلسي، انضم الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تيك توك في محاولة للوصول إلى الناخبين الشباب تمهيدا للانتخابات الرئاسية، وحصد الفيديو التقديمي لحسابه أكثر من 10 ملايين مشاهدة، جاءت الضربة من الكونغرس.

لكن من غير المعروف إذا كان بايدن سيستمر في استعمال حسابه على تيك توك لأن مجلس النواب الأمريكي صوت الأربعاء 13 مارس، بأغلبية ساحقة على مشروع قانون يمنح شركة بايت دانس الصينية المالكة لتيك توك مهلة 6 أشهر لتصفية الأصول الأميركية لتطبيق الفيديوهات القصيرة، أو مواجهة الحظر داخل الولايات المتحدة.